غادر اليوم إلى دار البقاء عميد الطرب الغرناطي المغربي الفنان أحمد بيرو عن عمر 92 سنة، ولد وسط أسرة موريسكية الأصول، والتحق بمدرسة محمد جسوس أوائل الأربعينيات، بدء ولعه بالفن الغرناطي من خلال الاحتكاك بأعلامه من شاكلة أحمد بناني والحسين بلمكي الحجام والفقيه السبيع وغيرهم. وتميز أحمد بيرو بصوته المميز الذي لا تخطئه الأذن، وساهم في توثيق العديد من النوبات الغرناطية سواء في المسموع أو المرئي. وتتلمذ على يد هذا الهرم كثيرون منهم الفنان أمين الدبي وفرقته الموسيقية والمنشدة وارثة سره بهاء الرندة. وأصدر أحمد بيرو كتابين : الأول جمع فيه خلاصة تجربته وسماه: "الإحاطة في طرب غرناطة" من تقديم الدكتور عبدالهادي التازي، وهذا الكتاب هو عبارة عن النصوص المغناة في هذا الطرب في المدرسة الرباطية، كما أصدر مؤخرا مع أكاديمية المملكة المغربية كتاب بعنوان "الإضافة" جمع فيه أشعار المديح النبوي المغناة في هذا الطرب. وقال الأستاذ الباحث محمد الخلوفي عن الراحل : "رزء كبير تلقته الساحة الفنية اليوم بفقدانها لأحد رموزها، خاصة في لون تراثي أصيل ألا وهو الطرب الغرناطي، إذ يعد الفقيد أحمد بيرو من المراجع الأساسية في هذا الطرب في كل الغرب الإسلامي، وآخر الحفظة الكبار. على مدى ستة عقود، واصل العطاء سواء على مستوى الأداء والغناء، أو فيما يتعلق بالتكوين حيث خرج العديد من تلاميذه الأوفياء لأسلوبه، كفرقة الفنان أمين الدبي وكذلك المنشدة المتميزة بهاء الروندة، والذين ولاشك سيعملون على مواصلة المسير للحفاظ على هذا الموروث". رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا إليه راجعون.