منطقة درعة تراث فني متنوع وعريق

  • 5/14/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتميز جهة درعة تافيلالت بغنى ثقافي يمتد من ملوية إلى تخوم مالي وتعايشت بواحتها مختلف القبائل العربية والأمازيغية والإفريقية واليهودية والأندلسية، مما شكل مزيجا إثني نتج عنه غنى سوسيو ثقافي، استمدت أصالته وهويته من مشهدها الثقافي والشفوي المتنوعين، الشيء الذي جعل منطقة درعة تافيلالت منطقة ذات تراث شفهي بامتياز، أثرى بدوره الثقافة العربية. كما تتميز المنطقة بوادي درعة الذي يشمل ست واحات متصلة تمتد وراء الأطلس الكبير، إضافة إلى تنوعها الفني الذي يمتد عبر التاريخ، مثل فن الركبة الذي يمزج الرقص بالكلام الموزون والشعر المصفوف، يعتبر أحد الألوان الفنية الأكثر انتشارا على امتداد وادي درعة، وهو اللون الذي لا تكتمل الأفراح ولا المناسبات دون لعبه، ويجمع بين المدح والذكر والتغني بالوطن وكذا الحبيب والخليل، ويعبر بعمق عن الروح الجماعية التضامنية للقبائل الدرعية، كما يعد أحيدوس ودق السيف وأقلال والحضرة بالإضافة إلى فن الركبة... من أكثر الفنون انتشارا بالمنطقة. وثائقي بعنوان "ستة فنون شعبية على ضفاف وادي درعة". ومن أجل توثيق هذا التراث إعلاميا سواء على المستوى الوطني أو الدولي، أنتجت وزارة الشباب والثقافة والتواصل فيلم وثائقي مدته 52 دقيقة يحمل عنوان " فنون شعبية على ضفاف وادي درعة ". وسلط الفيلم الضوء على ستة فنون شعبية تعتبر الأكثر انتشارا على ضفاف وادي درعة وهي فن الركبة والرسمة والعبيد أو كناوة ودق السيف وأفلا والحضرة. وعالج الوثائقي التحولات التي شهدتها الفنون الشعبية بمنطقة درعة، من حيث المضمون مثل تحول بعض الرقصات من حربية إلى احتفالية، أو من حيث الشكل من الأداء على ضهور الخيل إلى الأداء على الأرض أو برقصة بصفين إلى صف واحد. فيلم ثمرة تراكم أعمال وتظاهرت وأفاد مصطفى الدفالي باحث في التراث اللامادي بمنطقة درعة لموقع القناة الثانية أن الهدف الأساسي من إنتاج هذا الفيلم هو توثيق هذا التراث من الناحية الإعلامية والتعريف به وطنيا ودوليا، للطلبة والباحثين سواء في سلك الماستر أو الدكتوراه، إذ أنه تراث عريق تمتد جذوره في تاريخ المنطقة، وما يميز هذه المنطقة أيضا هو التنوع الثقافي الذي قل ما نجده في أماكن أخرى، فمنطقة درعة انصهرت وتفاعلت فيها مجموعة من الأعراق، مما أعطانا فنون تمثل جميع أبعاد الثقافة المغربية، بما فيها البعد العربي والبعد الأمازيغي والبعد الإفريقي، وقد تجسدت هذه الأبعاد كلها في الفنون الشعبية. وأضاف السيد مصطفى الدفالي أن الجمهور المغربي تفاعل بشكل كبير مع الفيلم الوثائقي، كما أن هناك إشادة كبيرة بهذا العمل الذي يعتبر عمل فني وصحفي وإعلامي استطاع أن يسلط الضوء على هذه النماذج الفنية، وتعتبر هذه النماذج من بين 20 نموذج الذي تتمتع بها منطقة درعة. كما أن الفنون بمنطقة درعة لم تعرف تحولات كبيرة، وذلك من أجل الحفاظ على شكلها الأصلي كما كان يتعاطاها السكان داخل الواحات والقصور والقصبات والمناسبات والأفراح، وبالرغم من الرغبة المستمرة في الحفاظ على الشكل الأصلي إلى أنه أصبح يفتح المجال للفرق الشعبية المحلية كدرعة "طرايب" وغيرها من الفرق التي توظف هذه الفنون في قالب فني جديد كما كانت تفعل فرق وطنية قديما كناس "الغوان" و"جيل جلالة"، إذ أخذت نصوص من هذا التراث أو الملحون وطورتها في إطار الظاهرة الغوانية وأعطت نفسا جديد لهذه الفنون وكان عليها إقبالا كبيرا من طرف الجمهور. وأردف مصطفى الدفالي أن هذا الفيلم الوثائقي جاء نتيجة تراكم مجموعة من التظاهرات مثل الملتقيات الفنية والمهرجانات والندوات التي تعقد منذ أكثر من عقدين من الزمن، كما تم توثيق أعمال أخرى كتابة كالكتاب الذي أصدرته مصدر القصبة بعنوان هكذا تكلمت درعة، ويعد هذا الوثائقي تمرة تراكم هذه الأعمال.

مشاركة :