فتح باب الترشيح لرئاسة الاتحاد خبر لا يمكن أن يعبر تحت لافتة «عادي» فالحديث هنا عن ثمانيني، قيمة، وقامة، وخبر رئاسته يحمل ذات ثقل تاريخه المرصع إنجازًا وأسماء رموز، وعليه فإن تراجع الاتحاد عن مكانه حيث المنافسة والتتويج يعد استثناء في مسيرة فريق يحمل سجل أوليات فريدا ومن المهم جدًا استيعاب أن رئاسته ليست لأي أحد، فقد أدّى كسر تلك القاعدة إلى وصول أشخاص إلى كرسيه الساخن ولكنهم مع التقدير لاتحاديتهم أقل من حيث الإمكانات من أن يتصدّروا مشهد المونديالي، أمرًا ونهيًا. وعليه.. فإنّ ما يطلبه الاتحاد في قادم مرشح رئاسته أن يكون «مالي» مركزه ماديًا ومعنويًا ولديه تصور مسبق لحجم ما ينتظره من تحدّ، مستوعب أن الإدارة بوعود لا تنفذ ستنتهي إلى أنظر غيره، كما أن المفاجأة بوضع الاتحاد بعد تولي رئاسته تأكيد على أن ذلك القادم لإنقاذه جاء ليزيد أموره تعقيدًا فمن «ضرب على صدره» ليقول لرئاسته: أنا لها، يفترض أنه أصبح مسؤولا عن التركة وتبعاتها! فالحديث عن الإدارات السابقة وما خلفته من التزامات هو بمثابة تنصّل من مسؤولية أصبح معها في الواجهة وهو ملزم بالتعايش مع الوضع بما يمليه عليه عشم كل تلك الأصوات التي وضعت في صندوقه. ثم في جانب مجلس أعضاء الشرف فإن مما يستغرب له أنه لم يعد لتلك المجالس ذات الصيت وما من سبب إلا لأن رئيس النادي لم يجعلهم له ظهرًا مع أن الحاجة إليهم اليوم أشد من أي وقت مضى، كما أن من أهم أسباب تراجع الاتحاد في مواسمه الأخيرة هو ظهور نغمة الشخصنة في التعاطي مع واقعه فيما يفترض أن يكون الاتحاد أولًا وكل الأشخاص في خدمة ذلك الهدف. إنّ رئاسة الاتحاد ليست مما يمكن تصنيفه بـ»جرب حظك» فإما أن تكون مقتدرًا ماديًا ومعنويًا لقيادته أو تأخذها من قاصرها وتترك المجال لمن يرى أن رئاسته تكليف وليست تشريفًا.. وفالكم اتحاد.
مشاركة :