إندبندنت: وثائق مسربة تكشف تواطؤ بايدن في المجاعة المدمرة في غزة

  • 5/15/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تحقيق أجرته صحيفة «إندبندنت» عن الأخطاء والفرص الضائعة والخيارات السياسية التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والتي سمحت بحدوث مجاعة في شمال غزة، ومن خلال الوصول إلى وثائق مسربة، وشهادات مسؤولين حاليين وسابقين وأصوات من غزة، فإن ذلك يرسم صورة قاتمة لكارثة كان من الممكن منعها تمامًا. واتُهم الرئيس جو بايدن وإدارته بالتواطؤ في تمكين حدوث مجاعة في غزة من خلال الفشل في التصرف بشكل كافٍ بناءً على التحذيرات المتكررة من خبرائهم ووكالات الإغاثة. وتكشف المقابلات مع مسؤولين حاليين وسابقين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووزارة الخارجية ووكالات المعونة العاملة في غزة ووثائق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الداخلية أن إدارة بايدن رفضت أو تجاهلت المناشدات لاستخدام نفوذها لإقناع حليفتها إسرائيل – المتلقية لمليارات الدولارات من الدعم العسكري الأميركي – للسماح بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة لوقف المجاعة. وقال جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، والذي استقال بسبب دعم الولايات المتحدة للحرب، لصحيفة الإندبندنت: «هذا لا يعني مجرد غض الطرف عن المجاعة التي يسببها الإنسان لشعب بأكمله، بل هو تواطؤ مباشر». وقال المسؤولون إنه منذ ظهور أولى علامات التحذير في ديسمبر/كانون الأول، كان من الممكن أن يؤدي الضغط الأميركي المكثف على إسرائيل لفتح المزيد من المعابر البرية وإغراق غزة بالمساعدات إلى وقف تفاقم الأزمة، لكن بايدن رفض جعل المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل مشروطة. وبدلاً من ذلك، اتبعت حكومة بايدن حلول مساعدات جديدة وغير فعالة مثل الإنزال الجوي والرصيف العائم. وقال التحقيق إن مستوى المعارضة داخل الوكالة الحكومية الأميركية المسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية المدنية ومكافحة الجوع العالمي لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى أنه تم إرسال ما لا يقل عن 19 مذكرة معارضة داخلية منذ بداية الحرب من قبل العاملين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تنتقد الدعم الأميركي للحرب في غزة. وفي مذكرة معارضة جماعية داخلية صاغها هذا الشهر العديد من موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، هاجم الموظفون الوكالة وإدارة بايدن بسبب «فشلها في دعم المبادئ الإنسانية الدولية والالتزام بتفويضها لإنقاذ الأرواح». لا بد من إنهاء الحصار وتدعو مسودة المذكرة المسربة، التي اطلعت عليها صحيفة إندبندنت، إدارة بايدن إلى ممارسة الضغط من أجل «إنهاء الحصار الإسرائيلي الذي يسبب المجاعة». وقال جيريمي كونينديك، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد باراك أوباما وجو بايدن، والذي عمل على منع المجاعة في اليمن وجنوب السودان، إن «الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل الذي مكّن من ظهور المجاعة في غزة». ووصف آرفيند داس، قائد فريق أزمة غزة في لجنة الإنقاذ الدولية الذي أمضى أشهراً في غزة، رؤيته لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد مع مرور الأشهر، بقوله: «لقد أصبح من المعتاد الآن رؤية الأطفال والنساء الذين يعانون من نحافة الورق، بلا لحم حرفيًا». وقال طبيب طوارئ من المملكة المتحدة يعمل في مستشفى في غزة بالقرب من خان يونس لصحيفة الإندبندنت عبر الهاتف إن «الأطفال على وجه الخصوص يعانون بشكل كبير» وقال الطبيب: «لدينا هنا أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاماً، ووزنهم يعادل وزن أطفال تتراوح أعمارهم بين أربع أو خمس سنوات، ومن المحزن للغاية أن نرى ما يحدث لهم». وتم التنبؤ بهذه المجاعة القاتلة في الأيام الأولى من الحرب، حين بدأت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع أعلنه  وزير الدفاع يوآف غالانت الذي قال: «نحن نفرض حصارا كاملا.. لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود.. كل شيء مغلق» وقال في 9 أكتوبر/تشرين الأول: «إننا نحارب حيوانات بشرية وعلينا أن نتصرف وفقًا لذلك». ومنذ تلك الأيام الأولى فصاعدًا، فرضت إسرائيل قيودًا مشددة على إيصال المساعدات إلى القطاع. تفاقم الجوع وقال مسؤولون في الأمم المتحدة ووكالات إغاثة لصحيفة  إندبندنت إن عمليات التفتيش الشاملة للشاحنات، والقيود المنهجية على عمليات التسليم، والرفض التعسفي لدخول المواد «ذات الاستخدام المزدوج» مثل الشاحنات والإمدادات التي تقول إسرائيل إن حماس قد تستخدمها في الحرب، أدت إلى تفاقم الجوع في غزة. وقالت الأونروا لصحيفة الإندبندنت، إنه على الرغم من مشاركة إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وعدد الشاحنات والاتصالات مع جيش الاحتلال، فقد تعرضت ثلاث من قوافل المساعدات التابعة لها للقصف بالمدفعية البحرية الإسرائيلية وإطلاق النار. وقال كونينديك، الذي ترأس مكتب المساعدة الخارجية في حالات الكوارث التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمدة ثلاث سنوات، إن تلك التحذيرات كان ينبغي أن تجبر البيت الأبيض على التحرك بشكل عاجل. وأضاف أن الولايات المتحدة رفضت بعناد القيام بأي شيء من شأنه أن يعيق المجهود الحربي الإسرائيلي. وتحت استجواب صحيفة إندبندنت، سلط المتحدثون باسم إدارة بايدن الضوء بشكل روتيني على طلبات بايدن المتكررة للحكومة الإسرائيلية لفتح المزيد من المعابر أمام المساعدات، وأشاروا إلى الزيادات المؤقتة في شاحنات المساعدات التي تدخل غزة كدليل على ما وصفوه بفعاليته. وما لم يقله مساعدو بايدن هو حقيقة أن تلك التدفقات التدريجية للمساعدات لم تكن على مستوى حجم الأزمة. واستمر الجوع في الانتشار، وما زال البيت الأبيض يرفض استخدام نفوذه من خلال التهديد بفرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل. وأظهرت وثائق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي اطلعت عليها صحيفة الإندبندنت أن الموظفين كانوا ينقلون مخاوفهم بشأن عدم اتخاذ إجراءات إلى مديرة الوكالة، سامانثا باور وغيرها من كبار القادة في شكل رسائل ومذكرات معارضة داخلية، دون جدوى في كثير من الأحيان. وبحلول منتصف يناير/كانون الثاني، كانت وكالات الإغاثة على الأرض في غزة تصدر نداءات يائسة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يتسنى توصيل الإمدادات الغذائية. وقال مايكل رايان، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي عُقد في 31 يناير/كانون الثاني: «إن هؤلاء السكان يتضورون جوعا حتى الموت، إنهم يُدفعون إلى حافة الهاوية». وفي نفس اليوم الذي وصف فيه رايان التوقعات القاتمة لغزة، دافع مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، عن قرار إدارة بايدن بتعليق المساعدات للأونروا. وادعى بدلاً من ذلك أن الولايات المتحدة «تعمل بجد لتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة». وفي ظل غياب وقف إطلاق نار واسع النطاق، دعت المنظمات الإنسانية إدارة بايدن إلى استخدام نفوذها للضغط على إسرائيل للسماح على الفور بتدفق المساعدات إلى غزة والتي ستكون ضرورية لوقف المجاعة. فقط الولايات المتحدة، باعتبارها الداعم الرئيسي لحرب إسرائيل والمتبرع لدفاعها بما يصل إلى 4 مليارات دولار سنوياً، كانت لديها القدرة على إقناع إسرائيل بالقيام بذلك، لكن بايدن رفض بعناد مجرد التفكير في جعل المساعدات مشروطة، مذكرا بإيمانه الراسخ بأهمية دعم الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. إنشاء بعثة مراقبة دولية وقال جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة إنسانية تضم العشرات من عمال الإغاثة العاملين في غزة، إنه كتب إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أكتوبر/تشرين الأول وحثه على إنشاء بعثة مراقبة دولية على حدود غزة لتسهيل إيصال المساعدات، بدلاً من تركها في أيدي إسرائيل أثناء خوضها حرباً. ولم تلق نداءاته آذانا صاغية. وقال لصحيفة “إندبندنت” إن «العجز الدبلوماسي كان مذهلاً.. هنا رؤساء ورؤساء وزراء يسافرون إلى إسرائيل للتسول والحث على المناشدة لإدخال المساعدات، والجواب هو لا. وبعد ذلك يواصلون تقديم الأسلحة والدعم لها.. من هي القوى العظمى هنا؟» وقال جوش بول، الذي استقال من وزارة الخارجية احتجاجاً على الدعم الأميركي للحرب في غزة، لصحيفة “إندبندنت” إن هناك “معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل” في إدارة بايدن – في كل شيء من الأسلحة إلى احترام القانون الإنساني الدولي”. وأضاف أن إدارة بايدن لديها مجموعة من الأدوات تحت تصرفها للضغط على إسرائيل لوقف القيود على المساعدات ولكنا لا تفعل. وتابع: «كان بإمكان إدارة بايدن القيام بذلك من خلال تطبيق المادة 620I من قانون المساعدة الخارجية، الذي يحظر تقديم المساعدة إلى البلدان التي تقيد المساعدات الإنسانية التي تمولها الولايات المتحدة؛ وكان من الممكن أن تفعل ذلك من خلال حجب شحنات الأسلحة؛ وكان بإمكانها القيام بذلك من خلال دعم قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إسرائيل إلى التوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :