كرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحذير مواطنيه من «مخطط لتفكيك تماسكهم، نحو هدم مصر»، داعياً إياهم إلى عدم الاستسلام لـ «محاولات ترويج الإحباط». كما كرر تأكيده أن الجزيرتين تيران وصنافير سعوديتان. وكان السيسي زار أمس، مشاريع يقيمها الجيش أعلى جبل الجلالة، المطل على البحر الأحمر في مدينة العين السخنة (شرق القاهرة)، في حضور مجموعات من الشباب والإعلاميين، حيث أظهر تعويلاً على قطاعات الشباب «فهم الأكثر نقاءً ونشاطاً وقدرة على بناء المستقبل»، قبل أن يكرر تحذيراته من «مخطط خارجي لتفكيك تماسك الشعب المصري، وهدم الدولة»، منبهاً إلى «ترويج متعمد للإحباط لتحطيم المعنويات وهدم إرادة المصريين»، مشيراً إلى أن «عاماً أو عامين أو حتى عشرة أعوام ليست مدة طويلة في عمر الوطن، والهدف هو كسر إرادتنا وتحطيم نسيجنا». ثم استدرك قائلاً: «لا أريد بحديثي إخافة أحد، وإنما ننقل واقعاً حقيقياً، لكي نستعد له جميعاً ونبني بلدنا». وأضاف: «نموت قبل أن يمس أحد مصر بسوء»، لافتاً إلى «أن الدولة تعبت على مدى خمسين عاماً، وبكم سنرجعها دولة بصحيح»، مؤكداً أن الفترة المقبلة «ستشهد تفقد وتنفيذ المزيد من المشاريع القومية الكبرى، فالقوة ليست فقط عسكرية، وإنما أيضاً اقتصادية وعلمية وثقافية ونفسية». وأضاف: «أنا لا أقلق من محاولات الخارج لهدم مصر، لكن ما يقلقني هو الداخل، لأن هناك مخططاً جهنمياً قد لا ينتبه له البعض»، داعياً إلى إصلاح أي شرخ حدث في المجتمع. وطالب السيسي الشباب بـ «بذل المزيد من الجهد ... يجب أن تعملوا بجهد في كل مكان لكي تحافظوا على مستقبل أولادكم». وقال: «في ظل الظروف الحالية ليس لنا سوى شباب مصر الذين يمتلكون النشاط والحيوية والنقاء والبراءة». وطالب المسؤولين المصريين بـ «حسن إعداد الشباب المصري لمواجهة المستقبل... ما نطلقه من مشاريع يهدف إلى استدعاء الشباب لبلادهم»، وشدد على أن الإصلاح والبناء والحفاظ على 90 مليون مصري «هي أيضاً من أعمال العبادة». وعرج السيسي إلى ملف ترسيم الحدود الذي تم توقيعه على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي، مكرراً تأكيده «أن جزيرتي تيران وصنافير موجودتان على الناحية الأخرى من الشاطئ، لكنهما أرض غيرنا، وهنا هي أرضنا وعلينا أن نعمرها ونحافظ عليها». وأشار السيسي إلى أنه تم تنفيذ وافتتاح 35 مشروعاً خلال الشهرين الماضيين ولم يتم إلقاء الضوء عليها، و«كل الإنجازات لا تصل للناس». لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من حفر 1000 بئر من إجمالي 4 آلاف بئر مطلوبة لاستصلاح 1,5 مليون فدان. وقال: «نطلق اليوم مشاريع ليس الهدف منها دغدغة مشاعر المصريين، ولكن بهدف استدعائهم إلى بلدهم.. إحنا بنبي بلدنا وهنبنيها.. وبكرة يا مصريين تشوفوا بعنيكم.. انتم مشوفتوش دولة بصحيح لحد الآن.. بكرة تشوفوا بعينكم الدولة بحق». وأكد أن الفكرة وراء مشروع مدينة جبل الجلالة ليست فقط إقامة مشروع سياحي وإنما تعظيم القيمة المضافة للأرض وتعظيم إيرادات الدولة وخلق فرص العمل للشباب، مشيراً إلى أنه يتمّ حالياً العمل في ما يقرب من 100 إلى 200 مشروع بالمستوى نفسه، لإقامة كيانات زراعية وصناعية وتجارية وسياحية، مؤكداً أن الدولة لا يقتصر اهتمامها على فئة دون غيرها، وإنما تهتم بكل الفئات على قدم المساواة. زيارة الرئيس الفرنسي في غضون ذلك أعدت القاهرة استقبالاً كبيراً لافتاً للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يصل غداً (الأحد) قادماً من لبنان، وسيكون في استقباله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قبل أن تجرى للضيف مراسم الاستقبال الرسمي، وتعقد قمة سيهيمن عليها تعزيز التعاون في الملتقى «الاقتصادي والعسكري» كما ستتطرق إلى الوضع الإقليمي، لا سيما ملف مكافحة الإرهاب. وانتشرت صباح أمس لافتات الترحيب بهولاند في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة) لا سيما الشوارع المؤدية إلى قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين. ونُشرت ملصقات للرئيس المصري يصافح نظيره الفرنسي وكُتب عليها باللغتين العربية والفرنسية: «مرحباً بكم في مصر». وقال مصدر مصري مسؤول لـ «الحياة»، إن الرئيسين المصري والفرنسي سيشهدان التوقيع على عدد من اتفاقات التعاون في المجال الاقتصادي والعسكري، ومن بينها التوقيع رسمياً على صفقة شراء مصر حاملتي الطائرات «ميسترال» اللتين من المتوقع أن تستلمهما مصر قبل نهاية العام الجاري. وأوضح المصدر أن المحادثات بين السيسي وهولاند سيكون لها شق سياسي لا سيما الأوضاع في المنطقة وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، والبحث عن حلول للأزمات في سورية واليمن وليبيا. وكان وفد فرنسي يضم سبعة من كبار مسؤولي الرئاسة والخارجية الفرنسية، وصل القاهرة مساء أول من أمس (الخميس)، للإعداد للزيارة المرتقبة. وأفادت مصادر في مطار القاهرة الدولي أن الوفد هو الثالث من نوعه الذي يصل مصر خلال أسبوع لمتابعة جدول زيارة هولاند لمصر. وأكدت السفارة الفرنسية في العاصمة المصرية، أن العلاقات بين القاهرة وباريس «شهدت زخماً كبيراً خلال العامين الأخيرين»، وأشارت في بيان إلى أن الزيارات الثنائية المتبادلة بين مسؤولي البلدين بلغت منذ العام الماضي 15 زيارة، بينها زيارتان رئاسيتان و13 زيارة على الصعيد الوزاري. وتحتل فرنسا المركز السادس في قائمة المستثمرين الأجانب في مصر حتى العام الجاري. ولفتت السفارة إلى أن نحو 150 شركة فرنسية تستثمر في مصر وتوظّف ما يقرب من 33 ألف شخص. ويبلغ نحو بليون يورو إجمالي تعاقدات الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر في مجالات، من بينها الطاقة والنقل الحضري.
مشاركة :