ياسر رشاد - القاهرة - قال الناقد الفني محمد الروبي، إنه قد تختلف مع بعض أعمال لعادل إمام، وقد تزعجك بعض تصريحاته خاصة السياسي منها، لكنك أبدا لن تختلف عليه وعلى كونه ظاهرة لم تتكرر في تاريخ التشخيص العربي، فهو ومنذ أكثر من نصف القرن يتربع على قمة النجومية دون منازع. وهو زمن لم ينافسه فيه أحد ولا حتى ملك الترسو فريد شوقي. ولهذا الاستئثار بالقمة أسباب كثيرة، لكن يبقى في مقدمتها العنصرين الأهم : ( الموهبة ) و ( الذكاء الإجتماعي ). وأشار إلى أن الفنان عادل إمام جاء في لقاء مع القدر، لقاء رتبه تغير اجتماعي وسياسي أثر في حالة التذوق المصري، حيث بات المشاهد يبحث عن (بطل ) يشبهه، يعبر عن همومه وعن إحساسه بالدونية ثم ينتصر في النهاية على كل هذه المنغصات ومسبباتها ومسببينها فيعوض المتفرج عن شعوره بالإحباط لفقده حقوق في الواقع فوجد بديلها على الشاشة يحصل عليها ( مواطن ) يشبهه. وأوضح أنه ربما ليس من قبيل المصادفة أن الزي الذي كان يرتديه عادل إمام في بطولاته الأولى كان زيا بسيطا لا يتجاوز البنطلون الجينز، والقميص القطني والحذاء الرياضي الخفيف، إنها ملامح أختيرت بعناية منه، وصارت بعد قليل من سنوات عنوان لـ ( موضة ) جديدة. وهو ما يؤكد سر رفض عادل إمام لأعمال قبلها أخرون ( سواء نجحت جماهيريا أو لم تنجح ) لأنها – ربما – لا تلائم الصورة التي رسمها لنفسه كشبيه للمواطن العادي. وهنا سيتأكد معنى الذكاء الفني. المتمثل في السؤال ( ما الصورة التي يرغب المشاهد أن يرى نفسه فيها؟ ) وأكد أن عادل إمام يتمتع بكاريزما خاصة وهبها الله له، ويمتلك قدرة فائقة على رسم البسمات على الوجوه بل والقهقهة أحيانا عبر كلمة أو حتى أشارة من رأس أو رجفة في العين. وهي الكاريزما التي جعلت عادل إمام هو عادل إمام في كل دور رغم تغير التكوين النفسي والإجتماعي لكل دور. وإذا أردنا وصفا يختصر عادل إمام طوال ما يتجاوز نصف القرن فلن نجد خيرا من ( وجه يشبه مصر ) ويحتفل النجم عادل امام بعيد ميلاده الـ 84 الموافق 17 مايو والذى قدم مسيرة فنية استمرت أكثر من 60 عاماً تربع فيها على عرش الفن حتى الآن، ولد الزعيم بحي السيدة عائشة، لعائلة تعود أصولها لقرية "شها" بمحافظة الدقهلية، ومع سنوات عمره الأولى، وانتقل لحي الحلمية والذي كان صاحب الأثر الأكبر في تشكيل وتكوين ملامح شخصيته، والتي انعكست بعد ذلك على أعماله الفنية؛ حيث في بيئة ثرية من الشخصيات بتنوع أفكارها وثقافتها.
مشاركة :