الشاهين الإخباري يعرض قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 21 أيار، فيلم ” أيام الرصاص” للمخرج الفنان ايمن زيدان وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في مقر المؤسسة بجبل عمان وبحضور مخرج الفيلم لمناقشته مع الجمهور. يخطو أيمن زيدان في فيلمه الأحدث “أيام الرصاص” نحو المزيد من البحث في تفاصيل المجتمع السوري وانعكاسات الحرب عليه، وذلك من خلال حكاية يقدّم فيها تقاطعات اجتماعية مختلفة، المحور فيها شخصية رجل قاسي الملامح والحضور، يختطّ لنفسه عالما خاصا ويتماهى مع مهنته في اتحاد ذهني لا يستطيع الفكاك منه حتى بعد أن صار متقاعدا. أبو جمال بطل الفيلم محقّق سابق يمارس عمله وفق الذهنية التي تعتمد مبدأ القسوة، ويقضّي عمره في متابعة عمله المعتاد حتى يأتي يوم التقاعد الذي يتزامن مع وجود الأحداث السورية، الأمر الذي يدفع به إلى طلب تمديد خدمته في مكانه بحكم الخبرات التي يمتلكها والمسيرة الطويلة التي قضاها في عمله. لكن الأمر لا يسير على هذا النحو، فيحال على التقاعد ويصير في بيته وحيدا بين أفراد عائلته المكوّنة من مجموعة نسوة وحفيد صغير، يفرض عليهم إيقاع حياته اليومي القاسي. يرحل ابنه، فيصير حفيده محور حياته، فيُهمين عليه حتى تجاه أمه ويعيش حياة رتيبة وباردة. ابنته الأقرب إلى قلبه تهرب في يوم زفافها وتترك له في مجتمعه الضيّق والمحافظ فضيحة مدوية، ويصرّ على الانتقام منها غسلا لعار ألحقته به كما يرى هو ومجتمعه، لكن العواقب تكون كارثية عليه. تتداخل الأحداث والخطوط الدرامية بين الخط الأساسي الذي تمثله شخصية أبو جمال وعلاقته مع أسرته وابنته الصغرى مع خطوط درامية موازية تتعلّق ببعض الشخوص الذين يتفاعلون مع هذه الأحداث، فيظهر المحامي المحتال والابن العاق والبنت العاشقة والصهر الانتهازي الذي تفرزه المرحلة ويقوم بسرقة متاع الناس وبيعها فيما يصطلح السوريون على تسميته بـ”التعفيش”. ذهنية المحقّق القاسية تجعله يقوم بأفعال لا يمكن أن تكون مقبولة في المنطق السليم، لكن تشوّهات ذهنية أصابت صميم هذه العقلية تجعلها على تخوم مناطق مصيرية خطرة تفرضها تصرفات لا منطقية يقوم بها توصله إلى مجازفات غريبة، ومع ذلك يُقدم عليها مغامرا بكل ما قد تحمله من نتائج. الفيلم يغوص عميقا في تفاصيل المجتمع السوري ومنعكسات الحرب عليه عبر حكاية يتقاطع فيها الخاص والعام. يقول أيمن زيدان عن فيلمه الذي كتبه مع أحمد عدرة “أيام الرصاص فيلم روائي طويل يتناول حكاية رجل أراد أن يستعيد مكانته الاجتماعية بعد أن أحيل إلى التقاعد، وواجه عبر ممارساته السابقة مع عائلته تحديات كثيرة، أبرزها أنه في ليلة زواج ابنته الصغرى وأقربهنّ إلى قلبه تحدث الكارثة في مجتمعه الضيّق حين تهرب ابنته يوم زفافها القسري، وتتسبّب له بفضيحة تهزّ كيانه، فيقرّر الانتقام.. وحين يعرف المكان الذي اختبأت فيه يتوجّه لقتلها، ولكن المفاجأة أنه يصل ليجدها مقتولة مع الرجل الذي هربت إليه، ورغم ذلك ورغبة منه في استعادة مكانته التي سبق أن خسرها يسلّم نفسه ويعترف بجريمة لم يفعلها ليدفع ثمن كل ما أرتكبه من قسوة وجبروت”. يحمل الفيلم في بنيته السردية شكلا أقرب إلى الحالة البوليسية التي تعتمد مبدأ التشويق والإثارة، ففي الأحداث أشخاص قتلوا، ولكن الفيلم لا يبيّن حقيقة الجناة حتى اللحظات الأخيرة منه في شدّ درامي سيجعل المتلقي في حالة من الفضول لمتابعته حتى اللحظات الأخيرة، فالقتل حدث، لكن الكشف عنه يتأخّر إلى ما قبل النهاية بقليل. الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بسوريا عن نص كتبه أيمن زيدان وأحمد عدرة، وقام بالتمثيل فيه كل من أيمن زيدان وسعد مينة وحازم زيدان وغابرييل مالكي. الوسوم الشاهين الاخباري
مشاركة :