كتب - عبدالحميد غانم : شهدت الراية تدشين أول مصنع محلي لتصنيع البيوت المحمية المبردة المستخدمة في الزراعة على مساحة 2000 متر مربع بتكلفة بلغت 30 مليون ريال تقريباً. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 50 ألف متر مربع شهرياً أي 600 ألف متر مربع سنوياً من البيوت المحمية الكاملة وشبه المغلقة لإنتاج 50 طناً يومياً من الخضار والفاكهة. وأكد رجل الأعمال أحمد الخلف صاحب المصنع لـ الراية أن المصنع يأتي ضمن مشروع المزرعة النموذجية المتكاملة التي أقامها على مساحة 500 ألف مترمربع لإنتاج الخضار والفاكهة وتوطين التقنية الزراعية لرفع معدلات الإنتاج وتعزيز الاكتفاء الذاتي باستثمارات وصلت حتى الآن 200 مليون ريال لافتاً إلى أنه من المتوقع ضخ 300 مليون ريال أخرى خلال الفترة المقبلة خاصة أننا في انتظار استلام أرض أخرى بنفس المساحة لتوسعة المزرعة لتصل إلى مليون متر مربع. وأشار إلى أن المصنع تكلف 30 ألف ريال تقريباً لتوطين تقنية البيوت المحمية المبردة، لافتاً إلى أن المصنع هو الأول من نوعه في العالم وليس بالمنطقة فقط لأن تقنية تبريد البيوت المحمية غير موجودة بالعالم أساساً وتوجد فقط تقنية التبريد بالمياه وهي تقنية قديمة. وقال : الجديد الذي طورناه وقمنا بتوطينه هو تبريد البيوت المحمية طوال السنة وأخذنا ذلك النموذج وقمنا بتجارب عدة ليتوافق مع مناخ قطر الذي يتميز كونه حاراً رطباً في نفس الوقت. وأوضح أن إقامة بيوت محمية في مثل هذا المناخ صعباً سواء بالبيوت الزجاجية أوالبلاستسكية أو المختلطة لأن البيوت المحمية في العالم اخترعت لتجذب الحرارة، أما الذي قمنا به هو العكس بأن تجذب تلك البيوت البرودة للزراعة لتجنبها حرارة الجو الشديدة. وأضاف: لدينا موسمين في العام الصيف والربيع، ولا يوجد لدينا شتاء بالمعنى المتعارف عليه كما هو الحال مثلاً في أوربا أو الأردن أولبنان، فالحرارة لدينا لاتهبط عن 15 درجة ليلاً خلال الشتاء. تتيح استخدام أسمدة عضوية بدلاً من الكيماوية التقنية الجديدة توفر 90% من مياه الري حول كيفية عمل تقنية عمل البيوت المحمية المبردة يقول رجل الأعمال أحمد الخلف: الربيع لدينا 4 أشهر والصيف 8 أشهر مابين حار وشديد الحرارة وفي الطقس الحار يمكننا استخدام تقنية المياه المبردة، ولكن لكي تستطيع تبريد البيت المحمي في درجة حرارة عالية خاصة الشهور 7 و8 و9 وجزء من شهر 10 في درجة رطوبة عالية فهذا يحتاج إلى تقنية تبريد التكييف وهو مكلف جداً في ظل بيوت كبيرة وواسعة تصل إلى 20 ألف متر،وفي نفس الوقت هذه البيوت بالأساس جاذبة للحرارة نظراً لشفافيتها وعدم وجود عوازل لعزل الحرارة عنها، ولذلك قمنا بتطوير هذه التقنية من خلال التجارب التي قمنا بها خلال الـ 4 سنوات الماضية ووصلنا إلى نتائج جيدة. وأشار إلى أنهم خرجوا من تلك التجارب بـ 4 أنواع من التقنية المبردة وهي التكييف بالمياه، والتبريد من خلال الضباب، وتبريد المياه وضخها من خلال الثقوب وفي هذه الحالة المياه هنا تنزل إلى داخل البيوت المحمية المزروعة على شكل ضباب لتبريد الجو وهي تستخدم في حال هبوط درجات الرطوبة حتى تستطيع زيادة الرطوبة التي تحتاجها الزراعات، وأخيراً قمنا بعمل غطاء خارجي لتخفيف الحرارة على البيوت المحمية من الخارج من خلال نظام رزازالمياه للتبريد مابين الطبقتين العليا والبلاستيكية. وأضاف: أدخلنا أنظمة كثيرة في حركة الهواء إلى البيوت وسحب الهواء الساخن من داخلها، واكتشفنا أن هناك مجال ليس فقط لاستخدام تلك التقنية في زراعة الخضار وإنما أيضاً زراعة الفاكهة. وقال: هذه التقنية تناسب نظام الزراعة المائية بالتقطير التي نستخدمها في مزرعتنا لأن من مميزاتها أنها توفر نسبة 90% من كميات المياه المستخدمة، إضافة إلى استخدام أسمدة عضوية بدلاً من الكيماوية، والتحكم في حماية النبات من الحشرات الضارة. دعم المزارع النموذجية يعزز الأمن الغذائي حول دور التقنية الحديثة في الأمن الغذائي يقول الخلف: نحاول توفير عوامل الزراعة من خلال صناعة هذه التقنية باستغلال أصغر مساحة ممكنة للسيطرة على الحرارة وتوفير الطاقة واستخدام أقل كمية ممكنة من المياه وتوفير المناخ المناسب وكذلك التربة المناسبة لأن الزراعة المائية لا تحتاج إلى تربة ولكن التربة التي نستخدمها طبيعية بكميات صغيرة جداً، ولذلك الأمن الغذائي ينقسم إلى قسمين استيراد ما لم نستطع تصنيعه محلياً، وتطبيق نظام زراعي محلي كما نفعل الآن وهذا يعطيك أمن غذائي وإنتاج دائم. وأضاف: تكلفة تلك المزارع كبيرة جداً، ولذلك يجب أن تدعم الدولة تلك المزارع بتوصيل البنية التحتية لها وكذلك التشريعات لأن هذا النموذج المتكامل لايطبق فقط على الزراعة وإنما أيضاً على الألبان وتسمين العجول واللحوم الحمراء والأسماك والدواجن. عبر 10 مزارع نموذجية.. الخلف: قادرون على تحقيق الاكتفاء الذاتي يشير رجل الأعمال أحمد الخلف إلى أن استهلاك قطر من الخضار 600 طن يومياً ومن الفاكهة 1000 طن يومياً تقريباً، وبالتالي نحن بحاجة إلى 6 ملايين متر مربع لإنتاج الخضار و10 ملايين متر مربع لإنتاج الفاكهة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي. وقال: إذا استطعنا تطبيق هذه التقنية بإمكاننا إنتاج خضار وفاكهة طوال السنة، ولو طبقنا هذا نموذج البيوت المحمية المبردة على 10 مزارع نموذجية فقط مساحة كل واحدة مليون متر مربع يخصص ثلثي المساحة للخضار والثلث للفاكهة لاستغلال المساحات مابين البيوت المحمية أي المفتوحة للاستفادة من المياه الزائدة من الخضار وكذلك استغلال الهواء البارد الخارج من البيوت الخضار في زراعة الفاكهة نستطيع بهذه الطريقة ليس فقط الاكتفاء الذاتي من الخضار والفاكهة وإنما التصدير أيضاً.
مشاركة :