لجسم الإنسان سبل دفاعية متنوّعة، فليست الخلايا المناعية وحدها هي الدرع الحامي، بل إنّ العطس نفسه من طرق الدفاع الضرورية للجسم، إذ يُساعِد على طرد الميكروبات من الأنف بقوةِ دفعٍ هائلة، ومع ذلك يُفضِّل بعض الناس كتم العطس، وهذا قد يمنع طرد الميكروبات، أو الأسوأ أن ينقلها إلى أماكن أخرى، مثل الأذن، أو قد يزداد الضغط داخل الجهاز التنفُّسي بما يخلّ بكثير من الوظائف، فما هي أضرار كتم العطس تفصيلًا؟ يتشكّل ضغط داخل الجهاز التنفسي عندما يعطس الإنسان، وهذا الضغط أكبر من الضغط الطبيعي الموجود في الجهاز التنفسي عندما يتنفَّس الإنسان بقوة، كما يحدث في أثناء الأنشطة الشاقة، مثل الجري، أو ممارسة الرياضة. ويهدف العطس إلى طرد الجراثيم ومُسبِّبات الحساسية من ممرات الأنف، بفعل الضغط الذي تكوّن داخل الجهاز التنفسي، كما يُساعِد العطس على تخفيف احتقان الأنف، وحسب "healthline"، فإنّ العطس يدفع قطرات المخاط خارج الأنف بمُعدّل سرعة تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة! إلى جانب التخلُّص من الميكروبات والمواد المُسبِّبة للحساسية، تشمل أسباب العطس ما يلي: يُؤدِّي كتم العطس إلى زيادة الضغط بشِدّة داخل الجهاز التنفسي بمُعدّل أكثر من الضغط الناجم عن العطس نفسه بـ 5 - 24 ضعف! وهذا الضغط المُتزايد قد يُسبِّب مخاطر عديدة، مثل:  قد يُؤدِّي الضغط المُتزايد جراء كتم العطس إلى تمزُّق الأوعية الدموية السطحية في العين أو الأنف، ما قد يُؤدِّي إلى احمرار العين، أو نزيف تحت الملتحمة، أو ظهور بقعة دم مُؤقّتة على العين، كما قد تحمرّ الأنف للسبب نفسه. يُخلِّص العطس الأنف من البكتيريا والميكروبات الضارة عمومًا، ونظريًا قد يُؤدِّي كبح العطس إلى توجيه الهواء إلى الخلف تجاه الأذن، وهذا الهواء قد يحمل معه البكتيريا، أو المُخاط المُصاب بالعدوى وصولاً إلى الأذن الوسطى، ما يُؤدِّي إلى نشوء عدوى بها تحتاج إلى علاج، وفي بعض الأحيان قد تزول دون حاجةٍ إلى علاج. إبقاء الضغط داخل الجهاز التنفسي مرتفعًا مع عدم توفير منفذ له - من خلال العطس - قد يُؤدِّي إلى بلوغ بعض ذلك الهواء إلى الأذنين، وقد يصل إلى طبلة الأذن، فيُمزِّقها، وهذا مُنذِر بضعف السمع. عادةً تلتئم طبلة الأذن الممزقة دون علاج في غضون أسابيع قليلة، لكن في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجةٌ إلى تدخل جراحي لرأبها.   عثر الأطباء على حالةٍ واحدةٍ على الأقل لتمزُّق مؤخرة الحلق بسبب كبح العطس، وهذا الرجل المُصاب عانى إثر ذلك ألمًا شديدًا، وبالكاد كان قادرًا على الكلام أو البلع، كما أورد شعوره بفرقعة في رقبته بعد محاولته الامتناع عن العطس بغلق الفم وقرص الأنف في نفس الوقت، وهذا النوع من الإصابات يستدعي تدخّلًا طبيًا فوريًا. الجهاز التنفُّسي وِحدة واحدة؛ لذلك فإنّ إبقاء الضغط العالي داخله، سيرتد حتمًا على أي نسيج من أنسجة الجهاز التنفسي، وقد يُصابُ بعض الناس - خاصةً كبار السن - بكسر الضلوع مع كبح العطس. اقرأ أيضًا:أفضل مكمل غذائي فيتامينات ومعادن للرجال الحجاب الحاجز هو الجزء العضلي من الصدر، ويفصل بين الصدر والبطن، ومن النادر أن يُصاب الحجاب الحاجز بمنع العطس، لكن لاحظ الأطباء وجود هواء مضغوط محبوس في الحجاب الحاجز، ضاغطًا على الرئتين، مانِعًا لتمدُّدهما "تتمدّد الرئة أثناء التنفُّس للسماح بدخول الهواء، وذلك الهواء المُحاصَر الضاغط عليها قد يُؤدِّي إلى مشكلات التنفُّس، إذ يمنعها من التمدُّد". هذه أيضًا من الحالات الطارئة التي تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلاً، لكن هذه الإصابة نادرة، أمّا الأكثر شيوعًا فهو الشعور بألم الصدر بعد كتم العطس بسبب الهواء المضغوط. كذلك قد يُؤدِّي الضغط الناجم عن إمساك العطس إلى تمدُّد الأوعية الدموية في الدماغ، وهذه من الإصابات التي تُهدِّد حياة الإنسان، فقد تُؤدِّي إلى نزيف في الجمجمة حول الدماغ، فتمزُّق الأوعية الدموية المُتمددة في الدماغ مُمِيت في 40% من الحالات. لا تُوجَد تقارير تُفِيد بوجود حالات وفاة نتيجة كتم العطس، لكن نظريًا يُمكِن أن يُؤدِّي كبح العطس إلى الوفاة في بعض الأحيان، فبعض الإصابات التي قد تنجم عنه خطيرة للغاية، مثل تمزُّق الأوعية الدموية في الدماغ، وتمزُّق الحلق، وانهيار الرئتين بفعل الهواء المحبوس في الحجاب الحاجز. لا يُؤدِّي كتم العطس أو العطس نفسه إلى توقف القلب، لكنّه قد يُؤثِّر مؤقتًا على مُعدّل ضربات القلب.   إذا لم تتمكّن العطسة الأولى من طرد الأجسام الغريبة من الأنف، فغالبًا يتكرّر العطس عدة مرات متتالية، فهذه طريقة الجسم لضمان طرد أي جراثيم أو أجسام غريبة بالأنف، حسب موقع "health". يُمكِن فرك الأنف لمنع العطس بدلاً من غلقها، كما قد تُساعِدك دغدغة سقف الفم بلسانك لإيقاف العطس بأمان، ومع ذلك فمن الأفضل أن تعطس إذا شعرت أنّك بحاجةٍ إليه. قد تُساعِد بعض التوجيهات في الوقاية من العطس، مثل: