انتهت القمة العربية العادية الثالثة والثلاثون في مملكة البحرين الشقيقة الخميس الماضي، وشاهدنا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -أيده الله- قمة في القمة، واستمعنا إلى كلمته التي تطرق فيها إلى موقف السعودية والدول العربية من القضية الفلسطينية وما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من مساعدات إنسانية عبر الجسور البحرية والجوية، كما أشار إلى الوضع في السودان، وبين خطورة تهديدات السلامة البحرية في البحر الأحمر على كل العالم ومصالحه الاقتصادية. كلمة ضافية ومضامينها آسرة، وقفت كثيراً عند الفقرة الأخيرة فيها والتي كانت ختاماً وملخصاً وتذكيراً للعالم أجمع بموقف المملكة العربية السعودية الذي هو أيضاً موقف للدول العربية من كل القضايا العربية والإقليمية حيث قال -حفظه الله-:( نحن على ثقة بما تشهده المنطقة العربية من تحديات سياسية وأمنية لن يحول دون استمرار جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات والمضي قدماً لمواصلة مسيرة التطور والتنمية المستدامة بما يعود بالرخاء والاستقرار لدولنا العربية ويحقق آمالها وتطلعاتها). إن المملكة العربية السعودية بكل ثقلها السياسي والإستراتيجي، وبمكانتها الدينية، وقوتها الاقتصادية، ودبلوماسيتها الذكــيــة، وطابعها الجغرافي، وعمقها التاريخي، وما يملكه ولي العهد من شجاعة شخصية، وعقلية ذكية تجعل السعودية بوصلة الدول العربية التي تهتدي بها، وقبة تصدر عن طريقها كل قرار عالمي لها. عندما يقول ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: (..لن يحول دون استمرار جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات والمضي قدماً لمواصلة مسيرة التطور والتنمية المستدامة..) فالعالم صديقاً كان أو عدواً يدرك ويعي أنه سيفعل ما يقوله، وأنه قادر بعون الله وتوفيقه على مواجهة كل تحدٍّ وتحجيمه وتجاوزه والشواهد على ذلك كثيرة والنجاحات وفيرة. الأمير محمد بن سلمان في الفقرة الأخيرة من كلمته كما هو في كل قمة رجل موقف ورجل كلمة يهمه الوضع العربي والإقليمي ويرى أن أي نجاح وازدهار للمملكة العربية السعودية يجب أن يصاحبه استقرار في المنطقة العربية وكل المناطق العالمية. إن مسيرة التطور والتنمية المستدامة التي يقودها ولي العهد ويسخر كل الإمكانيات ويواجه جميع التحديات لتحقيقها هي مسيرة شاملة وتنمية مستدامة متكاملة في كل القطاعات التنموية والبيئية والخدمية وتحديداً الاقتصادية فنجاح وثبات الاقتصاد واستدامة نموه هو أساس كل قوة وأي تقدم؛ لذا فالمملكة العربية السعودية قدوة وأنموذجاً يحتذى به ويقتدى بإستراتيجيتها قولاً وفعلاً.
مشاركة :