تزلّج للإنقاذ من هنا وبقرة للعرض الباريسي من هناك

  • 4/16/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر شاشات سينمائية في مونتريال، عاصمة كيبيك الكندية، في عرض أول لفيلمين جزائريين كوميديين يشهدان إقبالاً لافتاً من الجمهور الكندي والمغاربي. فالأول وعنوانه «حظاً سعيداً للحزائر» للمخرج فريد بن تومي (مولود من أب جزائري وأم فرنسية)، يتحدث عن قصة واقعية لرجل يدعى ستيفان (نور الدين بن تومي، شقيق المخرج) ويعيش بين بلدين محاولاً البحث عن هويته. أما أحداث الفيلم فتدور من حول صديقي الطفولة ستيفان وسام (سامي بو عجيلة، بطل الفيلم) اللذين يديران معاً شركة صغيرة لصناعة الزلاجات الثلجية (Skis) ذات الجودة العالية. إلا أنهما يقعان ذات يوم في أزمة مالية، ولا تعود شركتهما قادرة على الاستمرار في منافسة الشركات الكبيرة. فيحاولان توقيع عقد مع شركة سويدية لإنقاذ ما يمكن، لكن المحاولة تفشل. فالشريك سام ليس لديه أي إلمام في شأن الرياضة. وبالتالي، تتكون لديه فكرة هي أقرب الى مغامرة متهورة، إنما يمكن أن تكون فرصة أخيرة لإنقاذ الشركة من الإفلاس: يعتزم المشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006، في المسافات الطويلة لرياضة التزلج في مدينة تورينو الإيطالية، ممثلاً بلده الجزائر في هذا الأولمبياد. في هذه الأثناء، تشعر (بيانكا) زوجة سام بمخاض الولادة، فيضطر للمغادرة الى الجزائر للحصول على المال ومعالجة الزوجة.   عودة الى الجذور تجري أحداث الفيلم في قالب كوميدي درامي رياضي، ما يجعل التوازن في هذه الثلاثية أمام تحديات وتعقيدات كثيرة. وفي هذا السياق، يبعث المخرج برسالة مفادها أن الثقافات بين البشر تكمل بعضها البعض، واختلافها ليس مدعاة للتفرقة. فالإنسان هو الأهم وهو الذي يختار انتماءه بين هذا البلد أو ذاك. فإصرار ستيفان على المشاركة في الألعاب الأولمبية باسم الجزائر، تأكيد لإعادة اتصاله بجذوره. هذا الاتجاه الإيجابي لظواهر الهجرة والهوية والاندماج الثقافي والاجتماعي، يعالجه بن تومي بقالب فكاهي يبدو مغايراً لكثير من الأعمال السينمائية المماثلة التي يطغى عليها الجانب السلبي الى حد بعيد. ويُذكر هنا أن الفيلم حظي بتنويه الإعلام الكندي لجهة نهجه الكوميدي القريب من مشاعر المشاهدين وإحاطته الواعية بإشكالات الهجرة والاندماج، واعتباره رداً قوياً على دعاة التفرقة العنصرية الفرنسية. وفي الإطار الكوميدي الأكثر سخرية، يقدّم المخرج محمد حميدي (من أصل جزائري ومولود في كنف عائلة فقيرة في إحدى ضواحي باريس) فيلمه الطويل «البقرة» (91 دقيقة) الذي تنطلق أحداثه من الجزائر الى باريس. في بداية العرض، تتصدر الشاشة صورة لبقرة والكوميديين جمال دبوز ولامبير ويلسن. ومع هذا، يقوم ببطولة الفيلم فاتسا بوياحمد (فاتح) الذي يحكي الشريط من خلاله، قصة فلاح جزائري بسيط ليست لديه ثروة سوى بقرته الجميلة الشقراء (جاكلين) التي يوليها عناية فائقة. ويحلم فاتح بنقل البقرة الى العاصمة الفرنسية للمشاركة في معرض زراعي. فيكتب رسائل لصالون العرض الباريسي. ويحصل على قبول للمشاركة فيه. لكنّ القبول شيء وأكلاف السفر شيء آخر. وسرعان ما ينتشر الخبر السار في القرية، فيفرح سكانها وتدبّ النخوة في نفوسهم ويقومون بجمع ما تيسّر من المال. يبدأ فاتح رحلته الميمونة ومعه رفيقة العمر جاكلين، فيصل الى مرفأ مرسيليا، ومن هناك يكمل مشواره سيراً على الأقدام باتجاه باريس.   طرائف ومفارقات ويمر فاتح في طريقه بمغامرات طريفة، ويلتقي أشخاصاً متحمسين ومحتجين. فيتفاعل معهم ويكتشف الكثير من عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم. ويتعامل معهم بالدهشة حيناً والدهاء حيناً آخر ودائماً في إطار كوميدي ساخر. وتشاء الصدف أن يلتقي فاتح أحد الملاكين الكبار الذي يبادر الى إكرامه في قصره. وتنشأ بينهما صداقة وعلاقة إنسانية كشفت الفروق الطبقية والاجتماعية والثقافية بين فلاح بسيط فقير ورجل غني كبير، لكنه مفلس، يتربع على قصور وأملاك كثيرة. وفي مشهد آخر، يظهر فاتح وهو يشارك سكان إحدى القرى احتفالاتهم، فيقدّمون له شراباً من العصير سرعان ما يفقده عقله وتوازنه. ويرسلون فوراً صورة الى زوجته التي حاول إقناعها والاعتذار منها بشتى العبارات المعسولة الممزوجة بالسخرية والفكاهة.

مشاركة :