تواجه شركة «أكسون موبيل» الأميركية العملاقة العاملة في قطاع الطاقة اتهامات من منظمات غير حكومية تعنى بالبيئة بأنها حاولت عرقة أبحاث حول الاحترار المناخي. ومن المفارقات أن أكثر الجماعات البيئية هجوماً على الشركة هي «روكفلر فاميلي فاند» (ار اف اف) التي تأسست بفضل تبرعات جون روكفلر مؤسس شركة «ستاندارد اول» التي أصبح اسمها في ما بعد «ايسو» ثم «أكسون» ثم أخيراً «أكسون موبيل». وعقدت «ار اف اف» اجتماعاً غير معلن في كانون الثاني (يناير) الماضي ضم ناشطين في مجال البيئة بهدف التوصل الى قرار يتهم «أكسون موبيل» بأنها مؤسسة «فاسدة تقود البشرية الى الخراب المناخي»، بحسب ما جاء في وثيقة داخلية اطلعت عليها وكالة «فرانس برس». وقال مدير «ار اف اف» لي واسرمان «أردنا أن نبحث أفضل الوسائل لمواجهة السلوك الفضائحي» لشركة «أكسون موبيل». وكانت الخطة آنذاك تقضي بمهاجمة الشركة قضائياً، ومطالبة السلطات بفتح تحقيق وتقديم شكاوى امام المحاكم، اي تنفيذ خطة مشابهة لتلك التي نفذت في التسعينات ضد شركات التبغ. وجاء رد الشركة النفطية على لسان الناطق باسمها آلان جيفرز أن «هذه الحملة ترمي إلى تشويه موقفنا وهدم الشركة». وإضافة الى «ار اف اف»، تشن منظمة «350 . اورغ» غير الحكومية حملة مماثلة على «أكسون موبيل»، متهمةً إياها بأنها «تنتهك كل قانون أخلاقي»، بحسب تعبير مؤسسها بيل ماكيبن. وسبق أن تصدى هذا الناشط والخبير البيئي لمشروع انابيب «كيستون اكس ال» لنقل النفط الكندي من البرتا الى جنوب الولايات المتحدة. ويتهم معارضو شركة «أكسون موبيل» المسؤولين عنها بأنهم يملكون منذ العام 1977 معلومات تظهر أن الطاقة الأحفورية لها أثر سيء على البيئة، لكنهم لم يكشفوا عن هذه المعلومات. وترد الشركة النفطية بأن هذه الاتهامات «غير دقيقة» متحدثةً عن «مؤامرة»، ومشددةً على أنها أقرت بوجود تغير مناخي منذ صار ذلك مثبتاً في مطلع القرن الجاري. واتهمت الشركة منظمة «ار اف اف» بأنها تمارس تأثيراً على الإعلام وعلى السلطات، مؤكدةً أنها ستدافع عن مواقفها علنياً من الآن فصاعداً، اذ ان خصمها لا يتمتع بالمقدرة المالية فقط لشن هذا الهجوم، وإنما أيضاً بتأثير على الرأي العام والسلطات. وتستند «ار اف اف» على معلومات ينشرها موقع «انسايد كلايمت» البيئي المتخصص، وكلية الصحافة في جامعة كولومبيا في نيويورك، والتي تشير الى أن خبراء عملوا لحساب «اكسون موبيل» أقروا منذ السبعنيات بأن الطاقة الأحفورية في ساهم بشكل كبير في التغيير المناخي. ومن الاتهامات الموجهة إلى الشركة النفطية أنها تساعد مجموعات البحث التي «ساهمت بإثارة الشك بالمخاطر الكبيرة الناتجة عن التغير المناخي». ومنذ بدأ «انسايد كلايمت» بنشر معلوماته فتحت تحقيقات في عدد الولايات الأميركية تستهدف «أكسون موبيل»، وطلبت سلطات ولاية نيويورك وثائق محددة من الشركة، وقائمة بالجمعيات والمنظمات التي تدعمها مالياً.
مشاركة :