وادي الرمّة يتعرض لتلوث بيئي ينذر بخطر

  • 4/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد وادي الرمة في جزئه المنتهي بمنطقة القصيم حالات تلوث بيئي متنوع بعد الإحداث البشري في الآونة الأخيرة "ضخ مياه صرف صحي معالج - تحبيس – عقوم" في بعض المواقع والذي يؤثر على مستقبل الوادي وفي طبيعة مساره وبيئته الطبيعية، مما ينذر بكوارث مستقبلية نتيجة تلويث مجرى الوادي ونمو أشجار البردي وتكاثر الطحالب وضخ مياه الصرف الصحي المعالج بعمق الوادي وفيضانه بمساحات شاسعة وتشكيله بؤرا ضخمة وحاضنة لنمو البكتيريا نتيجة اتساع الرقعة ونمو أشجار البردي بكثافة عالية هناك، وانتشار البعوض بشكل لافت في أحياء شرق بريدة، وصناعة عوائق للمياه وتوجيهها في غير مسارها الطبيعي. الأستاذ المشارك بجامعة القصيم الدكتور أحمد عبدالله الدغيري، رئيس قسم الجغرافيا والمتخصص في الجيومورفولوجيا والاستشعار عن بعد أكد أن الوادي في المرحلة الحالية يشكّل أزمة بيئية حال زيادة معدلات التهطالات عن الوضع المعهود، وقال التعامل مع الوادي يجب أن يكون تعاملاً علمياً مبنياً على الشراكة بالتخطيط والدراسة مع جامعة القصيم، مؤكداً أن أغلب مشاكل وادي الرمة تكمن في عدم فهم الماضي القديم لهذا الوادي، ووادي الرمة أحد الأودية القديمة المتزنة هيدروجياً والتي أخذت ملامحها الأخيرة بأفول الفترات الرطبة وبداية الجفاف الذي عم الجزيرة العربية قبل آلاف السنين، وقال إن التعدي والعبث واللعب بالخصائص الهندسية للوادي وسهله الفيضي باستزراع الأراضي أو إقامة سواتر ترابية أو مبانٍ أو تعدّ بإقامة أحياء أمر يندى له الجبين، وأمر يدل على بزوغ نواة لكوارث بيئية قد تعاني منها منطقة القصيم. مضيفاً يجب أن يكون لولاة الأمر وقطاعات الدولة تدخل في هذا العبث، وأشار إلى أن الوادي له نمط جريان طبيعي وأي عائق بشري سيعمل على كبح جماح هذا الوادي العظيم مما يخلق إشكالات في المنابع أو الأجزاء العليا التي تسبق منطقة القصيم قد يشكل فيضانات عظيمة، وأهاب الدغيري بالمسؤولين للوقف بحزم مع كل من يتعدّى على الوادي في السهل الفيضي أو قناة الشح وهذا يحرم استخدامها. ووصف الوادي بأنه لا يوجد عرض موحد على طول قطاعه الطولي من منابعه على مشارف المدينة المنورة وحتى مصبه في نفود الثويرات، حيث ان مجرى الوادي يضيق ويتسع وفق ضوابط طبيعية وخصائص طبوغرافية لسطح الأرض، وقال مجرى وادي الرمة في شرق بريدة يتسع عرض مجرى وادي الرمة ابان الفياضانات في عام 2008م حيث وصلت أبعاد المياه في السهل الفيضي إلى 1169 متراً وأقل عرض 540 مترا أي بمتوسط 965 مترا، ولهذا فإن العبث سيشكل كارثة بيئية بالمستقبل، وعلى هذا فإننا نوصي بالمحافظة على مجرى وادي الرمة والمحافظة على خصائصه الهندسية لأنه قد يسترد الوادي مجراه الطبيعي بنفس الأبعاد والخصائص التي رسمها إبان الفترات المطرية القديمة.إبراهيم بن صالح الربدي رئيس لجنة البيئة بمجلس بلدي بريدة بعد خروجه ميدانياً مع أعضاء اللجنة ذكر أن وادي الرمة من الأودية العملاقة في الجزيرة العربية وأصبح أحد الميز الجيولوجية بالجزيرة العربية وهو شيخ الأودية، وأطلق عليه كذلك أمازون الجزيرة العربية في الفترات المطيرة، وقال لاحظنا في الفترات الأخيرة التذمر الشديد في حال وجود مناطق مأهولة ومعمّرة بالبنيان بطريق الخطأ اما في مفائض الوادي أو مجرى الوادي، وقال منطقة القصيم مازل بعض منها لم تدخل في حيز النطاق العمراني ولم يتم انشاء مبان عليها وليست في نطاق التنمية، وقال من الواجب علينا كمخططين وحماة للبيئة أن نحافظ على ماتبقّى من الوادي بعدم التمليك والتحفظ على الصكوك التي صدرت في مجاري الأودية دون مراعاة لهذا الجزء الذي يعتبر محرما نظاماً وشرعاً، وقال إن التملّك السابق للوادي لا يعني التصرّف ويجب أن يبقى مجرى الوادي للماء ولما يحمله من طمي وغيره. وقال شاهدنا عام 1429ه الجريان الطبيعي لوادي الرمة ووضع بصمة على ضفافه، وقال الواقع المحزن والمؤلم في أدنى وادي الرمة في قاع "بولان" من عمليات تحبيس وعقوم سيكون له آثار سلبية مما سيحجب جريان الماء وسيعيق عمليات الإنقاذ في حال الكوارث، وشكل خطرا على الطرق المحيطة لأنه عبارة عن خزان يجمع أكثر من 90%من مياه الوادي، وقال الأوامر السامية والتعليمات أكدت على عدم التعدي على الأودية واحترامها، وقال سنورث للأجيال القادمة كوارث قادمة، وطالب بفتح المنطقة حتى لا يتسبب إغراق المنشآت الوطنية العملاقة والمحيطة بالوادي مثل شركة كهرباء القصيم والمنطقة الصناعية ومصنع الأدوية بالقصيم وغيره. المواطن خالد بن عبدالله الزهيري أوضح أن قاع بولان هو أحد الأماكن القديمة التي تعتبر متنفساً للمتنزهين في ليالي الصيف لتميزه بالبرودة ونقطة التقاء وتواصل بين شباب بريدة والشماسية والربيعية، ويعتبر "مكشات"معروفا يتميز ببرودته فصل الصيف، وخاصة في نهاية الأسبوع. ولكن في الآونة الأخيرة بات مغلقاً بالحواجز الترابية تماماً. وأوضح أن حالات التلوث البيئي باتت تؤرق المكان نظراً لانتشار البعوض بكثافة، موصياً كافة المعنيين بإيجاد حل للتلوث البيئي بحوض وادي الرمة.

مشاركة :