مسؤول فلسطيني: الميناء الأمريكي العائم في غزة يتعدى على السيادة الفلسطينية ولا يحمل نوايا سليمة

  • 5/19/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مسؤول فلسطيني اليوم (الأحد) أن الميناء الأمريكي العائم الذي تم إنشاؤه أخيرا على شاطيء غزة هو بمثابة تعد على السيادة الفلسطينية ولا يحمل نوايا سليمة. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لا يمكن اعتبار الميناء الأمريكي العائم يصب في مصلحة الفلسطيني في قطاع غزة وأخشى أن يحمل نوايا غير سليمة تجاه شعبنا في القطاع المحاصر". وأضاف مجدلاني "إن إنشاء هذا الميناء جاء بخطوة منفردة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ولم يتم التنسيق مع دولة فلسطين أو حتى مع الرئاسة على اعتبار أن غزة جزء من الأراضي الفلسطينية ومن الولاية السياسية على أراضيها". وتابع "يبدو أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء هذا الميناء العائم جاء بهدف وضعنا (في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير) في موقف حرج (...) فإن قبلنا به فهو بمثابة قبولنا التعدي على سيادتنا الوطنية من قبل طرف دولي". ويستطرد "وإن رفضنا فكأننا نعارض فك الحصار الإسرائيلي الجائر على أبناء شعبنا وأننا نشارك في سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل منذ بدء عدوانها على أبناء شعبنا". وشدد مجدلاني على أنه كان من باب أولى للولايات المتحدة بأن تضغط على إسرائيل (وهي قادرة على ذلك) من أجل إعادة فتح المعابر البرية مع قطاع غزة لإدخال المساعدات بشكل يومي وبكميات كافية. ولكن، يعتقد مجدلاني أن هناك أهدافا سياسية لدى أمريكا تحاول تحقيقها من خلال هذا الميناء، معربا عن تخوفه من أن يكون الميناء العائم بمثابة بداية تهجير "شعبنا الفلسطيني من قطاع غزة عبر البحر وهو بمثابة تنفيذ لمخطط إسرائيلي لطالما عملت الحكومات الإسرائيلية على تحقيقه". وأوضح مجدلاني "ترى إسرائيل بأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة هو خدمة لأمنها القومي لأن ذلك يخفف التواجد الديموغرافي في قطاع غزة وبالتالي يمكن إسرائيل من السيطرة الأمنية على الجيب الساحلي". وبدأ عمل الرصيف الأمريكي العائم قبالة شواطئ مدينة غزة يوم الجمعة الماضية، بحسب ما أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية ومصادر فلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية محلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سفينة ضخمة تحمل مساعدات إنسانية وصلت إلى سواحل قطاع غزة فيما شرعت قوارب أصغر في تفريغ حمولتها وإيصالها إلى الرصيف العائم الأمريكي في المدينة. وأضافت المصادر الفلسطينية أن عشرات الشاحنات حملت المساعدات الإنسانية ونقلتها إلى مخازن تتبع لبرنامج الغذاء العالمي في المناطق الجنوبية من القطاع. وأكدت الولايات المتحدة أنه لم ينزل أي جندي أمريكي لشواطئ غزة، مشيرة إلى أن ما يتم تنفيذه حاليا هو "جزء من جهد متعدد الجنسيات لتوصيل مساعدات إنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة". وفي أبريل الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) رسميا أنها بصدد بناء رصيف مؤقت عائم على ساحل قطاع غزة، للمساهمة في زيادة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، الذي يعاني بحسب مصادر صحية محلية ودولية نقصا شديدا في الغذاء والدواء وباقي مستلزمات الحياة الإنسانية. ويأتي ذلك في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وذلك عقب شن حماس هجوما "مباغتا" على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية وقتل حوالي 1200 شخص وأسر ما يقارب 240، بحسب بيانات رسمية صادرة من إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ هجماته البرية والجوية والبحرية على غالبية مناطق قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير واسع لمباني قطاع غزة، وقتل ما يزيد عن 35 ألف فلسطيني وجرح أكثر من 79 ألفا آخرين، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة. وبسبب الحرب الإسرائيلية، يعاني غالبية سكان قطاع غزة من نقص في الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما دعا منظمات أممية إلى التحذير من عواقب وخيمة قد تحل في القطاع مثل المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض بين السكان المحليين.

مشاركة :