بوثائق أول كأس عالم ومقتنيات للكرة الخليجية منذ 70 عاماً.. كويتي يحوّل منزله إلى متحف رياضي

  • 5/13/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ضاع حلمه بتأسيس متحف رياضي بعد الغزو العراقي عام 1990، لم يتغلغل اليأس لدى المؤرخ الكويتي، حسين البلوشي؛ بعد أن ضاعت كل ممتلكاته من جرّاء الحرب، وبعد تحرير الكويت في فبراير 1991، بدأ البلوشي رحلة جديدة بهدف تحويل منزله إلى متحف رياضي حتى تمكن اليوم من بلوغ حلم الطفولة. جمع القطع التاريخية النادرة على مدى 33 سنة وحسب موقع "الحرة"، يملك البلوشي متحفاً رياضياً غنياً بالمقتنيات والقطع التاريخية النادرة، عمل على مدى 33 سنة على جمعها حتى ذاع صيت منزله، وأصبح بمنزلة نقطة جذب سياحي في الكويت. ويملك المؤرخ الكويتي ما يزيد على 10 آلاف قطعة، بعضها يعود لأكثر من 100 سنة، جمعها طوال السنوات الماضية؛ ما جعل قيمة متحفه تصل إلى ملايين الدولارات. أكثر من 10 آلاف قطعة تتعلق بالرياضة ويقول البلوشي في مقابلة مع موقع قناة "الحرة"، إن "البداية كانت خجولة ولم يكن يزيد عدد مقتنيات متحفه على 3000 قطعة"، مضيفاً: "منذ عام 2012 أصبحت أتلقى إهداءات كثيرة بعد أن حقّق متحفي شهرة واسعة بسبب المقابلات في وسائل الإعلام". ويضيف: "كان حلمي منذ الطفولة أن أجمع المقتنيات الرياضية في منزلي، واليوم أملك متحفاً يضم أكثر من 10 آلاف قطعة تتعلق بكرة القدم والرياضات الأخرى". واستطاع البلوشي بفضل جولاته حول العالم، شراء كثيرٍ من المقتنيات والقطع الرياضية النادرة، فيما أسهمت إهداءات الرياضيين الخليجيين أيضاً في إثراء قبو منزله الواسع الذي تحوّل إلى متحفٍ زاره وزراء ودبلوماسيون ورياضيون من دول عدة، كما تحدث في مقابلته. طفت قارات العالم بحثاً عن القطع النادرة ويقول: "طفت بقارات العالم للبحث عن القطع النادرة.. غالباً أحصل على تلك القطع عن طريق مزادات علنية.. كذلك أسهمت الإهداءات من قِبل الرياضيين الخليجيين في زيادة رصيد المتحف من المقتنيات التاريخية". وعن القيمة السوقية للمتحف برمته، يعتقد البلوشي؛ أن تحديد رقم دقيق يبقى "أمراً صعباً" على اعتبار أن القطع النادرة يرتفع سعرها باستمرار، فضلاً عن حاجة المتحف إلى جردٍ كاملٍ، وهذه مهمة ليست بالسهلة مع تزايد حصوله على قطع جديدة. قد تبلغ قيمته 3.2 مليون دولار أمريكي ويمضي قائلاً: "كثيرٌ من القطع الموجودة باهظة الثمن لدرجة أن أول قميص لمنتخب قطر لكرة القدم يصل سعره لـ100 ألف دولار.. من الصعب تحديد رقم دقيق لقيمة المتحف السوقية بالكامل، لكنه قد يبلغ مليون دينار كويتي (3.2 مليون دولار أمريكي) بحسب أدنى التقديرات". يضم الوثائق الأصلية لأول كأس عالم عام 1930 وتعود أقدم القطع في متحف البلوشي إلى عام 1916 بعد أن تمكن من الحصول على "صافرة أولمبية" استُخدمت بمسابقة كرة القدم في أولمبياد مدينة أنتويرب البلجيكية عام 1920. ويتابع البلوشي: "ثم تتوالى القطع القديمة، فهناك كرات استُخدمت في الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1920 ووثائق أصلية للنسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 في الأوروغواي". كما تبرز من قطع كأس العالم لكرة القدم النادرة، ميدالية برونزية تعود للمونديال الأول، تمكّن البلوشي من شرائها في مزاد عالمي. مقتنيات قديمة لكرة القدم الخليجية يشير إلى أن هناك أيضاً قطعاً قديمة خاصّة بكرة القدم الخليجية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بما في ذلك قميص فريق العروبة الكويتي. وإضافة إلى القطع والمقتنيات، يجمع البلوشي مستندات ووثائق وصوراً وأعداداً قديمة لصحف ومجلات عربية وعالمية، مما جعل قسماً من المتحف أشبه بمكتبة تاريخية. ويقول إنه كان يجمع الصحف والمجلات القديمة منذ كان يمارس مهنة الصحافة الرياضية قديماً، مردفاً: "أجمع تلك الوثائق والمستندات لتوثيق المعلومات، فهي مصادر موثوقة أستطيع العودة لها في أي وقت". ويعمل البلوشي مع المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتوثيق مباريات اللاعبين الخليجيين الدولية، إضافة إلى التواصل الدائم مع الهيئة المنظمة للعبة لتوثيق المعلومات المتعلقة بالكرة الخليجية. ينتظر الاعتراف الرسمي من الدولة مع ذلك، يواجه البلوشي مخاوف تتعلق بما وصفه بـ"المستقبل الغامض" للمتاحف الخاصة، وينتظر أيضاً الاعتراف الرسمي بهوايته من قِبل الدولة. ويستطرد قائلاً: "مازلت أنتظر اعتراف الدولة بمتحفي.. صحيح أن حلمي تحقق، لكن أتمنى أن يتحول متحفي هذا لمكانٍ عام رسمي تابع للدولة". ويخشى أيضاً من مستقبل الثورة الرقمية والتطور التكنولوجي الهائل الذي يجعل من مستقبل المتاحف الخاصة أمراً "غامضاً". ويختم بقوله: "مع التطور التكنولوجي وظهور ما يُعرف بمتاحف المستقبل التي تعرض المقتنيات بالتقنيات الحديثة، بما في ذلك التقنية ثلاثية الأبعاد، فإن ذلك التقدُّم يمكن أن يقضي على المتاحف الخاصّة التقليدية".

مشاركة :