استهوته التقنية منذ صغره، فاختار أن يدرسها ويتخصص فيها، ليلتحق بالكلية التقنية ببريدة ويتخرج منها في تخصص الحاسب الآلي، لكن شغفه لم يكتفِ بالدراسة فقط، وإنما مارس هوايته خلال الفترة المسائية في برمجة أجهزة الجوال، فبدأ من منزله يمارس هوايته بين أصدقائه وأقاربه، قبل أن يلتحق بأحد المحال براتب ضئيل، ليتمكن من كسب الخبرة، ويرتفع سقف طموحه حتى أصبح الآن مالكاً لمعرض كامل يختص في المقام الأول في صيانة أجهزة الجوالات وبيعها. ذلك هو ياسر بن عبدالله السالم، الذي اعتبر مشروعه هو امتداد لهوايته التي بدأها في سن مبكرة، حيث بدأ في الاهتمام ببرمجة أجهزة الجوال لأهله وأقاربه وأصدقائه، إضافة إلى قيامه بشرح بعض البرامج والخدمات التي توفرها لمستخدمي الجوال، وما إن رأى تقبل وتفاعل المحيط القريب من حوله، حتى لجأ إلى العمل في سوق الاتصالات في أحد المحال، يتولى فيه برمجة أجهزة الجوال لعملاء المحل مقابل 1800 ريال خلال الفترة المسائية فقط بسبب دراسته في الفترة الصباحية في تخصص الحاسب، ومن خلال هذا العمل تمكن ياسر من اكتساب الخبرة، وأصبح العملاء يتوجهون إليه مباشرة دون المرور بالآخرين في المحال الأخرى من غير السعوديين، وهو ما جعل المحل يزيد من راتبه إلى أن وصل إلى 2300 ريال خلال عامين ونصف. بعد تخرجه من الكلية التقنية في بريدة، قادت الصدفة ياسر عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أحد البرامج الداعمة للمشاريع الشابة "معهد ريادة الأعمال الوطني" وهو البرنامج الذي تم تأسيسه بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، فقرر الذهاب إلى المعهد، ووجد أنها خيار مساعد له في فكرته بافتتاح معرض له في أحد مجمعات الاتصالات، لكنه لم يكن يمتلك الكثير من التفاؤل حينما ذهب للتقدم، وإنما فقط من باب التجربة، يقول ياسر: "حينما ذهبت إلى "ريادة" توقعت أن الأمر صعب، ولكني قلت سأذهب من باب التجربة ولن أخسر شيئا، فأنا أمتلك الخبرة الكافية، والعمل في هذا المجال فيه عوائد مالية مجزية، كما أنني لم أكن أمتلك كامل التفاصيل عن البرنامج أو عن اشتراطاته، لكنني قررت الذهاب، وهناك وجدت أن الموضوع في غاية السهولة، وقدموا لي شرحا مفصلا ووافيا عن ما يقدمه هذا البرنامج من دورات تدريبية مجانية، وإجراء دراسة جدوى للمشروع، وهو ما شجعني بشكل أكبر للتحول من موظف إلى صاحب عمل، فالتحقت بالدورات التدريبية، وأجريت دراسة جدوى عن مشروعي، وحينما تقدمت بالطلب وافقوا مباشرة باعتبار أن لدي خبرة في نفس مجال المشروع الذي قدمته، ولله الحمد والمنة أنا الآن أعمل في مشروعي منذ ثلاثة أعوام وبشكل مرضٍ ومربح ولله الحمد". أما عن العوائد المالية لمحال الاتصالات، أكد ياسر أن قطاع الاتصالات من أكثر المشاريع التي تدر أرباحاً مالية والتي تصل إلى 300% من رأس المال، ولكن المهم أن تكون البداية مدروسة وليست عشوائية، ليكون مستقبل المشروع على المدى البعيد مستقرا ومتصاعدا فيما يخص الأرباح والعوائد، مشددا في الوقت نفسه على أن مشاريع ومحال قطاع الاتصالات لن تتأثر بشكل كبير في حال دفع أجور المواطنين إذا دخلوا سوق العمل بخلاف المشاريع الأخرى، حيث أن العوائد المادية من هذا القطاع تسمح للمنشأة بدفع خمسة آلاف ريال للمواطن، وهو ما يعتبر رقما مقبول جدا لدى فئة الشباب البادئين في العمل من الصفر، خاصة في ظل تقديم صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" دعما ماليا لعملية التوطين بدفع نصف أجور الموظفين السعوديين لمدة عامين، على أن لا يتجاوز ما يدفعه الصندوق 2000 ريال، لذلك فإن كان راتب الموظف خمسة آلاف ريال، فإن الصندوق يدفع منها ألفي ريال، في حين يدفع صاحب العمل ثلاثة آلاف ريال فقط من إجمالي الأجر، وهو رقم سهل تحقيقه من أجل مصلحة الوطن وأبنائه.
مشاركة :