إنه نهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، السلام والوئام والتعاون مع الجميع، أشقاء عرب وجيران وأصدقاء من كل بقاع العالم، ولطالما سجلت المملكة موقفها الرسمي والشعبي حول كل ما يجري في العالم من قضايا وأحداث، موقفا واضحا صريحا، السلام والحل السلمي والعمل للتعايش بين كافة الشعوب، نبذ التطرف والعنصرية المقيتة، نبذ ورفض الأطماع التوسعية، ومنذ تولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحمله للأمانة، وتولي سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، والمملكة اتخذت نهجا نوعيا في تأكيد موقفها حول السلام والوئام، سواء في التعامل المباشر أو الدعم أو إيقاف كل جهة تسعى إلى إثارة القلاقل والفوضى والصراعات. من هذا المنطلق، انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي لدور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء والتعايش السلمي، بتنظيم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ودور هذه الجامعة له مكانة وأهمية كبيرة جدا، من جهة فهي تحمل اسم مؤسس الدولة السعودية كفكرة وطن موحد متوحد، إضافة إلى الصبغة الإسلامية، التي عملت الجامعة منذ تأسيسها على نشر الصورة الحقيقية عن سماحة الإسلام وعدالته ودعوته للسلام والوئام، وهنا الموقف يختلف ما قبل انطلاق رؤية المملكة 2030 وما بعدها، فما قبلها لا ننكر أنه كان لدينا خلل في تعاملنا مع الإعلام العالمي على وجه التحديد، من حيث أدواتنا الإعلامية، أو حتى السماح لغيرنا بتشويه صورة الإسلام وبالتالي تشويه صورة المملكة، وبكل تأكيد تحديدا في فترة ما بعد أحداث سبتمبر مرورا في الربيع العربي والإسلاموفوبيا وما رافقها من أحداث داعش وغيرها. جامعة الإمام اليوم، تقف بقوة لتبيان الموقف الحقيقي للإسلام، ودور المملكة في السلام ونبذ العنف والتطرف والصراعات، وما تقوم به الجامعة وبقية الجامعات السعودية، هو بناء منظومة تعليمية وبيئة جامعية تعزز من قيمة الانتماء للوطن، كما تعزز غرس أهمية التعايش السلمي، وهذا الحراك الذي تقوده الجامعة يوفر بيئة خصبة وينبوعا غزيرا من البيانات والمعلومات التي نستطيع استخدامها في بناء ملف إعلامي قوي يصل إلى كل أرجاء العالم، والأهم أن يكون تأثيره إيجابيا وقادرا على الرد على أي محاولات من أي جهات لديها أهداف ومخططات أخرى، خاصة أن الصراعات الإقليمية التي لطالما حاولت المملكة أن تنأى بنفسها عنها وأن تقف موقف الحياد، لكن في عهد سلمان الحزم والعزم، وبرؤية ولي العهد، فإن السلام يكون قويا حين تمتلك القدرة على حمايته. المؤتمر شهد مشاركة دولية كبيرة، وللأمانة فإن الجامعة ممثلة برئيسها تعمل بأصول عملية وقواعد عملية تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتهيئ جيلا من الشباب السعودي المتزن الواعي المقدر لمعنى الانتماء للوطن، وتعاون الوزارات والهيئات الحكومية، وعلى رأسها وزارة التعليم التي أخذت الملف التعليمي في المملكة نحو مجالات أوسع تتماشى مع رؤية المملكة وتطلعاتها المستقبلية، ما انعكس إيجابا على مخرجات التعليم ومؤسسات التعليم في المملكة، كذلك كانت هناك مشاركة قيمة للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بينت فيها أن هذا المؤتمر الدولي فرصة مهمة للاطلاع على أفضل التجارب الدولية المتعلقة بتعزيز قيم الانتماء الوطني. لا بد من وجود تكثيف إعلامي مركز ممنهج حول الفكرة نفسها التي هي عنوان لهذا المؤتمر، الانتماء الحقيقي للوطن والتعايش السلمي، لأنهم متأكدون أن شعبنا السعودي الأصيل يعيش هذه الأفكار واقعا، ولكن ما يحتاجه هو كيفية مساعدته ليعبر عنها بالأقوال والأفعال، بحيث تصل رسالة المملكة العربية السعودية إلى كل بقعة في العالم، رسالة المحبة والسلام والتعاون المثمر.
مشاركة :