بالبحث العلمي والتجربة المعملية الشخصية، يؤكد الكاتب الصحفي محمد الأحيدب أن المبيدات الحشرية مهما كانت قوية ومركزة، لا تقتل العقارب والثعابين، محذرًا المواطنين من الانخداع بالإعلانات التجارية التي تروج لهذه المنتجات؛ حيث تنطوي على أكاذيب ووعود زائفة واطمئنان وهمي، قد يصل بالمواطن إلى المخاطرة بحياته، لافتًا إلى أنه حاول تنبيه وتحذير وكالات بيع هذه المبيدات دون جدوى، ولم يبقَ إلا وعي المواطن نفسه. هذه المعلومات قائمة على الحقائق العلمية وفي مقاله "ثعابين وعقارب وممر وغش إعلانات" بصحيفة "الرياض"، يقول "الأحيدب": دعوني أؤكد لكم أن هذه المعلومات قائمة على الحقائق العلمية، ودعمتها بأبحاثي الخاصة في مختبرات كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود، ومختبرات المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني، والذي تشرفت بتأسيسه وإدارته منذ التأسيس حتى تقاعدت أواخر العام 2019م". المبيدات الحشرية لا تقتل العقارب ويكشف "الأحيدب" عن أول معلومة علمية، ويقول: "المعلومة الأولى أن العقارب لا يمكن القضاء عليها برشّ المبيدات الحشرية مهما كان المبيد قويًّا ومركّزًا، وهو ما تدّعيه بعض إعلانات مكافحة الآفات والحشرات التي تعلن دومًا عن قدرتها على القضاء على العقارب والثعابين، في خداع كبير للمستهلك تنطوي عليه مخاطر كثيرة أقلّها الاعتماد على هذه الوعود الزائفة من قبل العميل واطمئنانه الوهمي؛ فالعقارب مقاومة للمبيدات، وسوف أطلعكم على بحثي في هذا الخصوص باختصار، والثعابين لا يمكن قتلها إلا ميكانيكيًّا، أي بالضرب أو قطع رأسها، وبالمناسبة فإن حركة فكها تستمر لفترة ليست قصيرة فلا تعبث بالرأس المقطوع فقد يعضّ ويحقن السم. خلاصة تجاربي على العقارب والمبيدات ويستشهد "الأحيدب" بتجاربه العلمية المعملية، ويقول: "فيما يخصُّ تجاربي على العقارب والمبيدات فقد اخترت أنواعًا من أقوى المبيدات الشهيرة، وقمت بوضع أربعة أحواض فيها خليط من أخطر نوعين من العقارب في الجزيرة العربية، وتحتها تراب صحراوي، وفي الحوض الأول قمت برشّ المبيدات مباشرة على العقارب وتركتها 48 ساعة، وفي الثاني قمت برشّ التراب ثم وضعت خليطًا جديدًا من العقارب لمدّة 48 ساعة، وفي الثالث قمت برشّ التراب بالمبيدات وجعلت العقارب تمرّ عليه مرورًا فقط، أما الرابع فهو حوض مرجعي "كنترول" فيه عقارب جديدة في ذات التراب بلا مبيدات، والنتيجة بعد 48 ساعة أنه لم يمت عقرب واحد من أي حوض، بينما أصيبت العقارب المرشوشة وكذا التي بقيت في تراب مرشوش وحتى تلك التي مرت بالتراب المرشوش خلال دقائق، أصيبت بهيجان شديد وحركة دائبة أقواها المرشوشة مباشرة، وأقلّها من مرت بسرعة، والنتيجة أن العقرب لن يموت سواء تم رشه مباشرة أو تم رش "الممر" الذي قد يسلكه ولن يحدث إلا هيجانه في كل الأحوال، لكن ذلك الهيجان خطر جدًّا لو كان في مزرعة أو استراحة؛ لأنه أخرجها وزاد حركتها ونشاطها، أما عدوانية العقرب فدائمة؛ فهي بعكس الثعابين تعتدي وتهاجم، أما الثعبان فيهرب ولا يهاجم إلا دفاعًا عن النفس إذا استثير بالدعس أو اللمس". المبيدات لا تقتل الثعابين والأفاعي ويضيف "الأحيدب" قائلًا: "فيما يخصّ الثعابين والأفاعي فإن ادعاء قتلها بالمبيدات أو حتى بحيوانات مسممة، فغير صحيح إطلاقًا؛ فهذه المخلوقات لا تقتل إلا بالضرب والتقطيع ولا تأكل الميت من الحيوانات، بل تقتله بسمها ثم تبلعه وتهضمه، وليس صحيحًا أن إعلانات المكافحة بالسموم تستطيع قتلها، فلا تنخدعوا ووفروا أموالكم ووفروا أرواحكم بالحذر الشديد والوقاية". أدوات مص السم وشفطه.. كذبة كبرى كما يحذر "الأحيدب" من أمر آخر يروج له التجار، ويقول: "وأخيرًا هناك تجار يروجون لأدوات مصّ السم وشفطه بعد جرح المكان، وهذه كذبة كبرى؛ فالجرح يزيد امتصاص السم ويزيد التلوث للجرح، والسم تحقنه العقرب أو الثعبان تحت الجلد أو في العضل ولا يمكن شفطه أو خروجه من الأنسجة إطلاقًا والسائل الأصفر الذي يخرج هو بلازما الدم نتيجة تفاعل السمّ مع الجسم، وبعضهم يضع حبوبًا مضادّة للهستامين مع جهاز الشفط؛ إيهامًا بأنه يعالج التسمم، وهذا افتراء خطير، وهو مع جهاز الشفط يحرم الملدوغ من الذهاب للمستشفى وقد يتوفّى لهذا السبب، ويعلم الله أنني نصحت بعض وكلاء تلك الأدوات ولم يستجيبوا، وفي "اليوتيوب" كثير من نصائح نشرتها حول كل ما ذكر". تجربة طريفة مع "الضب" وينهي "الأحيدب" قائلًا: "ولاحقًا قد أذكر لكم تجربتي التي وجدت منها أن ذوات الدم البارد مثل الضب لا تتأثر بسم العقرب، وهي تجربة فيها من الطرافة الشيء الكثير".
مشاركة :