شهد مقر اليونسكو في باريس مساء أمس الأول حفلاً تكريمياً للفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية الدورة الثالثة عشرة لعام 2015 التي ذهبت للكاتب الفلسطيني إلياس صنبر والمكتبة الإسلامية التابعة للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية. حضر الحفل عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وإيرينا باكوفا مديرة عام اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم ومعضد حارب مغير الخييلي سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية، وعبدالله علي مصبح النعيمي المندوب الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمدين في باريس ومثقفين فرنسيين وعرب مقيمين. ونقل عبد الله العويس تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى جميع المشاركين في حفل تتويج الفائزين بجائزة الشارقة اليونيسكو للثقافة العربية، مؤكداً أن هذه الجائزة أصبحت تعكس جهود إمارة الشارقة بتشجيع وقيادة ودعم من صاحب السمو حاكم الشارقة في نشر العلوم والمعرفة والفنون التي تزخر بها الإمارات والحضارة العربية على مستوى العالم. وأوضح العويس أن هدف الشارقة من خلال جائزة الشارقة - اليونيسكو للثقافة العربية هو تكريس مفهوم الاحترام والتفاهم بين الثقافات، ومشاركة العالم منابع الثقافة العربية بما يتماشى والأهداف التي تعمل المنظمة الأممية على تحقيقها. بدورها، وفي حديث خاص لوكالة أنباء الإمارات وام، عبرت إيرينا بوكوفا عن سعادتها البالغة بالدور الكبير الذي باتت تلعبه الجائزة الإماراتية في مجال نشر ثقافة الاعتدال والسلم والتعايش بين الحضارات. وأكدت أن هذه الجائزة لم تعد ترمز فقط لتكريم الطاقات النشيطة في مجال نشر الثقافة العربية في العالم، بل تعدتها إلى دعم أصوات الاعتدال ونبذ العنف في ظل التصاعد الملفت للتطرف في كثير من البلدان. وقالت إن جائزة الشارقة اليونيسكو للثقافة العربية كرمت اليوم كاتباً ودبلوماسياً فلسطينياً، وأيضاً مكتبة إسلامية إسبانية في مدريد، وهذا يحمل الكثير من المعاني، في مقدمتها تكريم جهود نشر الثقافة العربية الصحيحة وحوار الحضارات والتنوع والتعايش بين الثقافات والسلام، وهذا أكبر رد على بعض أصوات التطرف التي أصبحت تتصاعد في عالمنا. وعبرت مديرة اليونيسكو عن انبهارها بمدى النجاح الذي وصلت إليه الإمارات على جميع الصعد، خاصة في ما يتعلق بتطوير وتحسين جودة التعليم من خلال تنويع المضامين والمناهج وتعزيز القيم العالمية والإنسانية وصون التراث وحفظه. وآلت الجائزة وقدرها 60 ألف دولار مناصفة، إلى الكاتب والدبلوماسي الفلسطيني إلياس صنبر لدوره الكبير في نشر الثقافة العربية في الغرب من خلال ترجمة أشعار ودواوين الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش إلى اللغة الفرنسية، وتقريبها بشكل كبير جداً من المجتمع الفرنسي والفرانكفوني عامة. ولد إلياس صنبر عام 1948 في مدينة حيفا، حيث يعتبر أحد المثقفين العرب البارزين في فرنسا وأوروبا، وعمل على ترجمة إبداعات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش إلى اللغة الفرنسية، كما شارك في تأليف كتاب الناجي والمنفي بالفرنسية مع ستيفان هيسيل، وقد ترجم هذا الكتاب إلى لغات عدة. وفي حديث لوكالة أنباء الإمارات عبر صنبر عن سعادته باختياره من قبل لجنة تحكيم جائزة الشارقة اليونيسكو للثقافة العربية للعام 2015، مؤكداً أن هذا التتويج هو تتويج للثقافة العربية في الغرب ودعم لجهود نشرها. واختارت لجنة تحكيم الجائزة المكتبة الإسلامية التابعة للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية ومقرها في مدريد للفوز بالجائزة لدورها في نشر الثقافة العربية في إسبانيا والدول الناطقة باللغة الإسبانية. (وام)
مشاركة :