5 اتجاهات لاستخدام التكنولوجيا للنهوض بعملية التعليم

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هل تؤدي فوضى التكنولوجيا إلى توسيع أو إغلاق فجوة المهارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ عنوان ورقة البحث التي ناقشتها ميساء جلبوط، الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وقد كتبتها بصفتها زميل غير مقيم في مركز التعليم العالمي، وتمحورت حول إمكانية أن تساعد تكنولوجيا التعليم في إعداد الشباب العربي للتأقلم مع متغيرات طبيعة الأعمال، واكتساب المهارة في القرن الحادي والعشرين. وقد تم نشر ورقة البحث هذه من قبل معهد بروكينغز المروموق للأبحاث، باعتبارها ورقة بحث مستقلة. وجاء في ورقة البحث أن ما يعيشه الشباب العربي اليوم بسبب الصراعات التي تشهدها المنطقة مثير للقلق بشكل كبير، فهناك جيل من السوريين والعراقيين والليبيين والسودانيين واليمنيين من دون تعليم، وقد فقدوا مستقبلهم بسبب الصراعات المستعصية، علماً بأن الشباب العربي يشكلون ديموغرافيا كبيرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، وبدل من أن يُنظر إلى هذا الكم من الشباب على أنه نعمة في المنطقة، ينظر إليهم على أنهم عبء، وقليل من القادة أدركوا أنه لا يمكن معالجة الحرمان أو اقتلاع التطرف من غير تهيئة الفرص وغرس بذور الأمل لدى الشباب. كما أشارت إلى إحراز تقدم مهم في مجال التعليم في العالم العربي خلال السنوات الخمس عشرة الماضية؛ حيث ازداد معدل فرص الحصول على التعليم الابتدائي بنسبة 10%، وتعليم فئة الشباب ومحو أمية الكبار بنسبة 22%، إلى جانب تحقيق قدر أكبر من المساواة بين الجنسين في التعليم الابتدائي في العديد من البلدان. واوضحت ميساء جلبوط إلى أنه بالرغم من أهمية هذه المكاسب، إلا أنها لم تكن كافية لتحقيق مخرجات التعلم المرجوّة والمهارات التي يتطلبها سوق العمل، وقد سجّل مقياس التعلم في العالم العربي (بروكينغز 2014) أن 50% من الأطفال في المدارس ليس لديهم المعايير الأساسية في تحقيق الكفاءة الدولية في القراءة والكتابة والحساب، وفي الوقت نفسه يعتقد أرباب العمل في القطاع الخاص في المنطقة بأن تدني نوعية التعليم هو السبب في عدم تطابق المهارات مما يشكل عائقاً أمام النمو الاقتصادي (منظمة العمل الدولية 2015). وقد حددت ورقة العمل نقاطاً تدعو إلى التفاؤل يتم البناء عليه، فهناك في كل بلد من منطقة الشرق الأوسط يسعى الشباب العربي ورجال الأعمال والناشطين من المجتمع المدني، وغيرهم إلى إحداث تغيير إيجابي لكل من الشباب ومجتمعاتهم المحلية من خلال المبادرات التعليمية المبتكرة، وقد ساعدت بعض الحكومات أيضاً في تحقيق تقدم مهم لشبابها، حيث نشهد في الوقت الحاضر تخريج المزيد من الشباب من المدارس والبرامج الثانوية والجامعية (البنك الدولي 2015). وفي بعض البلدان سبقت الشابات الشبان في تحصيلهم التعليمي ومعدلات إتمام المراحل التعليمية (اليونسكو 2015)، والعديد من الدول خاصة دول مجلس التعاون الخليجي ملتزمة بإصلاح التعليم، وبالتالي هي تبذل استثمارات كبيرة لتطوير نظمها التعليمية. وجاء في ورقة البحث بأن عدداً متزايداً من القادة في العالم العربي بدؤوا يدركون بأن الإصلاح التدريجي للتعليم ليس كافياً، فقد أثر التطورالسريع لتكنولوجيا المعلومات في عصر المعلومات، وخلق عالماً من الأعمال يختلف جذرياً عما كانت المنطقة تعدُّ شبابها له (كاستيلز 2011)، وتبرز ورقة العمل الاتجاهات الخمسة الأساسية التي تشير إلى وجود فرصة كبيرة للعالم العربي في استخدام التكنولوجيا المتطورة في صناعة التقدم التعليمي. الاتجاهات الخمسة إن ضمان حياة أطول يتطلب جيلاً من الشباب يخطط لسنوات أكثر من العمل، وبالتالي هذا يتطلب منهم أن يصبحوا متعلمين على مدى الحياة و مطلعين على تطور التكنولوجيا، وأن يكونوا منفتحين وشفافين ومنضبطين، كما أشارت ورقة البحث إلى أن الأتمتة التي طرأت على الأعمال وضعت حداً للوظائف التقليدية مما خلق الحاجة إلى تطوير فرص العمل لذوي المهارات العالية، وتعزيز المهارات التنفيذية مثل طرق التواصل وحل المشكلات، وقد أدى الانتشار الواسع الذي شهده مجال تحليل البيانات إلى ارتفاع الطلب على ترتيب المهارات التحليلية العليا والطرق المتقدمة لمحو الأمية الرقمية، إلى جانب تعزيز نقاط القوة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وبرمجة الكمبيوتر. ومن ضمن الاتجاهات الخمسة أيضاً أشارت ورقة البحث إلى أن ظهور أشكال جديدة من وسائل ومنصات الإعلام أدى إلى تغيير لطبيعة التعلم، وإلى تغيير في فهمنا لكيفية تعلم الأطفال من خلال ألعاب الحاسوب والرسوم المتحركة، وغيرها من أنواع الشبكات الافتراضية التي تتطلب شكلاً جديداً من التعليم وتشجيع نماذج جديدة للتعاون والتواصل.

مشاركة :