واشنطن - أفاد موقع أكسيوس الجمعة بأن اثنين من كبار المسؤولين في إدارة بايدن عقدا محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين هذا الأسبوع في محاولة لتجنب تصعيد الهجمات بالمنطقة وذلك بفترة من هجمات متبادلة بين طهران وتل أبيب كادت أن تؤدي لحرب شاملة. وقال الموقع إن المحادثات التي شارك فيها بريت ماكجورك مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لإيران، تعد أول جولة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير/كانون الثاني. وتأتي هذه المحادثات في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان والرد الإسرائيلي المحدود بعد ذلك. وفي خضم تداعيات الحرب في غزة باتت هنالك قناعة لدى الإسرائيليين والإيرانيين بضرورة احتواء التوتر لأنه ليس في مصلحتها في ين وجهت واشنطن تحذيرات شديد اللهجة للحكومة الإيرانية. ويرى مراقبون انه يقع على عاتق واشنطن الآن صياغة استراتيجية دبلوماسية لتهدئة الأوضاع التي عجلت بحدوث مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل ويمكن أن تتكرر مرة أخرى. وينظر كل طرف إلى الآخر باعتباره العدو اللدود الذي يجب عليه هزيمته بالوسائل العسكرية. وإذا تركت المنافسة الخطيرة بينهما دون رادع، فإنها ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وقد تؤدي في النهاية إلى صراع يجر الولايات المتحدة إلى حرب مكلفة. ومن خلال الهجمات على الأهداف الإيرانية، توضح إسرائيل أنها تعتبر إيران المسؤولة النهائية عن الأزمة الحالية. وتظهر استعدادها وقدرتها على اغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين في أي مكان وفي أي وقت ليكون الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق رسالة قوية وحادة بأن الدولة العبرية قادرة على تنفيذ الهجمات في أي مكان. وأصبحت الهجمات الإسرائيلية في سوريا أكثر جرأة ابتداءً من أوائل عام 2022، عندما خفضت روسيا وجودها هناك للتركيز على أوكرانيا، ولم تعد تعمل كضابط يحدد أين ومتى يمكن للطائرات والطائرات بدون طيار الإسرائيلية أن تضرب. وامتنعت إيران بشكل عام عن الرد بشكل مباشر. وكانت آخر مرة انخرطت فيها إيران في سياسة انتقامية مع إسرائيل في فبراير/شباط 2018، عندما ردت إسرائيل على طائرة بدون طيار تديرها إيران دخلت مجالها الجوي (وهو اتهام نفته طهران) بضربة على مواقع إيرانية في سوريا. وأعقب ذلك مناوشة أسقطت فيها القوات السورية طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز "اف 16". وتجنبت إيران منذ ذلك الحين المواجهة المباشرة لصالح ما تسميه "الصبر الاستراتيجي"، مع التركيز على بناء قدراتها العسكرية في سوريا والامتناع عن الإجراءات التي قد تؤدي إلى التصعيد مع إسرائيل. ولكن عندما هاجمت إسرائيل قنصليتها، غيرت إيران استراتيجيتها. وفسرت هذه الخطوة على أنها استفزاز كبير يتطلب ردا مباشرا. ولم يجد قادة إيران سبباً كافياً لافتراض أن إسرائيل لن تلجأ إلى المزيد من التصعيد ــ ليس فقط في سوريا، بل وأيضاً في لبنان وحتى في إيران ــ إذا فشلوا في استعادة الردع. ومع ذلك، كان حجم رد الفعل الإيراني مفاجئًا ومثيرًا للقلق. وقد أعلنت طهران عن نواياها، وأبلغت الولايات المتحدة بردها المخطط له من خلال وسطاء أوروبيين وعرب. وبعد ذلك، ومن خلال إطلاق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل، أوضحت إيران أنها لن تمارس الصبر الاستراتيجي بعد الآن، وأنها سترد من الآن فصاعدا عندما تتعرض للهجوم. وصدت إسرائيل معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية بمساعدة الأردن والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومن المرجح أن طهران توقعت مثل هذه النتيجة. ولم تكن نية إيران إثارة الحرب، بل فقط إظهار استعدادها لمهاجمة إسرائيل. ومع ذلك، ردت إسرائيل بشن هجوم صاروخي على قاعدة جوية عسكرية رئيسية في وسط إيران. ويبدو أن تلك الضربة أنهت هذه الجولة من الهجمات المتبادلة، لكنها أكدت أيضًا أن القواعد التي أرشدت حرب الظل بين إيران وإسرائيل لسنوات لم تعد قابلة للتطبيق. والآن، فإن أي هجوم من أي من الجانبين سوف يستدعي رداً مباشراً من الجانب الآخر، مما يثير شبح حرب أكبر. وتريد واشنطن وحلفاؤها تجنب مثل هذا التصعيد، وطهران تعرف ذلك. فبعد الهجوم على القنصلية في دمشق، تحركت الولايات المتحدة وشركاؤها في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط بسرعة لمنع الأزمة من التصاعد إلى حرب. وأكدت الولايات المتحدة لإيران أنها لا تعلم بخطط إسرائيل للضربة مقدماً، ثم أشارت إلى مخاوفها بشأن مخاطر حرب أكبر سواء في البيانات العامة أو عبر وسطاء.
مشاركة :