وقال المتحدث باسم الشرطة في ولاية غور عبد الرحمن بدري "أودت الفيضانات الجمعة بخمسين شخصا من سكان ولاية غور، ولا يزال آخرون مفقودين". وأشار الى أن الفيضانات دمّرت ألفي مسكن وألحقت أضراراً بآلاف غيرها. وأضاف "أدت هذه الفيضانات الرهيبة الى نفوق آلاف من رؤوس الماشية... دمّرت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية ومئات الجسور والقنوات، وقضت على آلاف من الأشجار". وأدى ذلك الى إغلاق العديد من الطرق المؤدية الى الولاية وفي داخلها. وقال المسؤول عن إدارة الكوارث في الولاية أبو عبيد الله إن الوضع فيها بلغ مستوى "الطوارئ"، مشيرا الى أن الفيضانات شملت العديد من مناطق الولاية بما فيها عاصمتها جغجران حيث "غمر الطين الشوارع". وأضاف لوكالة فرانس برس أن الوضع "مثير فعلاً للقلق"، مؤكداً أن المتضررين من الفيضانات هم في حاجة الى المأوى والغذاء والمياه. أمطار أكثر من المعتاد وهذه الفيضانات هي الأحدث في سلسلة من الكوارث المناخية التي ضربت أفغانستان في الأسابيع الماضية. ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم الأسبوع الماضي جراء فيضانات مدمّرة أصابت على وجه الخصوص ولاية بغلان، بحسب برنامج الأغذية العالمي ومسؤولين في حكومة حركة طالبان الممسكة بالسلطة. وأشارت الأمم المتحدة والسلطات المحلية الى أن انقطاع الطرق جراء الطين والوحول أعاق جهود الانقاذ، وحذّرتا من أن الحصيلة قد ترتفع. وقال الخبير في إدارة الموارد المائية محمد عاصم ميار إن أفغانستان "المعرضة بشكل استثنائي لأضرار الفيضانات" شهدت كمية متساقطات تفوق المعتاد خلال فصل الربيع الحالي. وأوضحت السلطات أن الفيضانات المباغتة وغيرها من الفيضانات، أدت الى مقتل نحو 100 شخص في عشر ولايات أفغانية بين منتصف نيسان/أبريل ومطلع أيار/مايو. كما غمرت المياه مساحات زراعية مترامية في بلد يعتمد 80% من سكانه البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة على هذا القطاع لتوفير معيشتهم. وشهدت أفغانستان شتاء جافا نسبيا وتعاني من اضطرابات مناخية. ويؤكد خبراء أنّ البلد الذي عانى من النزاعات خلال أربعة عقود، هو من بين أفقر البلدان في العالم وأقلها استعداداً لمواجهة عواقب تغيّر المناخ. وفي حين يعتمد ملايين الأفغان على المساعدات الغذائية، تنطوي مسألة إعادة الإعمار في البلاد على تحديات كبرى. إذ بعد ستة أشهر ونيّف على زلازل ضربت غرب البلاد لا تزال آلاف العائلات بانتظار منازل بديلة ومدارس وبنى تحتية.
مشاركة :