صراعات الهوية والقيم في متاهات 'مدينة الضباب'

  • 5/13/2024
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - تدور أحداث مسلسل "مدينة الضباب" للمخرج العراقي جعفر مراد حول عائلة تعاني من مشاكل اجتماعية وقانونية جراء جرائم القتل، إذ تتبعها عمليات بوليسية تنقل المشاهد إلى وكر أحداث مهمة تجسدها الشخصيات، وخاصة البطل الذي يدخل في دوامات نفسية تعرقله عن أخذ القرار الصحيح ليغير مجرى حياته. المسلسل من سيناريو وإخراج جعفر مراد، وبطولة كل من أمجد الطيار، والفنان العراقي فلاح هاشم، وعدد من الفنانين الأجانب من بينهم: مايا سميت، كوين كاسيدي، أندرو ليتس فيلد، فيليب، فضلاً عن مجموعة من الفنانين. يتحدث المخرج العراقي جعفر العراقي ل"ميدل إيست أونلاين" حول سبب اختياره سيناريو مسلسل "مدينة الضباب" والعناصر التي أترث في هذا الاختيار، موضحا "عندما عدت من مهرجان عربي كبير، ومعي أكثر من جائزة كأفضل مخرج وأفضل سيناريو، فكرت أن أكتب عملاً درامياً يكون مختلفاً عن الأعمال التي تُطرح، وهذا جميل حيث تكون الأعمال مختلفة حتى يستمتع المشاهد بها، إذ أن الموضوع يتعلق بعدم القناعة بما يُقسمه الله لنا، والموضوع الآخر يتعلق بعلاقة الأب مع ابنته والتوتر الذي يسودهما، أما الموضوع الثالث الذي أنا أناقشه في مسلسلي، فهو اختلاف وجهات النظر بين الجيل القديم والجيل الجديد عن طريق فتاة تريد أن تعيش بحرية في مجتمع غربي، ولكن الأم رغم ثقافتها الكبيرة تعترض على هذه التصرفات". ويضيف المخرج جعفر مراد حول عملية اختيار الممثلين للأدوار الرئيسية مبينا " إن اختيار الممثلين لم يكن سهلاً، خاصةً وأنَّ معظم الأدوار مركبة وسيكولوجية، وأيضًا بسبب عدم وجود فنانين عراقيين في بريطانيا، لهذا أقبلت على الذين مثلوا معي في هذا العمل، حيث أنهم هواة ولأول مرة يقفون أمام الكاميرا، وهذا استدعى مني جهدًا كبيرًا حتى أوصل الفكرة للجميع وأهيئ الممثلين للوصول إلى مرحلة يستطيعون فيها أداء الأدوار بالطريقة التي كتبتها، فقط بطل العمل هو الذي كان له الخبرة الكافية ليقوم بالدور بطريقة متميزة، وبكل بساطة وتواضع، أنا لا أكتب عملًا روتينيًا، حيث يجب أن يكون هناك طريقة نفسية في طرح الموضوع، إذ أن هذا هو مجالي منذ بدأتُ بدراسة السينما، حيث تشغل الأفلام النفسية المكانة الأكبر في اهتمامي". وفي حديثتنا عن تطوير قصة المسلسل منذ بدايته، يقول المخرج العراقي جعفر مراد "يشكل الحوار ركيزة أساسية بالنسبة لي كأولوية في طرح الموضوع بشكل فعّال، ومع ذلك يجب أن يكون الحوار مليئًا بالحيوية والتجديد، وبعيد عن التكرار والملل، إذ يعتبر جذب المشاهدين من البداية من أهم العناصر التي أضمنها، لكي يبقوا مهتمين ومتلهفين لمعرفة الأحداث". ويكشف المخرج عن سبب نجاحه في الحفاظ على تشويق القصة عبر الحلقات الاولى للمسلسل قائلا "يتطلب إخراج عمل مثل هذا، خاصة في بريطانيا، جهدًا كبيرًا بدءًا من اختيار أماكن التصوير إلى جمع الممثلين في يوم مناسب لهم، حيث يكون معظمهم مشغولين بحياتهم الشخصية وعملهم بعيدًا عن التمثيل، إذ توجد مشاهد استغرقت مني أشهرًا حتى استطعت جمع الممثلين لها، لذا كان وقت تصوير المسلسل طويلًا للغاية، كما أعتمد على نفسي في الإخراج وتصوير المشاهد بكاميرتي وأيضا كمسؤول عن الإضاءة، لذا تقع المسؤولية الكاملة على عاتقي من البداية إلى النهاية، ولكن في نهاية المطاف أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى أفكاري تتحقق على الشاشة الكبيرة إنه شعور رائع بالإنجاز". أما العوامل التي أثرت في عملية الإخراج وتوجيه الأحداث لتصل إلى النهاية المرجوه، فيبين المخرج جعفر مراد موضحا "كانت مواقع التصوير الخارجية في محطات القطار والأنفاق في العاصمة لندن، بالإضافة إلى حدائق كبيرة وجميلة من الطراز الكلاسيكي، ما أضفى رونقًا جميلاً على التصوير، وأيضا بعض المشاهد صعبة حيث كنت أصور في مركز لندن وفي أماكن مزدحمة، ولكن الحمد لله، سارت الأمور بالاتجاه المطلوب". وفي نقاشنا حول الرسالة التي يرغب في إيصالها جعفر مراد في تركها للمشاهدين من خلال هذا المسلسل، ينوه المخرج قائلا "هناك رسائل كثيرة أرغب في نقلها للمشاهدين حول صعوبة الحياة في المهجر، خاصة بوجود قوانين وقيم وعادات تختلف تمامًا عما اعتدنا عليه، إذ أن الجيل الجديد يختلف تمامًا عن الجيل السابق، ما يؤدي إلى صدامات كثيرة بينهم، فالرسالة المهمة هي القناعة، حيث يجب على الإنسان أن يكون راضيًا عن ما يمتلكه، لأنها هي التي تجلب له السعادة، الطموح مهم، والعمل نحو تحقيق الأحلام مهم، لكن ليس على حساب سعادة المقربين. وهذا العمل سيكون مختلفًا تمامًا عن الأعمال الأخرى التي تم إنتاجها، أولاً لأنه تم إنتاجه في بريطانيا، في جو لندني، وثانيًا، تختلف الرسائل التي يحملها عن رسائل الأعمال الأخرى، لأننا نعيش في المهجر، كما أن طريقة الطرح مختلفة أيضًا وهي الطريقة التي درستها هنا في بريطانيا، والتي شعرت بأنني وبكل تواضع تفوقت بها على زملائي البريطانيين أثناء الدراسة، بالإضافة إلى ذلك العمل عراقي وبلهجة عراقية ولكن الأجواء أوروبية، كما يوجد ممثلون بريطانيون في العمل، فكل هذه العوامل تجعله عملًا مختلفًا تمامًا عن بقية الأعمال، وهنا يجب أن أعبر عن احترامي الشديد لجميع الأعمال التي تم إنتاجها خلال هذا العام".

مشاركة :