تتوافق النكبة الأولى التي حلت بشعبنا العربي الفلسطيني سنة 1948، مع النصر الهائل على النازية والفاشية الذي احتفلت به شعوب العالم يوم الخميس الفائت. هذا النصر يلهمنا بأننا سنحقق ذات يوم؛ مهمة دحر الاحتلال الإسرائيلي، الذي تتعاظم مقاومته، ويتعاظم وقوف شعوب العالم ضده. لم تمر على كيان الاحتلال الإسرائيلي، طيلة السنوات الـ 76 الماضية، ذكرى أسوأ من ذكرى تأسيسه التي تصادف اليوم !! ان يوم النصر على النازية والفاشية يحمل أسطع الآمال وأبرز البراهين، للشعوب المضطهدة على حتمية خلاصها. لم يشهد التاريخُ نجاحاً مطلقاً، كنجاح الآلة الحربية الهتلرية في اكتساح معظم دول أوروبا: بولندا، رومانيا، فرنسا، الدنمارك، بلجيكا، هولندا، النرويج، النمسا، اليونان، يوغوسلافيا، فنلندا، ألبانيا، أوكرانيا، كرواتيا، صربيا، هنغاريا، ليتوانيا، مقدونيا، تشيكوسلوفاكيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي. أقيم في الساحة الحمراء بموسكو، الاحتفال السنوي التقليدي بذكرى النصر العظيم، حيث خفقت عالياً، رايةُ النصر الهجومية لفرقة المشاة 150 التي حملت اسم إدريس، ورفعها الأوكراني أليكسي بيريست والروسي ميخائيل ييغوروف والجورجي ميليتون كنتاريا على الريخستاغ في برلين يوم 30 أيار عام 1945. قدم المقاتلُ من أجل الحرية، البلغاري جورجي ديميتروف (1882-1949)، رئيس وزراء بلغاريا بعد تحريرها، خريطة طريق النصر حين قال: «النازية ليست قَدَرا»، والجبهة الوطنية هي أول متطلبات النصر وشروطه. واشتقاقاً من مقولة ديميتروف، مُنظّر الجبهة الوطنية الأبرز نقول: ان الاحتلال الإسرائيلي ليس قَدَرَاً، وإنه يمكن دحره. إن ما يديم اتقاد شعلة الأمل، هو أن الشعب العربي الفلسطيني، مستمر منذ أكثر من قرن، في مقاومة المشروع الاستيطاني التوسعي الإحلالي الصهيوني، وتزداد مقاومه ضراوة وسخاء، رغم الأكلاف المريرة الفادحة !! وللأسف البالغ، فإن الصراع الفلسطيني- الفلسطيني، المحتدم منذ ثلاثينات القرن الماضي!!!! ما يزال ناشِباً بأشكال مختلفة، رغم أنه يصب في مجرى إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي، واطالة أمد العذاب الفلسطيني. ما قدمه ديميتروف متاحٌ برسم القراءة والتطبيق من جانب قادة الفصائل والأحزاب، التي يبلغ عددها 14 فصيلاً (اللهم لا تزد ... )، وخاصة فتح وحماس، اللتين إن ظلتا على الحوارات التلهوية التضليلية العبثية، وليس آخرها حوارات موسكو وبك ين، فإنهما تحرثان البحرَ وتدقان الماءَ في الإناء. لقد تمكن فصيل مقاومة فلسطيني واحد، هو حركة حماس، من إلحاق هزيمة مذلة باسرائيل كلها: شعبها وجيشها وشاباكها واحتياطييها و»شين بيتها» وموسادها والوحدة 8200 والمستوطنين والمرتزقة والمستعربين والجواسيس و»العصافير»، فكيف لو توحدت قوى الشعب العربي الفلسطيني الهائلة، وانخرطت في جبهة وطنية متحدة، ذات عَلمٍ واحدٍ وقيادةٍ موحدة ؟! الوحدة الوطنية الفلسطينية، الفعلية لا الشعاراتية، هي بداية الطريق الفلسطيني الدامي الطويل إلى الخلاص والحرية. الدستور
مشاركة :