أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء اليوم (الأربعاء) أن المقاومة توقع بالجيش الإسرائيلي خسائر للشهر الثامن على الحرب رغم فارق ميزان القوة، مشددا على أن إصرارهم على المضي قدما في عملية رفح يضع مفاوضات الجانبين في مصير مجهول. جاء ذلك في كلمة متلفزة لإسماعيل هنية بمناسبة الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية بثتها قناة ((الجزيرة)) الفضائية القطرية مساء اليوم. وقال هنية "إن فصائل المقاومة التي نراها في كل خطوط المواجهة وخاصة الآن في رفح وجباليا والزيتون التي أنكفأ عنها اليوم جيش المحتلين تحت ضربات المقاومة، ولم تتوقف ضربات المجاهدين في كتائب القسام وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة وهي توقع بالعدو الخسائر للشهر الثامن على التوالي رغم الفارق الكبير في ميزان القوة"، على حد قوله. وأضاف أن "ذكرى النكبة هذا العام تحل بنا بينما شعبنا يخوض معركة طوفان الأقصى، مقدمة التحرير والاستقلال، ويمرغ أبطالنا أنف المحتل في التراب ويؤكدون بأن زاوله عن أرضنا حتمية قرآنية وحقيقة تاريخية"، على حد تعبيره. وذكر أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة لم تدخر حركة حماس جهدا لوقف العدوان بكل الوسائل وأنها تعاطت بإيجابية مع جهود الوسطاء في مصر وقطر من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأشار هنية إلى أن الحركة أعلنت أخيرا موافقتها على المقترح المقدم من مصر وقطر والذي كان بعلم الإدارة الأمريكية غير أن إسرائيل ردت على هذا المقترح باحتلال معبر رفح والسيطرة عليه والدخول إلى مخيم جباليا وحي الزيتون في قطاع غزة وأدخلت تعديلات على المقترح وضعت المفاوضات في طريق مسدود. وشدد على أن "سلوك الاحتلال مع المقترحات المتعددة يؤكد نواياه المبيتة في الاستمرار في العدوان على غزة وأنه لا يأبه لأسراه ولا لمصيرهم"، محذرا من أن مراوحة إسرائيل في المكان وإصرارها على المضي في احتلال معبر رفح وتوسيع العدوان على مناطق أخرى يضع المفاوضات برمتها في مصير مجهول. ولفت إلى أن الحركة على تواصل مع مصر بشأن ما قام به الجيش الإسرائيلي في رفح وخاصة إعادة احتلال معبر رفح، وأن الحركة متوافقة مع الجانب المصري على ضرورة أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المعبر فورا كما أنه لا يحق له التدخل في كيفية إدارة المعبر لأن هذا شأن فلسطيني داخلي. وفيما يخص الحديث عن اليوم التالي للحرب والموقف الإسرائيلي بشأن إدارة الوضع في غزة والقول بإخراج حركة حماس من المشهد، قال هنية "نحن نقول بأن حركة حماس وكتائب القسام وجدت لتبقى". وأضاف أن إدارة القطاع بعد الحرب سوف تقرر فيه الحركة مع الكل الوطني مستندة في ذلك إلى مصلحة سكان قطاع غزة والرؤية الوطنية للوحدة الناظمة للضفة والقطاع، مشيرا إلى أن حماس تواصل المشاورات مع جميع الفصائل والشخصيات الفلسطينية حول هذا الموضوع. ودعا هنية إلى وحدة الصف الفلسطيني في وجه العدوان وأن تتلاحم الصفوف مع غزة وفي كل المدن والقرى في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل وأن يتحرك الشعب الفلسطيني في كل الساحات إلى تصعيد المواجهة لوقف العدوان الإسرائيلي. وأكد أن الحركة سوف تواصل مع فصائل المقاومة مساعيها لوقف العدوان بكل الوسائل الممكنة، مشددا على أن أي مسعى أو اتفاق يجب أن يضمن وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من كل القطاع وصفقة حقيقية لتبادل الأسرى وعودة النازحين والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن غزة. وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم (الأربعاء) أن الشرط الوحيد لمناقشة مسألة اليوم التالي للحرب على قطاع غزة هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك ردا على تصريحات لوزير دفاعه يوآف غالانت. وقال نتنياهو في فيديو قصير عممه مكتب رئاسة الوزراء اليوم "لست مستعدا لتبديل حماسستان بفتحستان، الشرط الوحيد لمناقشة مسألة اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، هو القضاء على حماس والقيام بذلك دون أي ذرائع". وجاء تصريح نتنياهو كرد فعل سريع على تصريحات لوزير الدفاع قال فيها إن عدم نقاش الحكومة الإسرائيلية مسألة "اليوم التالي" حتى الانتهاء من القضاء على حماس كما صرح رئيس الحكومة معناه فرض حكم عسكري إسرائيلي في قطاع غزة ليكون بديلا عن سلطة حماس. وقال غالانت خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب اليوم إنه لن يوافق على" قيام حكم عسكري إسرائيلي في غزة". وتابع "أن حكما عسكريا في غزة سيتحول ليصبح الجهد العسكري الرئيسي لإسرائيل خلال السنوات القادمة، وسيكلفنا الكثير من الدماء والضحايا دون داع، وسيكلفنا ثمنا اقتصاديا باهظا". وهاجم عدد من وزراء حكومة نتنياهو تصريحات غالانت، إذ دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، استبدال وزير الدفاع من أجل تحقيق أهداف الحرب. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة ضد حركة حماس في قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي.
مشاركة :