قدم محمد برادة، الروائي والناقد المغربي مجموعته القصصية الجديدة "هل أنا ابنك يا أبي؟" صباح اليوم التلاثاء بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بالرباط. وقال برادة في كلمة له بالمناسبة:"أعطيت المجموعة القصصية عنوان:" هل أنا ابنك يا أبي؟"، هو عنصر لا يؤرخ لذاتي ولكن يمتزج بها، وبالتالي هو سؤال يتجاوز الذات إلى هذه العلاقة المعروفة من تقديس الأب في المجتمعات بصفة عامة وخاصة المجتمعات العربية". وأضاف برادة:"نعيش في مجتمع يقدس الأب والأب دائما له صفة القداسة و هذه الصفة تحميه من الانتقاد وتجعله على أنه دائما على صواب وهذا ليس صحيحا"مردفا:"فكم من الآباء والأبناء عانوا كثيرا من ديكتاتورية الأب وتسلطه". وأردف أن:"الحوار مع الأب هو ضمنيا حوار مع قيم موروثة تكتسب صفة القداسة رغم ماتخلفه من جروح ومآسي في الذاكرة". وحول أحداث المجموعة القصصية، لم يكن سارد :"أنا ابنك يا أبي" يعرف والده الذي قضى نحبه في الخامسة والعشرين من عمره وتركه وهو لم يكمل عامه الأول،إذ كانت معلوماته عن أبيه شبه منعدمة عدا الأوصاف القليلة التي تلقاها عنه من والدته التي رسخت في ذاكرته صورة تقريبية عنه". كان أب السارد يرتدي جلبابا تقليديا ويغطي شعره بطربوش أحمر فيما كان متدينا مقبلا على الصلاة، وبسبب تدينه ورغبته في ان يتلقى ابنه تربية دينية أوصى زوجته قبل وفاته بإلحاقه بجامع القرويين، لكن بعد وفاة والد السارد كفله خاله الذي كان مشبعا بقيم الحداثة فألحق نجل شقيقته بمدرسة عصرية لينشأ في جو متفتح وعندما توفيت والدة السارد شعر بيتم مزدوج إذ باغثه التفكير في والده وفيما كانت ستكون حياته معه لو ظل حيا هل حياة منغلقة على التقاليد أم منفتحة على ممكنات الذات وخياراتها. وتعتبر المجموعة القصصية" هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي الثالثة لمحمد برادة، بعد «سَلْخُ الجِلْدِ» و»وِدادِية الهَمْس واللَّمْس». ويَحرص الكاتب، من خلال كتابة القصة القصيرة، على اقتناص اللحظة التي يُمكن أن تَدفع القارئ إلى الانغمار في دوامة الأفكار والمشاعر التي تَنْتَزِعُنا من المألوف والمعتاد، لتَجْعَلَنا نُواجِه ما نُهْمِلُه أو نَتَحاشى التفكير فيه، ذلك أن «الواقع» لا يَقتصر على ما يحيط بنا وتألفه العين؛ بل هو أيضا ما يكمن في احتمالات التخييل. وأشار برادة إلى إن الأب،:"على رغم الهالة التي تُضْفيها عليه الأعراف والتقاليد الاجتماعية، يَتدثّر أيضا برمزية الوِصاية المُطلقة والتَحَكُّم في حرية الأبناء".
مشاركة :