أكد باحث استراتيجي في العلاقات الدولية والإقليمية أن المملكة العربية السعودية تبذل الجهود المستمرة لدعم عملية السلام في فلسطين من خلال التزامها الراسخ بتحقيق حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال الثقل العربي والإسلامي الذي تتمتع به. وتفصيلاً، قال الدكتور مطير بن سعيد الرويحلي لـ "سبق" إن وزن السعودية السياسي والاقتصادي وما تتمتع به من قبول لدى المنظمات الدولية والدول الفاعلة في النظام الدولي أدى إلى اقتناع المجتمع الدولي بالمبادرة العربية حل الدولتين التي أعلنتها المملكة عام 2002 في قمة بيروت "مبادرة السلام العربية" التي تحظى بإجماع عربي وقبول دولي من جميع دول العالم ومنظماته الدولية كخريطة طريق لتحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وأضاف أن الرياض كثيرًا ما تشدد على الهدف من هذه المبادرة بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وزاد أن هذه الجهود تمثلت بالدور المحوري للمملكة العربية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وخصوصًا في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أطلق عام 2018 قمة القدس بالظهران والتي تم فيها حشد الجهود العربية والدولية لدعم هذه القضية والذي أعلن فيها خادم الحرمين الشريفين تبرع المملكة بـ150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وأبان "الرويحلي" أن هذه تعد نموذجًا يُحتذى به لالتزام الدول العربية بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، أضف إلى ذلك المتابعة والجهود التي تبذلها حكومة المملكة بقيادة سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، والتي أسفرت عن زخم عربي وإسلامي ودولي لهذه القضية من عقد المؤتمرات والاجتماعات والقمم العربية والعالمية لأجل هذه القضية. وزاد أن تلكم الجهود أسفرت عما يلي: 1- تحقيق إجماع عربي وتوحيد الصف العربي وإعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي ومقعدها في جامعة الدول العربية. 2- تقريب وجهات النظر العربية من جميع القضايا العربية التي تمس الأمن الإقليمي العربي. 3- تنقية الأجواء الإقليمية من خلال الاتفاق السعودي الإيراني وتسوية الملفات السعودية التركية. 4- تشكيل لجنة التنسيق العربية من وزراء الدول الست الفاعلة في المنظومة العربية. 5- عقد القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية لتشكل "موقف عربي إسلامي موحد" لكسب التأييد الدولي بوقف الحرب في غزة ودعم وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة. 6- أطلقت المملكة العربية السعودية، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع مصر والأردن، جهودًا لتنشيط عملية السلام. ونوه الباحث الاستراتيجي في العلاقات الدولية بأنه تم عقد اجتماع وزاري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور نحو خمسين وزيرًا للخارجية من مختلف أنحاء العالم، حيث تسعى هذه الجهود إلى الخروج بـ "حزمة لدعم عملية السلام، وهي أدوات جديدة تستخدمها المملكة لأول مرة والتي أحدثت ديناميكية سياسية غير عادية وذات أثر فعّال على جميع المستويات الإقليمية والدولية. وأردف أن الجهود المكثفة التي تبذلها المملكة مع بقية الدول العربية ودول العالم التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وهي كثيرة بضرورة حل القضية الفلسطينية وإيقاف الحرب في غزة وتطبيق القانون الدولي الإنساني، بعدم استهداف المدنيين والبنية التحتية لمدينة غزة وعدم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لأنها أصبحت بؤرة صراع يؤرق العالم الذي أصبح ينشد السلام والاستقرار أكثر من أي وقت مضى بسبب الوضع الدولي المأزوم بالصراعات والخلافات البنيوية والهيكلية نتيجة لصراع النفوذ والهيمنة في ظل بوادر تشكل نظامًا دوليًا جديدًا غير واضح المعالم وصراع الإرادات بين الشرق والغرب. وقال إن هذه الجهود أسهمت في تعاطف شعبي وإعلامي بجميع دول العالم، التصويت بأغلبية في مجلس الأمن من أجل عضوية كاملة لدولة فلسطين، الموقف الأمريكي المتشدد تجاه إسرائيل من خلال الضغط على الحكومة الصهيونية المتطرفة بقيادة نتنياهو من خلال المطالبة بإيقاف الحرب وإيقاف الدعم، دعم المقترح القانوني لجنوب إفريقيا بضرورة محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لمحاسبة الكيان الصهيوني للجرائم والانتهاكات الفظيعة بحق المدنيين. وزاد "الرويحلي" أن المملكة تظهر التزامها الراسخ بدعم عملية السلام في المنطقة من خلال مساعيها الدبلوماسية المكثفة خلال التحضير للقمة الخليجية 32 التي عُقدت في المنامة، مملكة البحرين، في 17 ديسمبر 2023. وتناولت هذه الجهود محاور رئيسة تُسهم في دفع عملية السلام قدمًا، شملت: 1- دعم الجهود الدولية، حيث أعربت المملكة عن دعمها الكامل للجهود الدولية المبذولة لإحياء عملية السلام، بما في ذلك مبادرة السلام الأمريكية ومبادرة السلام العربية، مشددة على أهمية التعاون الدولي لتوفير بيئة مواتية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. 2- حث الأطراف الفلسطينية على الوحدة، حيث دعت المملكة الفصائل الفلسطينية إلى توحيد صفوفها وتعزيز الوحدة الوطنية كضرورة أساسية لتحقيق السلام العادل والشامل. ودعمت المملكة الجهود المبذولة لرأب الصدع الفلسطيني وتعزيز التوافق الوطني. 3- دعم الحوار والتفاوض، فقد شددت المملكة على أهمية الحوار والتفاوض المباشر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كسبيل وحيد لتحقيق السلام، ودعت إلى استئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. 4- دعم إغاثة الشعب الفلسطيني، فقد واصلت المملكة تقديم الدعم السخي للشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناته الإنسانية، بما في ذلك تقديم المساعدات المالية والطبية والغذائية. كما دعمت المملكة جهود إعادة إعمار غزة وتعزيز البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية. واختتم "الدكتور مطير سعيد الرويحلي" مؤكدًا أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها المملكة أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية على صعيد دعم عملية السلام، من خلال إعادة التشديد على أهمية مبادرة السلام العربية كحل عادل للقضية الفلسطينية، حث المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لإحياء عملية السلام، دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيز التوافق الوطني، التشديد على أهمية الحوار والتفاوض المباشر لتحقيق السلام، استمرار تقديم الدعم للشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناته الإنسانية، تعزيز التعاون الخليجي لدعم القضية الفلسطينية.
مشاركة :