شدد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، على أن إضعاف دور أهل العلم يؤدي إلى عواقب خطيرة في حاضر الأمة ومستقبلها، وبخاصة مع هذه التطورات المعاصرة في وسائل اتصالاتها وتواصلها، وما تموج به من تيارات مضلة، وعقائد منحرفة، وأن بناء المجتمع يعتمد - بعد الله - على علماء الشرع، ومشاركتهم، والرجوع إليهم، واحترامهم، وتقديرهم، وحفظ مكانتهم، وإضعافُ دورهم للمجتمع وإضعافَ مقاومته أمام معاول الفساد والإفساد والانحراف وأوحال الثقافات، مما يؤدي إلى الضياع، وفقدان الهوية، وتصدر الجهال. موضحا أن أغلب ما يقود إلى الوقيعة في أهل العلم الغيرةُ، والحسد، والهوى، والتعصب، والحزبية، والتعالم، ناهيكم بخطط الأعداء، بل انه لا يقع في أعراض العلماء إلا ضال، أو جاهل، أو مغرض، أو متعصب. وقال الشيخ ابن حميد: إن هدم هيبة العالم، وإضعاف مكانته كسرٌ لباب عظيم يحول بين الناس وبين الفتن والفساد، وإن محاولة الوقيعة بين العلماء والأمة، والفصل بين الأمة وعلمائها هو من أعظم خطط الأعداء في الداخل والخارج ففي كثير من بلاد الإسلام ما غاب أهل العلم ولكن غُيِّبوا، وماَ قصَّروا ولكن حُجبوا، وتصدَر الجهال بل قد صُدِّروا، وأشد من ذلك أن يتصدر المجتمعاتِ أصحابُ اللهو والمجون. وأشار فضيلته إلى أن العلماء ليس فيهم معصوم، ولا من الخطأ سالم، ويرد عليهم أخطاءهم أمثالهم ونظراؤهم من أهل العلم، محذرا من الفرح حين السماع بخطأ عالم في فتيا، أو زلة في فهم، أو غلطًا في حكم، فضلا عن أن الابتلاء بنشر ذلك، أوالتفكه به في المجالس، أو بثه في التغريدات.
مشاركة :