أكد مسؤولون في القطاع الصحي أن اعتماد مجلس الوزراء، أمس، مبادرتين إحداهما لتعزيز جاذبية مهنة التمريض، والأخرى برنامج للفحص المبكر للسرطان، يأتي ترجمة لحرص القيادة الرشيدة على توفير الحياة الصحية للمواطنين، وأن هذين الأمرين هما نتاج الخلوة الوزارية التي دعا لها في نهاية العام 2013 صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. تأتي مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض تحت إشراف وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وتهدف إلى استقطاب الكوادر المواطنة على مستوى الدولة، وتعزيز الصورة الإيجابية عن مهنة التمريض، ووضع برنامج لزيادة أعداد الكوادر التمريضية المواطنة المؤهلة، والقادرة على المساهمة في تقديم رعاية صحية متميزة، وذلك بالتنسيق مع الشركاء من جهات تعليمية وهيئات صحية ومؤسسات إعلامية وثقافية، وكذلك الجهات المعنية بالتوطين وتطوير الكوادر البشرية. كما تم اعتماد برنامج الفحص الطبي المبكر للسرطان لمواطني دولة الإمارات، والذي يهدف إلى اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، وتوعية المجتمع بالوقاية من مسبباته. وسيعمل البرنامج على توفير خدمات للوقاية والعلاج بهدف خفض نسبة المصابين، إضافة إلى تشجيع البحوث والدراسات المتعلقة به، وتوفير نظام معلوماتي وإحصائي موحد لكافة المؤسسات الصحية في الدولة، وتنسيق التعاون بينها. تأهيل الكوادر وفي تعليق ثمّن عبد الرحمن العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، اعتماد مجلس الوزراء مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض، وبرنامج الفحص الطبي المبكر للسرطان لمواطني الدولة، مضيفاً أن هاتين المبادرتين تأتيان ضمن نتائج الخلوة الوزارية المختصة بالقطاع الصحي، والتي انعقدت في شهر ديسمبر عام 2013 بدعوة ودعم ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وأكد أن القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تولي موضوع التوطين وتأهيل الكوادر المواطنة للعمل في جميع المجالات، ومنها التمريض، عناية واهتمام كبيرين، ولذلك فإن المبادرة المعنية بتعزيز جاذبية دراسة التمريض والعمل بهذا المجال تسهم بشكل كبير في توفير الكفاءات المواطنة. وأشار وزير الصحة ووقاية المجتمع إلى أن قطاع التمريض يشهد شحاً في الكفاءات العاملة به ليس على مستوى دولة الإمارات فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً، ومن ثم تسعى الدولة من خلال وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى توفير وإعداد هذه الكفاءات المتميزة، منوهاً بأنها في الآونة الأخيرة تشهد نمواً ملحوظاً في أعداد المواطنين المقبلين على دراسة التمريض، نتيجة الدعم المستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أم الإمارات، والجهود الكبيرة التي تبذلها الكليات والمعاهد المتخصصة في هذا المجال بالدولة، وعلى رأسها كلية الشيخة فاطمة للعلوم الصحية. وذكر العويس أن اعتماد برنامج الفحص الطبي المبكر للسرطان، يؤكد حرص الحكومة على توفير حياة أفضل للمواطنين والمقيمين، موضحاً أن هذا الفحص المبكر من شأنه اكتشاف الإصابة بالسرطان في مراحله الأولى، ما يجعل العلاج أسهل، وفاعلية أفضل. ولفت إلى أن هاتين المبادرتين تأتيان نتيجة عمل وجهد جماعي مشترك بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئتي الصحة في أبوظبي ودبي والجهات المعنية من كليات وجامعات ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي. 5 %توطين من جانبه أفاد الدكتور يوسف السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، بأن نسبة التوطين في قطاع التمريض لا تتعدى ال 5%، وهي نسبة متدنية جداً، منوهاً بأن هذا الشح في عدد الممرضين ليس خاصاً بدولة الإمارات فحسب، بل تعانيه دول العالم أيضاً، ومن الطبيعي أن تستهدف الوزارة رفع هذه النسبة بشكل كبير، نظراً لحساسية مهنة التمريض ودورها الرئيسي في العمل الطبي. وأكد أن مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض التي انبثقت عن الخلوة الوزارية الخاصة بالقطاع الطبي، تستهدف تشجيع الطلبة المواطنين على دراسة التمريض من خلال عدة محاور من بينها ؛ توفير البيئة التعليمية الجاذبة بما تتضمنه من جوائز وحوافز متعددة لجذب الطلبة، إضافة إلى توفير المسارات الوظيفية التي تضمن للمواطن الإبداع والابتكار. وأضاف: من محاور تنفيذ مبادرة التمريض توفير التوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتنظيم الندوات وورش العمل واللقاءات المتكررة حول هذا الموضوع، وكذلك التركيز على الإرشاد الأكاديمي في المدارس والذي يقوم بدور توعية طلبة المدارس بأهمية دراسة التمريض والعمل به، وفي هذا الصدد فقد أعدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برنامج بكالوريوس لدراسة التمريض في عدد من الجامعات والكليات الوطنية بينها جامعة الشارقة وكليات التقنية العليا، وقد بلغ عدد الطلبة المنتسبين لدراسة هذا البكالوريوس في العام الدراسي الجاري 39 طالباً بمنحة دراسية من وزارة الصحة ووقاية المجتمع. وأشار إلى أنه من بين محاور تفعيل مبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض، توفير منح للممرضات الحاصلات على دبلوم لدراسة بكالوريوس التمريض، ووصل عددهن في العام الدراسي الجاري 17 ممرضة، إضافة إلى أن الوزارة تسهل وتشجع الممرضين على استكمال دراسة الماجستير. طموحات المواطنين أشاد محمد أحمد اليماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي، رئيس لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية، بمبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض، وبرنامج الفحص المبكر للسرطان، مضيفاً: هذان الموضوعان كانا من بين الموضوعات التي سلطت اللجنة عليها الضوء، وكانا من بين مطالباتها الرئيسية، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سبقنا إلى اعتمادهما قبل أن نوصي بهما بشكل رسمي، فدأب قيادتنا الرشيدة أن تحقق آمال وطموحات المواطنين قبل المطالبة بها. وتابع: نحن رئيس وأعضاء لجنة الشؤون الصحية بالمجلس الوطني الاتحادي نتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على ما يولونه من اهتمام خاص ومستمر لصحة المواطن، وطرح المبادرات التي من شأنها أن توفر الحياة الصحية لأفراد المجتمع. ولفت اليماحي إلى أن اللجنة ناقشت في وقت سابق مع وزير الصحة ووقاية المجتمع موضوع توفير مراكز متخصصة للكشف المبكر عن السرطان، والأبحاث حول المرض، كما أعددت اللجنة دراسة حول حاجة المجتمع الإماراتي لهذين الأمرين، وكانت بصدد رفع توصية للحكومة بهذا الشأن. وذكر أن هذا المرض انتشر بشكل كبير في العالم، ومع أن الإمارات ليست استثناءً من ذلك، إلا أنها تعمل على توفير العلاج للمصابين سواء في الخارج أو في الداخل. وفيما يتعلق بمبادرة تعزيز جاذبية مهنة التمريض، أكد اليماحي، أن هذه المهنة تشهد نقصاً حاداً في أعداد المواطنين العاملين بها، ولذلك فإنها تحتاج إلى توفير الحوافز التي تجعل منها مهنة جاذبة للكوادر المواطنة، إضافة إلى ضرورة قيام الجهات المعنية بتوجيه الطلبة لدراسة التمريض، من خلال برامج الإرشاد الأكاديمي.
مشاركة :