انتقد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس ما وصفاه بأنه تزايد في عداء السلوك الأمريكي وتعهدا بتوثيق العلاقات الدفاعية والعسكرية القوية بالفعل بين موسكو وبكين. وأشار الرئيس الصيني إلى أن بلاده وروسيا على اتفاق بشأن مجموعة من القضايا المهمة من بينها الأزمة في أوكرانيا وأن الدولتين ستقاومان الجهود الغربية الرامية إلى إضعاف العلاقات بينهما، في تجاهل واضح لواشنطن التي سعى وزير خارجيتها خلال زيارة للصين الشهر الماضي لإقناع بكين بتقليص علاقاتها مع موسكو. وقال شي لبوتين "العلاقات بين الصين وروسيا في الوقت الراهن لم تتحقق بسهولة، ويجب على الطرفين الاعتزاز بها ورعايتها". وأضاف "الصين مستعدة... لتنمية ونهضة بلدينا، والعمل معا لدعم النزاهة والعدالة في العالم". وأتى بيان مشترك على ذكر مخاوف بشأن ما وصفها بأنها جهود من الولايات المتحدة للإخلال بالتوازن النووي الاستراتيجي وبشأن الدفاع الصاروخي الأمريكي العالمي الذي يهدد روسيا والصين فضلا عن خطط الولايات المتحدة المتعلقة بأسلحة غير نووية عالية الدقة. ووصف بوتين، في أول رحلة خارجية يقوم بها منذ تنصيبه هذا الشهر لفترة رئاسية جديدة، تعاون موسكو وبكين في الشؤون العالمية بأنه أحد عوامل الاستقرار الرئيسية على الساحة الدولية. وقال بوتين لشي "معا ندافع عن مبادئ العدل وعن نظام عالمي ديمقراطي يعكس واقع تعدد الأقطاب ومؤسس على القانون الدولي". يأتي ذلك بعد أسابيع من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين لطرح مخاوف بلاده من دعم بكين للجهود العسكرية الروسية وبعد يوم من قوله إن واشنطن ستواصل فرض عقوبات على شركات صينية تزود قطاع الدفاع الروسي. ويبدو أن زيارة بلينكن للصين كانت محاولة غير ناجحة لإضعاف شراكة "بلا حدود" تم الإعلان عنها عندما زار بوتين بكين في فبراير شباط 2022 قبل أيام فقط من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا مما بدأ أعنف حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وباختياره الصين لتكون وجهة أول رحلة خارجية يقوم بها منذ أدائه اليمين لفترة رئاسية مدتها ست سنوات ستبقيه في السلطة حتى عام 2030 على الأقل، يبعث بوتين برسالة إلى العالم عن أولوياته وقوة علاقاته الشخصية مع شي. وقال شي إن الجانبين اتفقا على أن التوصل لتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية هو "التوجه الصحيح". وذكر البيان المشترك أن الدولتين تعارضان إطالة أمد الصراع في أوكرانيا وتحوله المحتمل لمرحلة خارجة عن السيطرة. وقال بوتين الذي وصل اليوم الخميس إلى بكين في زيارة تستغرق يومين وتشمل محادثات بشأن أوكرانيا وآسيا والطاقة والتجارة مع الصين، إنه ممتن للصين لمحاولتها حل الأزمة الأوكرانية، مضيفا أنه سيطلع شي على الوضع هناك حيث تتقدم القوات الروسية على عدة جبهات. ووصف محادثاته الأولية مع شي بأنها "دافئة وودودة" وحدد مجالات يعزز فيها البلدان علاقاتهما تشمل الملف النووي ومجالات الطاقة والإمدادات الغذائية وتصنيع السيارات الصينية في روسيا. وسيشارك بوتين (71 عاما) وشي (70 عاما) في احتفال بمناسبة مرور 75 عاما على اعتراف الاتحاد السوفيتي بجمهورية الصين الشعبية التي أعلنها ماو تسي تونغ في عام 1949. وعززت الصين علاقاتها التجارية والعسكرية مع روسيا في السنوات القليلة الماضية مع فرض الولايات المتحدة وحلفاء لها عقوبات على البلدين وخاصة موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
مشاركة :