بدور القاسمي: الكتب توحّدنا في نسيج إنساني متعدد الثقافات

  • 5/19/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة «كلمات»، أهمية أدب الأطفال ودوره المحوري في تعزيز وعي القراء الصغار بعواصم الكتاب العالمية، وقدرته على رسم ملامح مدن جميلة وغرس الشغف تجاه المعرفة والثقافة في داخلهم، وترسيخ محبة القراءة والمطالعة في نفوسهم، موضحة أن تعريف الأجيال الجديدة بالقضايا الثقافية الكبيرة والمهمة بشكل مبسط يرتقي بدورهم ومساهمتهم في تحقيقها في المستقبل. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان «اكتشاف العوالم: أدب الأطفال والعواصم العالمية للكتاب»، والتي استضافت الشيخة بدور القاسمي، ويوتا ليفاني، ناشرة من مؤسسة ليفاني للنشر في اليونان، وآنا روتسي، خبيرة التواصل لبرنامج عاصمة الكتاب العالمية في أثينا، اليونان، وأدارتها لامبريني كوزيلي، صحفية يونانية متخصصة في شأن الكتاب والقراءة، في جناح إمارة الشارقة ضيف شرف معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024 باليونان. مصدر إلهام تناولت الشيخة بدور القاسمي الأسباب التي دفعتها لتأليف كتابها «العاصمة العالمية للكتاب»، الصادر عن دار «كلمات» والموجه للأطفال، مشيرة إلى أن جهود الشارقة لتعزيز مركزية الكتاب في بناء المجتمعات وتسهيل وصوله لكل فرد ممتدة وطويلة ومتواصلة، والأثر الذي تركه حصولها على اللقب تجسد في عرض تجربتها الثرية على المستوى العالمي. وتحدثت الشيخة بدور القاسمي عن رحلة الشارقة نحو الحصول على لقب «العاصمة العالمية للكتاب»، مشيرة إلى أنها استغرقت عقداً من الزمان، وكانت مليئة بالعمل الدؤوب والتفاني، ولفتت إلى أن تلك الجهود تكللت بالنجاح في عام 2019، من خلال اتحاد مجموعة كبيرة من المؤسسات والأفراد في مبادرة واحدة لتحقيق هذا الإنجاز البارز، وأوضحت أن هذه التجربة الغنية دعتها إلى توثيقها في كتاب، ليس كتذكار للإنجاز فحسب، وإنما كمصدر إلهام للأجيال القادمة. نسيج إنساني واحد قالت الشيخة بدور القاسمي: «لم تزل لحظة تسلمنا اللقب من أثينا محفورة في الذاكرة، حيث شعرنا بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الإرث العظيم، وبالرغم من أن اللقب كان رمزياً، إلا أننا عملنا بلا كلل لنظل عاصمة عالمية للكتاب، حتى بعد انتهاء السنة الرسمية، وهذا ما ظهر واضحاً عندما سلمنا اللقب إلى كوالالمبور، إذ كانت لدينا الرغبة القوية في مواصلة المشاريع التي بدأناها، ومن بين هذه المشاريع، برز (بيت الحكمة) كمجتمع ومكتبة تعكس رؤيتنا للثقافة والمعرفة». وحول الدور الجوهري الذي تلعبه الكتب في ربط الثقافات والحضارات بعضها ببعض، قالت الشيخة بدور: «الكتب تجعلنا نشعر بأننا جزء من عائلة عالمية كبيرة وأننا في نسيج إنساني واحد متعدد الثقافات، وهذا ما أشعر به حين أنظر وأجد أن كتاب (العاصمة العالمية للكتاب) قد ترجم إلى 11 لغة». وأضافت: «في عالم اليوم، حيث تتنافس المنصات الإلكترونية على انتباه الأطفال، ليس من السهل جذب تركيز الصغار، وسواء كنا كتّاباً، أو ناشرين، أو رسامين، فإن مهمتنا هي الاستمرار في العمل بجد لتقديم محتوى يجذب انتباههم وينمي حبهم للقراءة». مفهوم عابر للحدود من جهتها، شاركت يوتا ليفاني مشاعرها العميقة وتجاربها الثرية في الجلسة، معبرة عن امتنانها الكبير لكلمات الشيخة بدور القاسمي، وقالت: «عندما وقعت عيناي على كتاب (العاصمة العالمية للكتاب) للمرة الأولى، شعرت بقشعريرة تسري في أوصالي، وكان ذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب»، مؤكدة أن مفهوم العواصم العالمية للكتب يتعدى حدود المدينة ليشمل الدولة بأكملها، مشيرة إلى أن أدب الأطفال يمثل نقطة ضعفها ومحور اهتمامها. وأضافت ليفاني أن ما جذب انتباهي بشكل خاص لكتاب الشيخة بدور القاسمي هو الألوان المتناغمة على غلاف الكتاب، التي ترمز إلى الأرض الأم التي شهدت مرور الملايين من البشر قبلنا، وهي رسالة فنية بليغة أراد الرسام أن يوصلها لنا بكل صدق وأمانة وجمال. وشددت ليفاني على أهمية شبكة عواصم الكتب والتعاون القائم بين العواصم المختلفة، موضحة أنها تمثل وسيلة فعّالة لتقريب الشعوب والحضارات من خلال الكتب، إذ قالت: «من خلال هذه الشبكة، نستطيع أن نبني جسور التفاهم والتواصل الثقافي فيما بيننا». كتب في كل مكان في إطار الجلسة الحوارية، شاركت آنا روتسي بتجربتها ورؤيتها، مؤكدة التأثير العميق الذي تركه لقب العاصمة العالمية للكتاب على أثينا، وقالت: «كان هناك جهد جماعي مضنٍ في أثينا للحصول على هذا اللقب المرموق»، مشيرة إلى أنه كان لزاماً على أصحاب المكتبات والمؤسسات الثقافية أن يعملوا يداً بيد، تحت شعار «كتب في كل مكان»، لضمان تسهيل وصول الكتب إلى جميع فئات المجتمع. أخبار ذات صلة سلطان بن أحمد القاسمي يشهد ختام مهرجان «صير بونعير 24» انطلاق معرض «الإمارات للمدارس والحضانات» في الشارقة علي عبيد الظاهري: مشاركتنا تجسيد لروح التواصل العالمي أعرب الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية اليونان، عن سعادته بمشاركة إمارة الشارقة كضيف شرف في معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024، مؤكداً أنها ليست مجرد تمثيل لدولة الإمارات وإمارة الشارقة في هذا الحدث الثقافي البارز فحسب، بل هي تجسيد لروح التواصل العالمي وعلاقات الصداقة التي تتميز بها دولة الإمارات مع مختلف دول العالم. وقال «نرى في حضور الإمارات والشارقة كأول دولة ومدينة عربية تُكرّم بكونها ضيف شرف على المعرض، مناسبةً مهمةً وفرصة ذهبية لتعزيز التبادل الثقافي والحوار الحضاري بين الشعوب، وهي خطوة رائدة نحو تعميق العلاقات الثنائية ورفع مستوى التفاهم المتبادل إلى آفاق جديدة». وأضاف «نتقدم بالشكر لأعلام الثقافة والأدب والفكر من الضيوف الإماراتيين المشاركين، الذين أثروا هذا الحدث بحضورهم، ومثّلوا الإمارات خير تمثيل هنا في (سالونيك)، كما نُعرب عن تقديرنا للجمهور اليوناني الذي استقبلنا بحفاوة بالغة، بما يعد شهادة على الروابط القوية التي تجمع بين بلدينا وشعبينا، ونحن نتطلع إلى مزيد من التعاون والتقارب في المستقبل». قوة وفعالية الترجمة في معرض حديثها عن أهمية القصص في تنمية الأطفال، استشهدت الشيخة بدور القاسمي بكلمات آينشتاين «إذا أردت أن يكون أطفالك أذكياء، اقرأ لهم قصصاً من وحي الخيال، وإذا أردتهم أن يكونوا أكثر ذكاءً، فاقرأ لهم المزيد من قصص من وحي الخيال». وفي ختام حديثها، سلطت الشيخة بدور الضوء على قوة الترجمة ودورها الفعّال في نقل المعارف والآداب، وكيف أنها تفتح آفاقاً جديدة للحوار والتواصل بين شعوب العالم، مشددة على إيمانها بالترجمة كجسر يربط بين الثقافات، ويسهم في توسيع مدارك الفهم والتقدير المتبادل بين الشعوب.

مشاركة :