الرياض 10 رجب 1437 هـ الموافق 17 ابريل 2016 م واس عقد أصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسئولين عن الأوقاف بدول مجلس التعاون اجتماعهم الثالث، اليوم، برئاسة معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومشاركة معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية , وذلك بمقر أمانة مجلس التعاون بالرياض. وأكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في كلمة ألقاها بداية الاجتماع أن التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية كبيرة جداً ومثلها التحديات التي يواجهها الإسلام ذاته، مشدداً على أن المسلمين اليوم أمام تحدٍ لم يسبق للأمة أن واجهت مثله في تشويه ديننا الحنيف، بأن يكون تهديده قادماً ونابعاً من داخل لحمته، وهذا نتج عن تشويه كبير لهذا الدين في حقائقه العقائدية، وفي حقائقه التشريعية وفي جماله ، وسلوك وأخلاق أهله . وأوضح أن الأمر يتطلب من الجميع الكثير في الدفاع عن الإسلام أولاً، والتوجه في البناء الداخلي للإنسان المسلم في مساجدنا، وفيما نمارسه من برامج في الدعوة والإرشاد، وفي التأليف، وفي أنشطة وزاراتنا وجهاتنا ودعاتنا عبر الإنترنت وعبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، بأن نكون متسمين بما أمرنا به الله ــــ جل وعلا ــــ في كتابه ومدح أهله أنهم تحلو بالعقيدة والإيمان وهم ذووا الألباب وذووا العقول فإعمال العقل وإرشاد العقل وتصحيح العقل الإسلامي، وإعادة بناء العقل الإسلامي في مداركه بمعرفته للفرق ما بين الفاضل والأفضل وما بين السيئ، والأسوأ، وما بين الأولويات وما بين أنواع الفقه فقه القوة والضعف فقه المآلات التي تغيب اليوم عن كثير ممن يمارسون الدعوة الإسلامية لأن الشريعة الإسلامية هي شريعة المآلات , فالذي لا يفرق بين البداية والمآل لا يوصف بأنه مدرك مقاصد الشريعة الإسلامية، إن مقاصد الشريعة الإسلامية لا تهتم بالبداية فقط وبحسن النية وبجودة الموضوع وبحسن المحتوى لكن تهتم أيما اهتمام بالمآل الذي تؤول فيه الأمور فيما تختار منه موقف أو قول أو تشريع أو عمل أو تنظيم أو نحو ذلك. وقال معاليه: "نحن اليوم بحاجة إلى إعادة تصحيح العقل المسلم في رؤيته لأنواع الفقه هذه وإحياء فقه المقاصد ومعرفة المائلات مع أن علم المقاصد وفقه المقاصد من صنعة المجتهدين في أصول الفقه الإسلامي يبحثونها في سمات المجتهد بأنه يرعى المآلات ويرعى حال الناس في الفتوى ويرعى ما تحقق به المصالح وما تدرأ به المفاسد لكن اليوم نرى أن الكل أصبح مع الأسف مجتهداَ في كل أمر إسلامي، لذلك كان من اللوازم أن نؤكد هذه المعاني، أي معاني فقه المقاصد الإسلامية والتفريق ما بين الواجبات وما دونها وما بين الضروريات والحاجيات والتحسينات وما بين مراتب الأحكام التشريعية في هذا الصدد، فالمطالبة بأن نسعى لإعادة صياغة فهم العقل الإسلامي بالشريعة المباركة". وشدد على ضرورة الاهتمام بالبناء الداخلي للإنسان المسلم، والتركيز في ذلك على الوسطية والاعتدال والحكمة، وهي صفات ثلاث جاءت في القران الكريم: {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} وقال تعالى {ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً}، والوسطية والاعتدال والحكمة، والتربية عليها تمنع من التهور، وتمنع من التصعيد غير العقلاني للأمور واليوم نخشى انفلات المدارك عن حقائق الأمور حتى تألف أن الشريعة تختار دائما الأشد من الأقوال أو الأشد من الأحكام أو الأشد من المواقف وهذا ليس من الصواب من شيء لقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحلم الناس ولم يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، مؤكداً أن هذا يحتاج منا إلى بناء جديد لترسيخ الوسطية والاعتدال والحكمة في برامجنا، وفي خطابة المساجد ، وفي الدعوة ، وفي المحاضرات وعبر النقاشات، وفي الفتوى وما إلى ذلك. وتطرق معاليه إلى إفرازات تشويه الإسلام والتخويف منه، حيث بات يعيش المسلمون ما يسمى (الإسلام فوبيا)، كأن يستحي بعض المسلمين إظهار إسلامه، ويلاقي إحراجًا في ذلك، خصوصاً في المدارس الغربية، لدى الصغار، مشيراً إلى أن هذا الخوف من الإسلام يمنع من نشر الدعوة الإسلامية والتعريف بها، ويمنع من التواصل مع الجهات المؤثرة بالعالم، وهذا يجعلنا اليوم نحتاج إلى المزيد من مد الجسور للتعريف بالإسلام أكثر مع المؤسسات البحثية ومراكز الدراسات ومع الجامعات ومع وسائل الإعلام، فهذا التشويه لا يعالج إلا بمزيد من التواصل ومزيد من التعارف ومزيد من مد الجسور لتبيين حقيقة ما نحن عليه. // يتبع // 17:03 ت م spa.gov.sa/1490590
مشاركة :