دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات صنع القرار يعيد تشكيل عملية صناعة القرار في جميع القطاعات، يعمل الذكاء الاصطناعي على رفع الكفاءة والدقة والنتائج في المنظمات في مختلف أنحاء العالم، مما يوفر للقادة فرصاً لا تقدر بثمن للنجاح وازدهار المنظمات. يمكن ملاحظة تأثير الذكاء الاصطناعي في صنع القرار من خلال العديد من النماذج الناجحة. في مجال التمويل، يقوم برنامج الذكاء الاصطناعي التابع لمصرف (JP Morgan)، بمعالجة المستندات واستخراج نقاط البيانات والبنود المهمة في زمن وجيز، وهي المهام التي كانت تستغرق سابقًا 360 ألف ساعة عمل سنوياً، وهذا لم يوفر الوقت فحسب، بل أدى أيضًا إلى زيادة دقة وكفاءة عمليات الامتثال. في مجال الموارد البشرية، أحدثت فنادق هيلتون تحولا كبيرا في عملية التوظيف من خلال دمج الذكاء الاصطناعي. يقوم التطبيق بإجراء تقييمات أولية للمتقدمين، وتحليل مقابلات الفيديو لتحديد أفضل المرشحين بناءً على معايير محددة مسبقًا، أدى هذا الاستخدام لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل عملية التوظيف في الشركة من أسابيع إلى بضعة أيام فقط، مما أدى إلى تحسين الكفاءة مع ضمان الاتساق في تقييم المرشحين. كما استفادت إدارات سلاسل التوريد بشكل كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يساعد تطبيق (IBM Watson) الشركات على التنبؤ بأي تهديد قد تتعرض له سلاسل التوريد قبل حدوثها، من خلال تحليل بيانات الطقس، وتحليل محتوى منصات التواصل الاجتماعي، والبيانات التاريخية، وأجهزة استشعار الشاحنات، يوفر التطبيق تحليلا مستقبليا في الوقت الفعلي، مما يسمح لشركات مثل جنرال موتورز باتخاذ قرارات استباقية تقلل من التحديات وتحسن طرق التسليم. ومع ذلك، فإن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في صنع القرار لا يخلو من التحديات، يعد التحيز في خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحديا كبيرا، لذلك تنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب أن يكمل التقييم البشري وليس أن يحل محله، يجب على صناع القرار فهم أسس عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي لضمان أفضل الممارسات لدمج الذكاء الاصطناعي تدريجياً لتحقيق مستهدفات المنظمة. الخلاصة تبني الذكاء الاصطناعي في عمليات صنع القرار يوفر ميزة تنافسية، ولكنه يتطلب نهجا متوازنا وتدريجياً في تنفيذ تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتمكن من تعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي مع التغلب على تحدياته التي قد تواجه المنظمات في بداية التنفيذ للوصول لمستقبل أكثر ابتكارًا ونجاحًا للمنظمات.
مشاركة :