متخصصون : لا تأثير للجوائز الدولية على مسيرة المسرح السعودي

  • 4/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رفض مسرحيون سعوديون فكرة وجود أي تأثير للجوائز العربية والدولية في مسيرة المسرح السعودي بعد عدد من المنجزات التي حققتها فرق سعودية أخيرا في المهرجانات الدولية، مما دفع مراقبين إلى إثارة تساؤلات عن، هل أصبحت الجوائز هي الدافع الرئيسي لتقديم عروضنا المسرحية، وهل أسهمت تلك الجوائز في الارتقاء بالمستوى الفني للعروض؟ وقبل هذا وذاك هل تدل مثل هذه الجوائز على أن العروض المسرحية المقدمة تحمل قيمة إبداعية؟ التنافس يحفز الإبداع قال الكاتب المسرحي عباس الحايك: لا يمكن اعتماد كثرة الجوائز لأي عرض مسرحي كمعيار مهني لتقييمه فنيّاً، فالجوائز تعتمد على أمزجة لجنة تحكيم وانطباعهم عن العرض، كما أن الجائزة عادة لا تعني أن العرض هو الأفضل، بل يمكن أن يكون أفضل العروض المشاركة في مهرجان أو مسابقة مسرحية ما، عدا عن توجه بعض هذه المهرجانات إلى التوزيع العادل للجوائز على المشاركين بعيدا عن أي تقييم فني. إضافة إلى أن المشاركات في المسابقات والمهرجانات لا تعني أن الأفضلية هي التي أتاحت لهذه العروض المشاركة، ولكن ثمة ظروف أخرى سنحت لهذا العرض أو ذاك المشاركة في المهرجانات رغم وجود عروض أفضل لم يتح لها ذلك. وعن مستوى العروض المسرحية السعودية أجد أن المسرح السعودي بدأ يتطور ويخطو خطوات أكثر ثقة، رغم ما يواجهه من عقبات ومشاكل، وكانت المشاركات الخارجية عنصرا فاعلا في تطوير هذا المسرح. بوصلة ضائعة أوضح المخرج والممثل مسرحي نوح الجمعان، أن حمى المشاركات الخارجية للفرق المسرحية المختلفة في السعودية سببها عدم وجود موسم مسرحي في الداخل، مما جعل المسرحيين يوجهون بوصلتهم لما يتوافر من مهرجانات خارج الحدود كحافز لمواصلة العمل، إلا أن ما يحدث هو المشاركة في مهرجانات ليست ذات مستوى أو تاريخ يشفع لها بوضع علامة الجودة على أغلفة جوائزها. فلا فرق مميزة أو لجان تحكيم ذات تاريخ وتجربة أو عروض مشاركة ذات صبغة تنافسية حقيقية. أصبحت هذه المهرجانات تغدق الجوائز على كثير من الفرق المسرحية السعودية لضمان ما يجلبونه من دعم مادي ومعنوي، وبذلك أصبحت الجوائز في بعض المهرجانات تذهب لأفضل السيئين. نحن مع الاحتكاك وتبادل الخبرات، ولكن من خلال الأعمال المسرحية الجيدة التي تعكس مستوى مسرحيا سعوديا ومهرجانات خارجية معترفا بها ذات تاريخ. سلق البيض بين المخرج والممثل المسرحي مساعد الزهراني، أن كثرة الجوائز تدل على أن المستوى الفني للعرض المسرحي متميز، خصوصا إذا تنوعت المهرجانات فسيكون هناك تنوع في فكر من يقوم العرض، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض أعضاء لجان تحكيم يكون عليهم تأثير إما سياسي أو أيديولوجي أو شخصي، ولم يستطع المحكم أن يكون حياديا، وبقدر ما تشجع الجوائز المبدعين وخلق جو من التنافس الجيد إلا أنها أوجدت نوعا من التنافس السلبي يصل بالبعض إلى الطعن في المستوى والقيمة الفنية للمنافسة وعدم الحيادية في الحكم، ومستوى العروض المسرحية في الفترة الحالية رغم قلة عددها مقارنة مع عدد المؤسسات الراعية البعض يتعامل مع العرض المسرحي بطريقة سلق البيض فيقدم العرض بلا رؤية ناضجة ولا فلسفة إبداعية، وبعض ممن لديهم وعي وتراكم خبرة يقدمون عروضا على مستوى رائع. جهود فردية أشار الممثل مسرحي عبدالإله السحيمي أن الجوائز أو كثرتها لا تعني تميز العرض المسرحي، فالجوائز هي تقديرية لجهود بذلت من قبل الفريق الذي يؤدي العرض المسرحي، والدليل النقد الإيجابي الذي يحصل عليه العرض بعد انتهاء مراسم تقديم تلك الجوائز من بعض، إن لم يكن من كل أعضاء اللجنة أو الجهة المانحة لتلك الجائزة. ما يقدم في السنوات الأخيرة من عروض مسرحية ما هو إلا جهود فردية من المسرحيين للارتقاء بما يعرض والارتفاع بذائقة المتابعين للمسرح يشكرون عليها، وبالتأكيد ليس كل ما يقدم يعد مميزا.

مشاركة :