هو لم يحضر حتى ينسحب!! | شريف قنديل

  • 4/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هو لم يحضر أصلاً حتى ينسحب! هو لم يظهر حتى يختفي! وهو لم يتكلم حتى يصمت ويغادر المكان! عن الرئيس الإيراني حسن روحاني أتحدّث، ولا أبالغ، وأنقل ما شاهدته، ولا أزيد، أو أنقص! والحاصل أن الرجل -أو ظلّه- اختفى فور دخوله قاعة القمة الإسلامية في إسطنبول؛ دون أن يغيّبه أو يوقفه أحد! كنتُ أُحملق طوال الوقت في وجوه القادة الحاضرين فلم أجده.. والحق أنني اتهمتُ المخرج أو المُصوِّر للوهلة الأولى قبل أن تتوالى المشاهد من الجلسات، لأتأكَّد أنه لم يحضر! انتهت القمة ووقف الرئيس أردوغان أمس يتحدَّث بتلقائية -ودونما استهداف- عن ثلاثِ فتن كبرى تقف وراء تأخُّرنا، ويسعى ناشروها إلى الإفساد بيننا وتجزئتنا! كان أردوغان يتحدّث بتلقائية -ودونما استهداف- عن ثلاثي «المذهبية والعرقية والإرهاب».. ومن الواضح أن حديثه التلقائي -الذي لم يكن يستهدف أحد- أصاب كثيرين في مقتل، قبل أن تنقل الوكالات خبر انسحاب الرئيس الإيراني من جلسة إعلان البيان الختامي! هنا فقط، عَرِف مَن لم يعرف «مثلي» أنه حضر!! وعن كيفية الحضور، لا تسل، وعن قيمة الحضور، لا تسل، وعن استقبال الحضور، لا تسل! كان الجواب واضحًا وساطعًا، يُؤكِّد أنه «الحضور الغياب»! عدتُ مرة أخرى للمشاهد والصور التلفزيونية، والفوتوغرافية، التي بدأت منذ الأربعاء الماضي، فوجدتُها كلها تسعى، بل تكاد تبحث عن ضيف عربي وقف له أردوغان يُحييه، وكأنما هو راعي القمة، بل الأمة! تحدَّث القائد العربي السعودي في البداية، محذِّرًا من «التدخل السافر في شؤون عدد من الدول الإسلامية، وإحداث الفتن والانقسامات، وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستخدام المليشيات المسلحة؛ لغرض زعزعة أمننا واستقرارنا لبسط النفوذ والهيمنة». وعندما جاء القائد التركي المسلم ليختم المؤتمر، راح بدوره يُحذِّر من ثلاثي الفتنة «المذهبية والعرقية والإرهاب، بغرض تجزئتنا»! ولأن ذلك كذلك، كان لابد أن يختفي أو يتوراى الرئيس الإيراني في البداية، وأن ينسحب في النهاية.. إن كان قد حضر! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :