يحيي الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ76 للنكبة، ذكرى سلب ممتلكاتهم وطردهم الجماعي مما تعرف اليوم بإسرائيل، مع تكشف كارثة محتملة أكبر في قطاع غزة، حيث نزح أكثر من نصف مليون شخص في الأيام الأخيرة بسبب القتال. وتكثّف إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح، المدينة الواقعة على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر. وكذلك في شمال غزة، حيث أعادت حركة حماس تنظيم صفوفها. وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أمس الثلاثاء، إن نحو 450 ألف فلسطيني طردوا من رفح خلال الأسبوع الماضي. وفي شمال غزة، أدت أوامر الإخلاء الإسرائيلية إلى نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص حتى الآن. وفر قرابة 80 بالمائة من سكان غزة – البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة – من ديارهم منذ اندلاع الحرب، وانتقل العديد منهم إلى أماكن أخرى عدة مرات. ولم يدخل أي طعام إلى المعبرين الحدوديين الرئيسيين في جنوب غزة خلال الأسبوع الماضي. وبات نحو 1.1 مليون فلسطيني على شفا المجاعة، وفقا للأمم المتحدة، في حين تحدث «مجاعة شاملة» في شمال القطاع. وتصور إسرائيل رفح على أنها آخر معقل حركة حماس، متجاهلة تحذيرات الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أن أي عملية كبيرة هناك ستكون كارثية على المدنيين. وأدت سبعة أشهر من الحرب إلى استشهاد أكثر من 35 ألف شخص في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين. ولمناسبة ذكرى النكبة، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانا اليوم الأربعاء قالت من خلاله إن عملية «طوفان الأقصى» التي تخوضها المقاومة الفلسطينية امتدادٌ طبيعيُّ لمقاومة شعبنا وحقّه المشروع في الدّفاع عن أرضه ومقدساته، ومحطّة استراتيجية أعادت لقضيتنا حضورها العالمي، وعزّزت لحمتنا الوطنية خلف المقاومة، وحطّمت غطرسة العدو، ورسّخت مشروعنا النضالي المستمر نحو التحرير والعودة وإنهاء الاحتلال. وأضافت الحركة: «تأتي الذكرى السَّادسة والسَّبعون للنكبة الأليمة هذا العام، في ظل معركة طوفان الأقصى البطولية، التي يخوضها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، ملتحماً مع مقاومته الباسلة، وفي مقدّمتها كتائب الشهيد عزّ الدين القسام المظفرة وسرايا القدس المجاهدة، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، في ملحمة أسطورية ممتدة على مدار 222 يوماً، لم يفلح الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية وجيشه النازي خلالها، في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة، على الرّغم من ارتكابه مجازر مروّعة، وشنّه حرب إبادة جماعية طالت كلَّ مقوّمات الحياة الإنسانية، استخدم فيها كلَّ أنواع الأسلحة والذخائر، بدعم ومشاركة كاملة من الإدارة الأمريكية، فأرض غزَّة كما أرض فلسطين المباركة عبر التاريخ، لم تكن يوماً إلا أبيَّة عزيزة شامخة، طاردة للغزاة المحتلين». كما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى، أن وعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ووطنه سيُسقِطان كل محاولات التهجير المستمرة منذ النكبة، وليس آخرها مخططات تهجير أهلنا في غزة بعد 8 أشهر من عمليات التدمير المُمَنهج والإبادة الجماعية المستمرة والتي تسببت بأكثر من 100 ألف من الشهداء والجرحى. وشدد مصطفى في بيان اليوم الأربعاء، على أن تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستعمريه في الضفة الغربية بما فيها القدس لن يدفع شعبنا إلى الركوع والاستسلام والرحيل، وسيصمد شعبنا وقيادته في وجه التهديدات الإسرائيلية كما صَمد طيلة العقود الماضية. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :