ضحى العقيد المتقاعد حسن يحيى معافا، بحياته من أجل إنقاذ غريق في سيول وادي جميمة في صبيا أخيرا، فالرجل لم يحتمل رؤية مشهد غزارة الأمطار، وسقوط أحد الغرقى في السيل، فتحركت دواخله لإنقاذه، وأسرع لانتشاله، وحين اقترب منه، جرفتهما المياه، وعثر عليهما بعد بضع ساعات متوفيين في مكان بعيد عن موقع الحدث. وعلى رغم إن العقيد المتقاعد من مديرية جوازات جازان، يجيد السباحة، إلا أنها لم تسعفه أمام تيار السيل الجارف، فدفع حياته ثمنا لشهامته وتضحيته من أجل إنقاذ الآخرين. ويروى فهد معافا من منسوبي التأهيل الشامل في جازان تفاصيل الحادثة، مشيرا إلى أن عمه العقيد حسن معافا رحمه الله كان يتجول في قرى الساحل وأثناء هطول الأمطار الغزيرة، تدفق السيل في وادي جميمة جارفا كل ما يعترضه. وذكر أن عمه الذي يجيد السباحة لم يحتمل رؤية أحد الأشخاص يواجه الموت في بطن الوادي، فأسرع لإنقاذه واقترب منه، لكن ارتفاع منسوب المياه في الوادي جرفهما بعيدا، ولم يعثر عليهما إلا في موقع بعيد، وبعد بضع ساعات من البحث المتواصل. وأبدى فيصل المشرف التربوي في تعليم صبيا حزنه العميق لرحيل والده، مشيرا إلى أن ما يواسيه أن والده انتقل إلى رحمة الله غريقا وهو يحاول إنقاذ نفس من الموت. واعتبر فيصل أنهم برحيل والدهم فقدوا رجلا فاضلا يتمتع بالأخلاق العالية كان حريصا على تربيتهم وفق التعاليم الإسلامية وخدم الدين والوطن والقيادة، موضحا أن والده تخرج من ثانوية صامطة والتحق بالخدمة العسكرية وتخرج برتبة رقيب، وعمل في مطار الملك عبد العزيز بالرياض ثم انتقل إلى مطار الملك خالد الدولي، وكلف بالعمل في منفذ حالة عمار ثم عاد إلى مطار الملك خالد بالرياض، وبعدها ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على شهادة البكالوريوس وهو برتبة رئيس رقباء، وحين عاد للوطن ترقى إلى رتبة ملازم أول وكلف بالعمل في جازان ثم كلف باستلام منفذ الطوال، بعد ذلك عمل مساعدا لمدير الجوازات لشؤون العمليات، وبلغ رتبة عقيد حتى تقاعد.
مشاركة :