تزايدت الأعمال العدائية ضد المسلمين في الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة، بشكل بات يقلق المسؤولين في هذا البلد. وقد سجلت عشرات الحوادث ضد المسلمين والمساجد والمدارس الإسلامية في عدد من الولايات، منذ منتصف نوفمبر الماضي. وكان مسجد ميردن في ولاية كونتكت هدفاً لقناصة مجهولين، فيما تعرض المركز الإسلامي في فلوغرفيل بولاية تكساس للتخريب، كما ترك مهاجمون عبارات مسيئة على جدران مركز أوماها في ولاية نبراسكا، وهددوا رواد المركز وتوعدوهم بالمزيد. ونظراً للتهديدات الأمنية التي سجلتها 11 ولاية أميركية، أطلقت السلطات حملة توعية في المناطق المعنية، ونظمت لقاءات لجمع مختلف أطياف الشعب الأميركي وتبادل وجهات النظر. في غضون ذلك دعت وزيرة العدل الأميركية، لوريتا لينتش، إلى وقف العنف ضد الأقليات في الولايات المتحدة، بمن في ذلك المسلمون والعرب والسيخ والأميركيون المنحدرون من أصول آسيوية، حيث اشتدت الموجة عقب هجمات باريس وبروكسل. وأوضحت المسؤولة أنه لا وجود لعدم التسامح في بلادنا. * يقول المسؤول في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، إبراهيم هوبر أعتقد أن كراهية المسلمين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، موضحاً وهذا يعطي الشرعية للمشاعر المعادية للإسلام. ويتهم هوبر السياسيين في بلاده بتأجيج هذا التوجه لدى شريحة من الأميركيين. وتلاحق الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي حالياً 60 متهماً باعتداءات ضد الأقليات. وقد اعترف رجل أميركي أبيض باستخدام بندقية هجومية ضد مسجد كونتكت، في حين لم يتردد آخر بالاعتراف أمام القاضي بأنه أطلق النار على المصلين في مسجدين يرتادهما العشرات من المصلين. وتقول وزارة العدل إنها سجلت نحو 1000 قضية لأحداث عنف ضد الأقليات منذ الـ11 من سبتمبر 2011. وبلغت أعمال تخريب المساجد والتهديدات ضد المسلمين مستويات غير مسبوقة في الولايات المتحدة، بعد هجمات باريس، بتحريض من اليمين في خضم حملة انتخابات رئاسية احتدم فيها التنافس بين المرشحين. ويؤكد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أن هذا حدث في فترة قصيرة جداً وهذا ما يجعله غير مسبوق. ومنذ الـ13 من نوفمبر الماضي، سجل المجلس وقوع عشرات الحوادث المعادية للمسلمين، منها إطلاق نار على المساجد وتخريب مراكز إسلامية، وغيرها من الاعتداءات. وقد سجلت ولاية تكساس ستة اعتداءات، واضطرت المدارس التابعة للمساجد في الولاية لتعليق الدروس ومراجعة إجراءاتها الأمنية، عقب الحوادث. ويقول المسؤول في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، إبراهيم هوبر، أعتقد أن كراهية المسلمين وصلت إلى مستوى غير مسبوق، موضحاً هذا يعطي الشرعية للمشاعر المعادية للإسلام. ويتهم هوبر السياسيين في بلاده بتأجيج هذا التوجه لدى شريحة من الأميركيين. أما مدير مركز جمايكا الإسلامي في منطقة كوينز بنيويورك، شامسي علي، فيرى أن هجمات باريس كان لها تأثير سلبي للغاية في مسلمي أميركا. ويأتي ذلك في وقت عمل فيه السياسيون على تأجيج هذه المشاعر، فالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يفوز بترشيح حزبه للرئاسيات المقبلة، صرح أخيراً بأنه يؤيد استخدام طريقة الإيهام بالغرق (وسيلة مثيرة للجدل استخدمت خلال استجواب المشتبه فيهم في قضايا إرهابية) ضد مقاتلي تنظيم داعش. وقال ترامب، أعتقد أن هذه الطريقة تعتبر لا شيء مقارنة بما يفعله هؤلاء في حقنا. لقد توعد المرشح الجمهوري أيضاً بإغلاق المساجد، ووضع أسماء المسلمين في أميركا على قوائم المراقبة، الأمر الذي أثار انزعاج النخبة السياسية في الولايات المتحدة. وفي ذلك كتبت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على صفحتها بموقع تويتر، هذا خطاب صادم. يتعين على كل من يريد قيادة البلاد التنديد بهذا. وقارنت كلينتون هذا الوضع بألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية. ويرى الأستاذ في جامعة هارفارد، علي أساني، أن المناخ الجديد في الولايات المتحدة يدفع إلى الاستقطاب في ما بين مكونات الشعب الأميركي، هذا الوضع لا يهدد فقط العملية الديمقراطية، وإنما يهدّد أيضاً العلاقة بين الدول وشعوبها.
مشاركة :