ووقعت المأساة السبت حوالى الساعة 22,30 بالتوقيت المحلي (15,30 بتوقيت غرينتش) في إقليمي أغام وتاناه داتار في غرب جزيرة سومطرة، حيث هطلت أمطار غزيرة طوال ساعات على المنطقة، متسببة بفيضانات مفاجئة وسيل من الحمم البركانية الباردة مصدره جبل مارابي، وهو جبل بركاني يقع في الجزيرة. والحمم الباردة عبارة عن خليط من مواد مختلفة يتشكل منها الجبل البركاني بينها رماد ورمل وصخور، قد تمتزج بسبب الأمطار، وتتدفق على طول الجبل البركاني. وقال المتحدث باسم وكالة البحث والإنقاذ في جزيرة سومطرة إلهام واهاب لوكالة فرانس برس "حتى الآن، تظهر بياناتنا أن 34 شخصا قتلوا، 16 في أغام و18 في تاناه داتار، وأصيب 18 آخرون على الأقل بجروح"، مضيفاً "ما زلنا نبحث عن 16 شخصا آخرين". وأعلن رئيس وكالة الإغاثة المحلية في منطقة بادانغ عبد الملك مصرع ثلاثة أشخاص إضافيين، لافتاً إلى أن السلطات الإقليمية لم تسجل بعد وفاتهم بشكل رسمي. وأكد إلهام واهاب أن السلطات ما زالت تتلقى بلاغات عن أشخاص مفقودين الأحد، لم تعثر عليهم عائلاتهم بعد. ولم يتمكن واهاب من تحديد عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، في حين ركّز عناصر الإنقاذ جهودهم على البحث عن المفقودين والضحايا. وقال عبد الملك في بيان إنه تم التعرف على تسع من الضحايا الأحد، بينهم طفلان يبلغان ثلاثا وثماني سنوات. مساجد ومنازل متضررة وفي إقليم تاناه داتار الذي يضم 370 ألف نسمة، تعرّضت مساجد ومدرسة رسمية لأضرار وتناثرت صخور وجذوع أشجار على الأرض بعدما جرفتها السيول، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وفي منطقة ليمباه أناي، التي يجذب شلالها السياح عادة، تعرض الطريق الذي يربط بين مدينتي بادانغ وبوكيتينجي لأضرار أيضاً وأغلق أمام حركة المرور. وفي مكان قريب، جرفت مياه نهر فائض شاحنتين. وأكد رئيس وكالة إدارة الكوارث في إقليم أغام، بودي بيرويرا نيغارا، لوكالة فرانس برس تضرر عشرات المنازل والمباني العامة. ويضم إقليم أغام أكثر من 500 ألف نسمة. وأفاد بيرويرا نيغارا بأن نحو 90 من سكان الإقليم لجأوا إلى مدرسة. ويشارك رجال إنقاذ محليون وأفراد من الشرطة وجنود ومتطوعون في جهود البحث. وفتحت الحكومة المحلية مراكز لإيواء الفارين من الكارثة ومحطات للإغاثة الطارئة في عدة مناطق في الإقليمين. وأرسلت السلطات فريقاً من رجال الإنقاذ والقوارب المطاطية للبحث عن المفقودين ونقل السكان إلى المناطق التي لم تصلها المياه. والفيضانات وانزلاقات التربة ظاهرة مألوفة في إندونيسيا خلال موسم الأمطار. وفي آذار/مارس، قضى ما لا يقل عن 26 شخصا بسبب انزلاقات للتربة وفيضانات في غرب جزيرة سومطرة. وفي العام 2022، تم إجلاء حوالى 24 ألف شخص ولقي طفلان حتفهما جراء فيضانات في سومطرة. ويرى الناشطون في المجال البيئي في سومطرة أن الفيضانات أصبحت أكثر تدميرا بسبب قطع الأشجار. ويعد جبل مارابي أي "جبل النار" أحد أكثر البراكين نشاطًا في البلاد. وفي كانون الأول/ديسمبر، تسبب ثوران البركان بمقتل 24 شخصاً كانوا في المنطقة، معظمهم من الطلاب.
مشاركة :