تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي تغطيها مساحات صحراوية والتي توجد بها حياة فطرية الكثير لم يعلم عنها إلا قبل عدة سنوات. الصحاري في المملكة متنوعة في نوعية رمالها وألوانها وما تحتوي عليه لتشمل حيوانات زاحفة وحشرات ذات حساسية كبيرة لأي نوع من التغيرات. ومع تطور المواصلات وأجهزة تحديد الجهات والمواقع بدأ الكثير يشق طريقه للصحراء بسهولة ويسر. ففي الماضي كنا نرى جهات محددة ومعروفة سلفا بتواجدها في وسط الصحراء. كنا نرى شركات التنقيب عن النفط أو جماعات قليلة تعيش أياما طويلة في الصحراء. ولكن للأسف الشديد رأينا في السنوات القليلة الماضية أشبه ما يكون بالغزو للصحراء على مدار العام لتشهد الصحاري تدميرا لدورة الحياة فيها. فالبيئة الطبيعية للصحراء معقدة أكثر مما يعرفه الكثير. فكل ما في الصحراء سواء أكانت شجيرة أم زاحفا فالكل يعتمد في حياته على الآخر والبيئة الصحراوية حساسة للغاية بسبب طبيعة نقص المياه والحرارة في الصيف والبرودة في الشتاء. وفي وقتنا الحالي لا يمر أسبوع إلا ونرى فيه مناظر جائرة على الطبيعة. فمن مناظر وصور فيها الكثير من صور الضبان إلى صور يقوم فيها مواطن بالاستيلاء على جحور حيوانات جارحة إلى التعدي على الشجيرات التي يحتاج بعضها إلى سنين لتنمو بعض سنتيمترات. وبهذه الطريقة نقضي على جمال الصحراء وهوائها النقي ونقضي على حياة فطرية احتاجت إلى آلاف السنين لتنمو وتتأقلم مع الطبيعة الصحراوية. وتلك الحيوانات والزواحف يكون أحد مهامها تنظيف الصحراء وتهيئة الأرض للعيش. ومع ذلك لم يكتف المواطن بالصيد الجائر أو التقطيع الجائر للشجر، بل إنه شوه الصحراء بكل ما يرميه من مخلفات يغلب على أكثرها البلاستيك. وهذه مواد لا تتحلل لمئات السنين. وأكثر من ذلك هو أن أي حيوانات برية أو زواحف عندما تقوم بأكلها فإنها تموت وببطء شديد بحيث إنها لا تستطيع التكاثر ومع الوقت تختفي. وهنا تكمن المشكلة. فعند اختفاء نوع معين من الحيوانات أو الزواحف من الصحراء يترتب عليه موت واختفاء نوع آخر من الزواحف والحيوانات. وفي وقتنا الحالي بدلا من استغلال جمال الصحراء والتمتع بنقاء الجو فيها بدأ الكثير يلاحظ التغير في رائحة الصحراء ويلاحظ اختلاط الرمال مع مواد كيماوية متمثلة في مواد بلاستيكية مضرة. وأكثر ما يحير الكثير هو أن ما تحتويه الصحاري في المملكة من صيد مثل الضبان أو بعض الزواحف ليس من المغريات أو الضروريات الغذائية في الوقت الحالي. وفي الماضي كان ما يتم اصطياده يمثل بالفعل حاجة ماسة كنوع من الغذاء في ظل عدم وجود البديل. ولكننا في الوقت الحالي نرى الصيد بأنواعه فقط للتسلية والتفاخر في وقت لو استمر فيه هذا التعامل الجائر مع الصحراء فلن يكون هناك أي حيوان بري أو حيوان أليف أو أي نوع من الزواحف وستصبح صحارينا قاحلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
مشاركة :