بدأت الرياض ونيودلهي خطوات متسارعة في سبيل تعزيز التعاون الاقتصادي، من خلال إطلاق مشروعات استثمارية مشتركة في مجالات الطاقة والغاز في ظل تطلعات إلى زيادة التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، تحقيقا للاتفاقيات التي وقعت بداية الشهر الحالي بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونارندرا مودي رئيس وزراء الهند. وفي هذا السياق، أكد الدكتور حفظ الرحمن محمد، السكرتير الأول الناطق باسم السفارة الهندية في الرياض، عزم نيودلهي والرياض بدء الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، ويأتي في مقدمتها قطاعا البترول والغاز الطبيعي، مبينا أن الجانبين أطلقا لجنة وزارية للتفاوض بشكل دوري في مختلف أنواع مجالات الاستثمار. وأوضح أن وزير البترول الهندي، بحث مع نائب نظيره السعودي في الرياض مؤخرا، سبل تعزيز التعاون في إنتاج الطاقة والغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن السعودية تعد أكبر مزود لبلاده بالنفط الخام؛ حيث إن 40 في المائة من إنتاج السعودية ذهب للهند خلال عامي 2015 و2016. بما يعادل 20 في المائة من إجمالي الواردات الهندية، إضافة إلى استيراد الهند الغاز النفطي المسيل من السعودية بحجم يعادل 28 في المائة من إجمالي وارداتها منه. وذكر أن دهأرميندرا برادهان، وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي، بحث مع نائب وزير البترول السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، وذلك في 14 أبريل (نيسان) الحالي في الرياض، إضافة إلى بحث التعاون مع كل من خالد الفالح، وزير الصحة ورئيس شركة أرامكو، ورئيس سابك ثاني كبرى الشركات في العالم في مجال الصناعات البتروكيماوية. وقال حفظ الرحمن: «أتت زيارة وزير البترول الهندي، عقب زيارة رئيس الوزراء الهندي الناجحة للسعودية في الفترة بين 2 و3 أبريل (نيسان)، لتحريك ملف التعاون بدءًا من قطاعي الطاقة والغاز الطبيعي، كمفتاح لمسيرة التعاون الاستراتيجي؛ حيث تصدرت موضوعات التعاون في البتروكيماويات والتنقيب والاستكشاف وإنتاج الطاقة جدول مباحثاته مع نائب وزير البترول السعودي». ووفقا لمتحدث السفارة الهندية بالرياض، فإن وزير البترول الهندي، بحث أيضًا مع المسؤولين السعوديين، إطلاق استثمارات مشتركة في مجالات مراحل التكرير والتوزيع والمراحل التي تسبق الإنتاج، ملقيا الضوء على الفرص الجديدة المتاحة في الهند، كاشفا عن خطوات حكومية للتوسع وتسهيل ترخيص العمل في استكشاف الهيدروكربونات في الحقول الصغيرة والاستثمار فيها. وأكد أن البلدين يعولان كثيرا على ثمار ونتائج الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين بحضور خادم الحرمين ورئيس وزراء الهند، في مجالات مختلفة، كفيلة بتطوير الشراكة الاستراتيجية على نطاق واسع، من خلال اتفاقية تعاون وبرنامج مشفوع بمشروع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين. وتطرق إلى أن الاتفاقيات السعودية – الهندية، شملت برنامج تعاون لترويج الاستثمارات، وبرنامج تعاون فني في مجالات التقييس، واتفاقية تعاون عمالي في مجال توظيف العمالة العامة، وبرنامجًا تنفيذيًّا للتعاون في مجال الحرف والصناعات اليدوية بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومجلس ترويج صادرات الحرف والصناعات اليدوية الهندي، مع مشروع مذكرة تفاهم بين وحدة التحريات المالية السعودية ووحدة التحريات المالية الهندية حول التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الجرائم والإرهاب، مشيرًا إلى أن في ذلك حماية لاقتصاد البلدين من المخاطر.
مشاركة :