مكتبة وادي الحلو منبع للثقافة والمعرفة بين أحضان الجبال

  • 4/16/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وادي الحلو: بكر المحاسنة تزور الخليج أسبوعيا واحدة من المكتبات الوطنية المنتشرة في ربوع الدولة، لتتجول فيها وتتعرف عن الكنوز التي تضمها والخدمات التي توفرها، من إنترنت وكتب مسموعة ومتعددة الوسائط ووثائق، وتلتقي روادها والقائمين عليها بهدف نقل القارئ إلى عالم غني بالمعرفة والخيال، ولتتيح له كماً هائلاً من المعرفة والفكر. وذلك تماشياً مع عام القراءة. تعتبر مكتبة وادي الحلو التي تندرج تحت مظلة إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إحدى المؤسسات الثقافية الاجتماعية التي تحتوي على مجموعة من الكتب الزاخرة بالمعلومات والبيانات الثقافية المرتبة ترتيباً مميزاً يسهل على زوارها عملية الاستفادة منها. وتسعى الشارقة من خلال نشرها للمكتبات في الإمارة وزيادة حجم الكتب إلى تعزيز ثقافة القراءة، وتوفير مصادر المعرفة والبناء الفكري بين مختلف الفئات المجتمعية، إضافة إلى سعيها لتحقيق أهدافها الرامية إلى تعزيز حب الكلمة المقروءة، وتقديمها للقراء فرصاً لا مثيل لها تتيح لهم التعرف إلى الثقافات العربية والأجنبية وتزيد مخزونهم الثقافي. وتحظى المكتبات في إمارة الشارقة بإقبال كبير من جميع أفراد المجتمع وفئاته، من الباحثين والمهتمين، والذين يجدون كل الأجواء المناسبة للحصول على المعلومات التي يرغبون في الوصول إليها، وتعد مكتبة وادي الحلو إحدى هذه المكتبات التي تسعى هيئة الشارقة للكتاب إلى إبرازها وتطويرها. وتهدف مكتبة وادي الحلو إلى خدمة المجتمع المحلي وقاطني المنطقة وزيادة مخزونهم الثقافي، فضلاً عن خدمة شريحة واسعة من أهالي المناطق المجاورة لها، مثل منطقة المنيعي، ووادي العجيلي، ووادي القور، ورافاق، وغيرها من المناطق الأخرى التابعة للإمارات الأخرى. عن أهميتها في المنطقة، تقول أمينة المكتبة صالحة خميس المزروعي: افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في منتصف فبراير/شباط من عام 2008، المكتبة التي اعتبرت منذ افتتاحها أحد أهم الصروح الثقافية في الإمارة والمنطقة، لما وجدته من دعم واهتمام من قبل القيادة الحكيمة بالشارقة، وترحيب أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها. وتلفت المزروعي إلى أن المكتبة تتوافر بها قاعة للرجال والنساء وقاعة منفصلة للإنترنت وأخرى للطفل، إضافة إلى قاعة يتم استخدامها لأغراض متعددة. وتوضح أن المكتبة تستخدم نظام ديوي العشري في تصنيف الكتب، كما تعتبر معظم قاعاتها منجماً للعديد من الكتب القيمة ذات الفائدة العلمية والثقافية التي تثري أبحاث الطلاب وزوارها من جميع الجنسيات، حيث تحتوي قاعة الرجال والنساء على 21816 كتاباً باللغة العربية، وقاعة الطفل تحتوي على2137 كتاباً، إلى جانب قسم الكتب الإنجليزية الذي يقدر عدد الكتب فيه بنحو 1283 كتاباً. وتشير المزروعي إلى أن للأطفال نصيباً واسعاً من الاستمتاع بأجواء المكتبة، إذ تتميز القاعة الخاصة بهم باحتوائها على العديد من الكتب والأفلام الكرتونية والترفيهية التربوية المتنوعة التي تستهدف جميع فئات العمر، كما أنها تتميز بوجود ألعاب التركيب التي تنمي ذكاء الأطفال وتستقطبهم، مضيفة أن المكتبة تتعاون مع المؤسسات الحكومية بوادي الحلو والمناطق المجاورة لها، لتقديم كل ما يخدم الفرد والمجتمع ويلبي حاجاته الثقافية بمختلف الوسائل. وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة، تقول: تقدم المكتبة العديد من الخدمات، منها خدمات التصوير مقابل رسوم رمزية، وحسب القوانين التي تحافظ على الحقوق الفكرية، وخدمة الإحاطة الجارية التي تُعنى بإعلام الجمهور المستفيد بالكتب التي وردت حديثاً إلى المكتبة عن طريق النشرات، إضافة إلى تنظيم المعارض في مداخل القاعات، كما توفر المكتبة خدمة الإنترنت مجاناً لجميع الموجودين فيها ولزوارها. وتقول مريم المزروعي، إحدى الموظفات، إن المكتبة باتت تلعب دوراً كبيراً في تنمية المجتمع، لكونها تساهم في رفع المستوى العلمي والثقافي للقاطنين في المنطقة، لما تقدمه من تسهيلات لمرتاديها للاستفادة من مصادر المعلومات، فتجعلهم أكثر فاعلية في المجتمع، إضافة إلى أنها تدعم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتتيح للزوار فرصة اللقاء والنقاش في مختلف القضايا الثقافية من خلال الأنشطة والفعاليات التي تنظمها، والتي من شأنها تعويد النشء على المطالعة والبحث وقضاء أوقات الفراغ بصورة نافعة، وتنمي المهارات وترسخ العادات والممارسات الحميدة في أنفسهم. وتؤكد أن للمكتبة العديد من الأهداف التربوية والتعليمية التي يتم من خلالها توفير المراجع والكتب والمعلومات المختلفة بالوسائل التي تدعم التعليم الذاتي وإعداد البحوث العلمية، إضافة إلى نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، ويسهل حصول الرواد على المواد المطبوعة وغير المطبوعة الأخرى، كما تهدف إلى توفير المواد الخاصة بالمعرفة ومصادر المعلومات بأسهل السبل، وبأقل جهد وأسرع وقت لخدمة البحث العلمي، لافتة إلى هدفها المتمثل بالترويج للمكتبة التي تسعى من خلاله إلى استثمار وقت الأفراد وتشجيعهم على القراءة والمطالعة لتنمية معارفهم ومهاراتهم وتثقيفهم. زوار المكتبة في منطقة وادي الحلو، يعتبرونها ساحة ثقافية معرفية تخدم المنطقة وكل أفراد المجتمع، وتتيح لهم أوعية المعرفة والثقافة وسط أجواء هادئة ومثالية. ويعتبر الزائر يوسف خميس المزروعي، المكتبة صرحاً علمياً وثقافياً متميزاً ومركزاً خدمياً من الدرجة الأولى، إلى جانب موقعها المتميز بين أحضان الجبال الشاهقة، ويؤكد أنها أصبحت المصدر الثاني بعد المدارس للعلم، كما أنها تمد الطلاب بالأبحاث العلمية، وتوفر الوقت والجهد على الطلاب، إذ تعتبر منبعاً للتزود بكل ما هو جديد من العالم الخارجي. ويضيف: المكتبة أصبحت مركزاً رئيسياً لإقامة الفعاليات التي تجمع الأهالي برواد الحركة الثقافية والعلمية، حيث تقام فيها الملتقيات العلمية والثقافية والشعرية بشكل دوري، كما تقام فيها الاحتفالات في نهاية العام الدراسي للمدارس بالمنطقة والمناطق المجاورة لها. وتقول الطالبة شيخة سعيد المزروعي، إحدى زائرات المكتبة ومن سكان المنطقة، إنها تواظب على الزيارة باستمرار لما تمثله لها من مصدر للمعلومات المفيدة وتزيد ثقافتها من خلال استخراج الكتب القيمة والدخول إلى مواقع الإنترنت، فالمكتبة تعد مصدراً لنشر الوعي بين أفراد المجتمع. وتؤكد الطالبة ميثاء راشد المزروعي أن المكتبة تتيح لها فرصة لاستخراج البحوث والتعرف إلى المعلومات التي تخص دراستها من خلال الكتب أو الإنترنت، كما أن الموظفات هناك يساعدنها على الوصول إلى ما تحتاج إليه في سهولة ويسر، كما توفر قاعة الطفل فيها مكاناً لتنمية المعلومات من خلال ألعاب تختبر الذكاء، بطريقة جميلة. وتلفت الطالبة فاطمة المزروعي إلى أنها تزور المكتبة باستمرار باعتبارها مركز الإشعاع الثقافي لها، بينما تقول الطالبة مثايل المزروعي: توفر العديد من الخدمات لجميع الأعمار. مخزون متنوع وشامل من المعرفة فاضل حسين، نائب رئيس المكتبات في المنطقة الشرقية يقول: بناءً على توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نسعى في هيئة الشارقة للكتاب إلى تعزيز حضور الكتاب في كل مدن الإمارة، وغرس حب القراءة بين الكبار والصغار، إذ تعتبر مكتبات الشارقة واحدة من أهم وأعرق المنصات الثقافية، والوجهة التي يقصدها الباحثون عن المعرفة، والطلاب، والأدباء، والمفكرون، لما تضمه من مخزون متنوع وشامل من الكتب. ويضيف: تحتل مكتبة وادي الحلو موقعاً استراتيجياً مهماً في المنطقة الشرقية للإمارة، وتعد من أهم المكتبات التابعة للهيئة، لاحتوائها على مجموعة قيمة من الكتب بين رفوفها، تشمل جميع المجالات العلمية والأدبية، باللغة العربية والإنجليزية، إذ تحرص على التنوع والتطوير، باستمرار، ومواكبة كل ما هو جديد في عالم الكتب، وإلى جانب هذا، تركز أيضاً على المصادر الإلكترونية التي تغطي كل القطاعات العلمية والأكاديمية، التي من شأنها خدمة قاطني المنطقة والمناطق المجاورة لها. ويؤكد حسين أن هيئة الشارقة للكتاب تسعى بشكل مستمر إلى تطوير المكتبات في الإمارة عن طريق رفد رفوفها بالكتب والإصدارات الحديثة، إذ تحتوي مكتبة وادي الحلو على أكثر من 22 ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، وأخرى خاصة بالأطفال.

مشاركة :