حسن نصر الله يرهن التهدئة مع إسرائيل بوقف الحرب على غزة

  • 5/13/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أكد أمين عام حزب الله حسن نصر الله اليوم الاثنين أنه لا حل أمام إسرائيل لوقف الهجمات من جبهة لبنان إلا بإنهاء الحرب على قطاع غزة وهي ليست المرة الأولى التي يربط فيها التهدئة بإرساء هدنة في القطاع الفلسطيني رغم أنه تجنب طيلة الأشهر الماضية توسيع النزاع. كما دعا السلطات اللبنانية إلى فتح البحر أمام اللاجئين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم إلى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك. وقال نصر الله "نقول لمستوطني الشمال إذا أردتم العودة إلى مستوطناتكم التي أُجليتم منها فاذهبوا لحكومتكم وقولوا لهم: أوقفوا الحرب على غزة"، فيما أوضح أن "هدف جبهة لبنان الأول والحقيقي هو المساهمة في الضغط على العدو لوقف الحرب في غزة". ولفت إلى أن الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية وغزة "أمر حاسم وقاطع ولن يستطيع أحد أن يفكه، والأميركيون والفرنسيون سلموا بهذه الحقيقة". وشدد نصر الله على أن "جبهة الجنوب مستمرة في إسناد غزة رغم كل الضغوط"، لافتا إلى أنها "تطور إمكانياتها كمًّا ونوعًا بما يتناسب مع الظروف القائمة وتفرض معادلات في الميدان". ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتيل وجريح معظمهم في لبنان. ويقول الحزب والفصائل إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لحرب إسرائيلية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 113 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار هائل. وفي السياق ذاته، اعتبر نصر الله أن "هناك إجماع في إسرائيل على الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة بعد مرور 8 أشهر من بدئها". وقال إنه "بعد 8 أشهر من بدء حرب غزة، نرى أن إسرائيل عاجزة عن تحقيق نصر حاسم، وعاجزة عن إعادة أسراه وعاجزة عن إعادة مواطنيه إلى غلاف غزة والشمال، وعاجز عن تأمين سفنه". ولفت إلى أنه وفقا لاستطلاعات رأي إسرائيلية فإن "30 في المئة" من مواطني إسرائيل "باتوا يرون أنه لا يمكن العيش بها، وهذا من النتائج الاستراتيجية لحرب غزة". وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ليس لديه فكرة عن اليوم التالي للحرب في غزة"، معتبرا أنه "يبحث عن صورة نصر عبر العملية في مدينة رفح"، جنوبي القطاع. واعتبر أمين عام حزب الله أنه "ليس أمام العدو حاليا سوى خيارين هما إما الموافقة على المقترح الذي وافقت عليه حماس أو المضي في حرب استنزاف تأكله".  وفي سياق متصل دعا نصرالله السلطات اللبنانية  إلى "فتح البحر" أمام اللاجئين السوريين، بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمساعدة على إعادتهم إلى بلدهم وتقديم المساعدات لهم هناك. وقال في خطاب عبر الشاشة بثّته قناة المنار التابعة للحزب "لنكن أمام قرار وطني يقول 'فتحنا البحر'، أيها النازحون السوريون، أيها الإخوة كل من يريد أن يغادر إلى أوروبا، إلى قبرص هذا البحر أمامكم. اتخذوه سفناً واركبوه". وأوضح "لم نطرح يوماً أن نجبر النازحين السوريين على أن يركبوا السفن ... نقول أعطوهم هذا الهامش ... هم الآن ممنوعون ولذلك يذهبون عبر التهريب وفي قوارب مطاطية ويغرقون في البحر لأن الجيش اللبناني ينفذ قراراً سياسياً بمنع الهجرة". ويقول لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ خريف 2019، إنه يستضيف نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان. وتنظر السلطات إلى الملف بوصفه عبئاً لم تعد تقوى على تحمّله بعد أربع سنوات من انهيار اقتصادي مزمن. وتصاعدت مؤخراً النبرة العدائية تجاه اللاجئين، وسط إجماع من قوى سياسية رئيسية على ضرورة إيجاد "حل جذري" بإعادتهم الى بلدهم. واعتبر نصرالله أن توفّر "إجماع وطني" على فتح البحر أمام اللاجئين كفيل بدفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى المساعدة في إيجاد حلّ. وأوضح أنه حينها "تقول لهم نريد أن نتساعد والدولة السورية لإعادة النازحين إلى سوريا وأن تُقدَّم لهم مساعدات فيها وتصبح الأمور كافة قابلة للحل". ودعا البرلمان للضغط على الاتحاد الأوروبي وواشنطن لرفع العقوبات المفروضة على سوريا والتي تعيق عملية إعادة الإعمار. وقال "إذا لم ترفع العقوبات عن سوريا، فلا يمكن إعادة" اللاجئين اليها. وتأتي مواقف نصرالله عشية استئناف لبنان الثلاثاء عملية "العودة الطوعية" للاجئين الى سوريا، عبر معبرين حدوديين في شرق البلاد، بعد توقف استمر لعام ونصف العام. ويناقش البرلمان الأربعاء حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو مقدمة للبنان حتى العام 2027، أعلن عنها الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر الحالي، معولاً على "تعاون" السلطات لضبط الحدود ومكافحة عمليات تهريب اللاجئين. وتقول قبرص إنها تشهد تدفقاً متزايداً للمهاجرين السوريين من لبنان بشكل غير نظامي، على وقع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، والذي أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين. وأثار الإعلان عن المساعدة الأوروبية توجّس أحزاب كبرى ورجال دين، أعربوا عن مخاوفهم من وجود توجه غربي لابقاء السوريين في لبنان. وأبدت ثماني منظمات من المجتمع المدني، بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، في بيان مشترك خشيتها من أن تؤدي مساعدة الاتحاد الأوروبي إلى "العودة القسرية للاجئين، ما يجعل لبنان والاتحاد الأوروبي متواطئين في انتهاكات مبدأ القانون الدولي العرفي بشأن عدم الإعادة القسرية، الذي يُلزم الدول بعدم إعادة الأشخاص قسرًا إلى دول يتعرضون فيها لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الحقوقية الجسيمة". وحذّرت الأمم المتحدة في فبراير/شباط من أن الكثير من اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم يواجهون "انتهاكات جسيمة" لحقوقهم ويتعرضون خصوصا "للتعذيب" و"العنف الجنسي". 

مشاركة :