أعلنت الأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 27 مدنيا وإصابة نحو 130 آخرين إثر مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر بإقليم دارفور بغربي السودان. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان صحفي اليوم (الأحد) " تشير تقارير غير مؤكدة إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا، بينهم نساء وأطفال، فيما أصيب نحو 130 شخصا". وأشار المكتب إلى أن المستشفي الرئيسي بالمدينة قد تجاوز طاقته الاستيعابية القصوي والبالغة 100 سرير. وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأدت المواجهات إلى نزوح نحو 850 شخصا (170 أسرة) إلى مواقع مختلفة في جميع أنحاء محلية الفاشر بسبب الاشتباكات، وفقا لتقرير مصفوفة تتابع النزوح التابع للمنظمة الدولية للهجرة. ومنذ أسابيع تحشد قوات الدعم السريع آلاف المقاتلين بأطراف مدينة الفاشر تمهيدا لاقتحامها. وفي المقابل عزز الجيش السوداني ومجموعات مسلحة دارفورية مساندة له ، تواجده العسكري في مداخل مدينة الفاشر وحول معظم أحياء المدينة. وحذرت الأمم المتحدة، مؤخرا ، من عواقب وخيمة على المدنيين الذين يقيمون في الفاشر حال هجوم الدعم السريع على المدينة المكتظة بضحايا الحرب. والفاشر، هي عاصمة ولاية شمال دارفور، ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، والوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش السوداني. وما يزال الجيش السوداني يسيطر على مدينة الفاشر، وتقاتل إلى جانبه حركات دارفورية مسلحة كانت قد وقعت مع حكومة السودان في العام 2020 اتفاق "سلام جوبا"، وأبرزها حركة "تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، وحركة "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم. وتقع مدينة الفاشر علي بعد نحو 802 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة السودانية الخرطوم ، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور ومقر حكومة الإقليم. وحذرت منظمات دولية من مخاطر هجوم شامل على مدينة الفاشر، ودعت إلى تخفيف التوتر في المنطقة. وقالت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن نحو 800 ألف شخص في الفاشر معرضون لخطر شديد وشيك، مع تفاقم أعمال العنف والتهديد باقتحام المدينة. ومنذ 15 أبريل 2023، يدور نزاع مسلح بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيغاد) ، وكل من السعودية والولايات المتحدة، في إنهاء الصراع المسلح الذي دخل عامه الثاني. وتسبب النزاع في فرار نحو 8.7 مليون شخص من منازلهم، وفقا لأحدث إحصائية لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا". ونزح ما يقدر بنحو 6.7 مليون شخص قسرا داخل البلاد ، فيما عبر نحو مليوني شخص الحدود إلى دول مجاورة منها جنوب السودان، تشاد، مصر وإثيوبيا. ووفقا لأحدث إحصائية لموقع ((ACLED))، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة وتحليلها، فإن أكثر من 15550 شخصا قتلوا منذ اندلاع القتال في السودان.
مشاركة :