اختطاف الإسلام وشفافية المواجهة | عبد الله منور الجميلي

  • 4/18/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر من (30 ألف مقاتل من 104 دول، بينهم 4300 أوروبي)، انضموا لـ (دَاعِـش) في سوريا والعراق، خلال العامين الماضيين، كان (17% منهم نساءً)، وقد جاء غالبية أولئك المقاتلين الأوروبيين من (فرنسا، وبلجيكا، وبريطانيا، وألمانيا)، وكانوا يسكنون مناطق حضرية في القارة الأوروبية؛ هذا ما نطق به تقرير صدر الأسبوع الماضي عن المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، ومقره مدينة (لاهاي) الهُوْلندية! تلك الأرقام والإحصائيات لابد من الوقوف عندها ودراساتها؛ ففيها التأكيد بأن (صورة الإسلام) للأسف الشديد لا تزال مختطفة من تلك (الجماعات الإرهابية)؛ وأنّ لدى دُعَاتِهَا مهارات خاصة قادرة على استقطاب الأتباع من مختلف الدول، وتحويلهم إلى قَنَابل تَقْتُل الأبرياء هنا وهناك! وتأثير (دُعَـاة الإرهاب) في مواقع التواصل الحديثة يبدو كبيرًا وخطيرًا في ظل ما يمتلكونه من إمكانات، وفي هذا السياق تبرز إحصائية تشير إلى أن (23%) من الشباب الأوروبي الذي يلتحق بـ(دَاعِـش) هم من معتنقي الإسلام (أي وُلِدُوا غيرَ مسلمين)، وهناك العديد من الحكايات أبطالها شباب أعلنوا إسلامهم عبر نافذة (تويتر)، ثم بعد أيام أكدوا منه التحاقهم بـ(داعِش)! كل تلك المعطيات فيها التأكيد بأنّ قُـوى المسلمين المؤثرة ومعظم علمائهم قد اكتفوا بترديد عبارة (الإسلام) براء من الإرهاب والتطرف الفكري (قَوليًا)، بينما تركوا الساحة (فِعْـلِيًّا) خالية اجتماعيًا وتربويًا وثقافيًا ودعويًا وإعلاميًا للجماعات الإرهابية التي استطاعت بأدواتها أن تسيطر على عقول وقلوب أتباعها ومُرِيْدِيها على اختلاف انتماءاتهم وثقافاتهم وجنسياتهم، وأنْ تَنْزِع من نفوسهم غَـريزة الحياة؛ لتصبح أجسادهم أسلحة تزرع الموت والدّمَار! نعم طوال سنوات مضت انشغلت الكثير من دول الإسلام ومنظماته وكبار مفكريه بالصِـراعات الجانبية، في الوقت الذي كان فيه (الإرهاب) يتمدّد، وتَتَسِعُ دائرة تأثيره الفكري، وعملياته العسكرية التي بدأت باستهداف الأجانب ومراكزهم وسفاراتهم، حتى وصلت لِقَـتل الأبرياء في المَسَاجِد!! وهنا صدقوني وكما ذكرت ذاتَ مقال سنظل ندور في متاهة ومأساة وليل طويل من المعاناة؛ وستبقى تلك الجماعات قادرة على تفريخ المزيد من الأتباع؛ ما بقينا أُسَارَى لِنظرية المؤامرة، وتلك التوصيات الورقيّة للمؤتمرات والندوات، وكذا تلك البيانات المكرورة التي تمارس فقط الشجب والاستنكار دون عمل على أرض الواقع!! فلن ننجح في التصدي لجموح وطموح (التطرف والإرهاب)، إلا بالانتقال لمحطة العمل الجاد الذي يقوم -بصدق وشفافية- على مراجعة الخطاب الإسلامي، وتفنيد ما تتكئ عليه دعوات فكر التطرف من شبهات وذرائع!! وصدقوني أيضًا سيظل (إسلامنا) مُخْـتطفًا مِن (داعِـش) إلا إذا تخلينا عن الصراعات الفكرية الضيقة، وتحوّلنا إلى تنفيذ خطة تصحيحية واضحة المعالم تتبناها الحكومات والمنظمات الإسلامية، ويُعزّزها العلماء المخلصون المعتدلون، تسعى للتأكيد على صورة الإسلام النقية الطاهرة المتعايشة مع الآخر؛ من خلال مختلف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، على أن تكون لغتها عصرية جاذِبَة، والمملكة العربية السعودية بمكانتها وفاعليتها ودورها المحوري إسلاميًا ودوليًا قادرة -بإذن الله- على إدارة هذا الملف بحزم ونجاح!. aaljamili@yahoo.com

مشاركة :