دعا القادة العرب المشاركون في أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي انطلقت اليوم الخميس، في العاصمة البحرينية المنامة، إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعم الاعتراف الكامل لدولة فلسطين وفقا لحل الدولتين، وقبول عضويتها بالأمم المتحدة. بدأت أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة، بكلمة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، دعا خلالها المجتمع الدولي إلى وقف العدوان على غزة. وقال محمد بن سلمان في كلمته، إنه لا بد من العمل على وقف أي نشاط يؤثر على أمن وسلامة الملاحة البحرية، وذلك خلال تسليمه رئاسة القمة لملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة. من جهته، قال ملك البحرين إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إنكار لحقوقه المشروعة يزيد الحاجة إلى بلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل يعتمد طريقة تحاول وتضامن جماعي لوقف الحروب وإحلال السلام النهائي والعادل. وأضاف ملك البحرين أن قيام الدول الفلسطينية المستقلة سيأتي بالخير على الدول العربية، معلنا عن عدد من المبادرات التي تقدمها بلاده للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة من بينها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، ودعم الاعتراف الكامل لدولة فلسطين وقبول عضويتها بالأمم المتحدة ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة وتطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية. وفي كلمته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن الاحتلال يمارس تطهيرا عرقيا في غزة، مشيرا إلى أنه لا بديل عن قيام دولة فلسطينية لتحقيق السلام. وأضاف أن ما ترتكبه إسرائيل من شناعات لن يحقق لها الأمن، وقال إن الدول الغربية قدمت الغطاء للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانه على قطاع غزة. وأشار أبو الغيط إلى أن العالم يمر بحالة غير مسبوقة من الاستقطاب المنذر بالخطر والخسارة للجميع، مشددا على أن العرب لن يخرجوا من عثراتهم إلا بالتضامن مع بعضهم بعضا. وبدوره، طالب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الدول العربية والصديقة بمراجعة علاقتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وربط استمرارها بوقف حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس. وقال عباس في كلمته أمام القمة العربية الثالثة والثلاثين، المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الخميس، «قررنا استكمال تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير بخصوص العلاقة مع دولة الاحتلال، أمام الرفض الإسرائيلي للسلام ومبادرة السلام العربية، واستمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتدمير مؤسسات دولة فلسطين، واعتداءات الاحتلال وإرهاب المستعمرين في الضفة بما فيها القدس». وفي كلمته، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي بتضافر الجهود لوقف الحرب وإعمال الحل السياسي المبني على مبدأ حل الدولتين، مناشدا بالتدخل لوقف الحرب. وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب وحشية في غزة، مطالبا بعقد مؤتمر دولي لبحث وقف الحرب على غزة وحماية الشعب الفلسطيني. وفي كلمة مصر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن القمة العربية تنعقد في ظل الحرب الشعواء على الشعب الفلسطيني، وأن «مصر تنخرط مع الأشقاء في محاولات جادة لإنقاذ المنطقة من السقوط في هاوية عميقة». وأضاف أن إسرائيل مستمرة في التهرب من مسؤوليتها والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار والمضي قدما في عمليتها العسكرية المرفوضة في رفح، ومحاولات استخدام المعبر من جانبه الفلسطيني لإحكام الحصار على القطاع، مؤكدا أن بلاده ما زالت على موقفها الثابت برفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين ونزوحهم قسريا. وأكد السيسي أن من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تحقيق الأمن وأن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تحقق مكاسب واهم. من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الحرب على غزة وضعت جميع المواثيق والعهود الدولية على المحك، مشددا على ضرورة وقف التصعيد في الضفة الغربية بسبب الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب. وأضاف أن ما تشهده غزة اليوم من تدمير سيترك نتائج كبرى في الأجيال التي عاصرت الموت والظلم، وأن ما تعرضت له غزة لن يمنح المنطقة والعالم الاستقرار بل سيجلب المزيد من العنف والصراع. ودعا العالم إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من سبعة عقود. وشدد الملك على ضرورة الاستمرار في دعم الأونروا للقيام بدورها الإنساني، وقال إنه لا بد من حشد الجهود الدولية لضمان عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :