أوروبا تنتظر ضوءاً أخضر ليبياً للتدخّل

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى العاصمة الليبية طرابلس أمس، في زيارة تهدف إلى إعطاء زخم جديد لحكومة الوفاق الوطني قبل يومين من تصويت البرلمان على منحها الثقة، واجتماع وزاري أوروبي، لبحث إرسال عناصر أمنية إلى ليبيا، للمساعدة في تحقيق الاستقرار حال طلبت الحكومة الليبية الجديدة ذلك، حيث أكد الوزيران أنهما بانتظار الطلب من الحكومة الليبية. ووصل آيرولت وشتاينماير على متن طائرة فرنسية إلى مطار معيتيقة في شرقي العاصمة، وسط حراسة أمنية مشددة من قبل عناصر أمن ليبيين وأجانب. لقاء والتقى الوزيران أعضاء حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج في مقرها المؤقت في قاعدة طرابلس البحرية القريبة من المطار. وقال آيرولت للصحافيين عقب الاجتماعات ان زيارته لطرابلس برفقة نظيره الالماني رسالة دعم الى حكومة السراج، داعيا الليبيين الى الالتفاف حول هذه الحكومة. وأضاف ان الاولوية في ما يتصل بمساعدة هذه الحكومة عسكريا يتعلق بتدريب قوات الشرطة والقوات العسكرية، وهو ما تطلبه الحكومة، موضحا ان حكومة السراج ترغب في اعداد القوات العسكرية بغرض مواجهة الارهابيين تحديدا. وذكر شتاينماير من جهته ان تنفيذ هذا الامر يحتاج الى طلب رسمي من الحكومة وهو ما لم يحصل بعد. فلنر ما الذي سيطلبه رئيس الحكومة السراج من الاوروبيين الاثنين. وقال وزير الخارجية الألماني في تصريحات قبيل وصوله إلى طرابلس: نريد أن نساعد على تحقيق ما يتطلع إليه الليبيون وهو الحياة الطبيعية الآمنة والسلام، والمرتبطان بالجو السياسي التوافقي. وفي باريس، قالت مصادر دبلوماسية إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طرابلس تأتي في السياق ذاته لزيارة (الرئيس الفرنسي) فرنسوا هولاند (اليوم) الأحد إلى مصر، الدولة المنخرطة في الأزمة الليبية. وأوضحت المصادر أن آيرولت يعتقد أن على الأوروبيين الاستعداد للتحرك والعمل معاً، مضيفة، إن فرنسا كانت من أولى الدول التي دعمت السراج، وقد حان الوقت لإعطاء زخم جديد لهذا الدعم. وجاءت الزيارة قبيل جلسة مرتقبة للبرلمان المعترف به دولياً، من المفترض أن تشهد عملية تصويت على منح الثقة للحكومة، على أن تكون منقولة على الهواء، بحسب ما أفاد نائبان. وتبدي فرنسا ومعها دول الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لليبيا قلقها من سعي تنظيم داعش إلى التمدد في هذا البلد، بعد سيطرته على مدينة سرت وهجومه على موانئ النفط الرئيسة في شرقي البلاد. كما تتطلع دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها إيطاليا إلى تفعيل عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من ليبيا. كما جاءت زيارة الوزيرين الأوروبيين إلى طرابلس قبل الاجتماع السنوي لوزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين في لوكسمبورغ غداً الاثنين، الذي من المتوقع أن يتطرق إلى الوضع في ليبيا. وقالت مصادر أوروبية إن الوزراء الأوروبيين سيبحثون الوضع في ليبيا مع السراج عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. ومن المقرر أن يحضر الوزراء مأدبة عشاء خاصة في لوكسمبورج يتوقع أن يتفقوا خلالها على بحث إرسال بعثات تدريب للشرطة وقوات حرس الحدود في ليبيا. وقال دبلوماسيون، إن مناقشات مفصلة ما زالت تجري مع الحكومة الليبية الجديدة لمعرفة نوع المساعدة، التي تحتاج إليها من الاتحاد الأوروبي مع حرص الاتحاد على تجنب أي انطباع بأنه يدخل البلد دون دعوة. وقال الخبير في الشؤون الليبية في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتييا توالدو إن توقيت زيارة آيرولت وشتاينماير مقصود ومرتبط بتصويت البرلمان والاجتماع الأوروبي. وأضاف أن الوزيرين يريدان التأكد مما إذا كانت حكومة السراج ترحب بالخطط الأوروبية التي ستتم مناقشتها الاثنين. عرض أطلسي قال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الكسندر فيرشبو، إن الحلف مستعد لمساعدة الحكومة الليبية الجديدة في بناء مؤسساتها الأمنية إذا طلبت ذلك. وجاء في مسودة بيان أن من المتوقع أن يدرس الاتحاد الأوروبي إرسال أفراد أمن إلى ليبيا للمساعدة في إرساء الاستقرار، وقال فيرشبو، إن الحلف قد يلعب أيضاً دوراً في هذا المجال. وأضاف في مؤتمر أمني في براتسلافا، إن إحراز تقدم نحو دعم حكومة الوحدة الوطنية أمر مشجع، ونحن مستعدون لمساعدة الحكومة إذا طلبت ذلك.

مشاركة :