أثمرت الجهود المتواصلة التي تبذلها القيادة الكريمة لتطوير المنظومة التعليمية في تحقيق نجاحات جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الإنجازات التي حققتها بلادنا خلال الفترة الماضية، مما أدى إلى رفع اسمها عالياً في المحافل الدولية، حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية النتائج الباهرة التي حقّقها وفد المملكة المشارك في المعرض الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2024»؛ الذي أُقيم في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، خلال الفترة من 10 - 18 مايو الجاري.ولفت أبطالنا الأنظار بحصولهم على 27 من الجوائز الكبرى والخاصة، وبما أثبتوه من جدارة وكفاءة قادتهم لتحقيق هذا الكم الكبير من الجوائز في مجالات الطب الحيوي والعلوم الصحية، نُظم البرمجيات، الهندسة البيئية، الأحياء الخلوية والجزيئية، الكيمياء، علوم النبات، الطاقة، علوم الأرض والبيئة الهندسة الطبية والحيوية، الطب الحيوي والعلوم الصحية، ليعيش الشعب السعودي ليلة خالدة امتلأت بمشاعر الفخر والاعتزاز؛ بما سطّره أبناؤه من نجاحات ستتجلى نتائجها في المستقبل القريب بإذن الله، لتنتج لنا عقولاً نيرة وكفاءات قادرة على قيادة هذا الوطن الشامخ إلى منصات المجد.ولا شك أن الجهود الضخمة التي بُذلت لأجل تهيئة وتدريب هذه العقول المتميزة وتجهيزها لهذا المحفل العالمي الكبير؛ برعاية من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، ووزارة التعليم، هي جهود تستحق الشكر والثناء، وينبغي الاستفادة منها لأجل إيجاد أرضية صلبة لمجتمع من العلوم والمعرفة، بما يؤكد من جديد أن هذه البلاد الطيبة قادرة على إنجاب عناصر تمتلك المقدرة والكفاءة، لتُثبِّت السعودية أقدامها وفق رؤية 2030 في أعتى المحافل العالمية.ومع أن القيادة السعودية ظلت حريصة منذ توحيد المملكة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود على تطوير الإنسان السعودي؛ ورفع كفاءته وتعزيز مهاراته وقدراته، كي يكون قادراً على تسلم راية العطاء والإنجاز، إلا أن ما تم إنجازه منذ إقرار رؤية المملكة 2030 وبدء رحلة التحول في عام 2016؛ كان بمثابة إعلان عن بدء مرحلة جديدة، عنوانها الأبرز هو تنمية القدرات البشرية.فالرؤية التي كانت فألاً حسناً علينا؛ أظهرت عناية كبرى بقطاع الشباب والطلاب، ودعت في محاورها الثلاثة إلى رفع قدرات الأجيال الجديدة بكافة الطرق، وشهد قطاع التعليم الكثير من التحسين والتطوير، إضافةً إلى رفع قدرات المعلمين؛ وتوفير كافة المعينات التربوية، وتحديث المناهج الدراسية حتى توائم التغيُّرات التي يشهدها العالم من حولنا، وتستوعب الواقع الجديد، إضافةً إلى الاستعانة بأبرز وأشهر الخبراء في العالم لتطوير التعليم ورفع جودته وزيادة تنافسيته على المستوى الدولي.كما تم وضع خطط طموحة وإستراتيجيات شاملة تستهدف تطوير الأساليب والوسائل التعليمية، وتعزيز المهارات الأساسية للمعلمين، إضافةً إلى توفير الأنشطة المصاحبة، وزيادة مستوى التعاون الوثيق بين كافة الجهات ذات الصلة. كما تم تأسيس المركز الوطني للمناهج لتعزيز التعلّم والتعليم على المستوى الوطني، والتركيز على تطوير المهنة التعليمية؛ وتوفير التدريب النوعي المواكب للمعايير الدولية.لذلك، فإن النجاح الذي تحقّق والذي نجني في الوقت الحالي ثماره، لم يأتِ عن طريق الصدفة أو بضربة حظ، بل كان نتيجة طبيعية لجهود متواصلة وتخطيط علمي سليم بذلته وزارة التعليم، بإشراف ومتابعة لصيقة من القيادة الحكيمة، التي وفّرت كل مستلزمات النجاح، ورصدت ميزانية ضخمة لأجل تطوير التعليم، إيماناً منها بأن رأس المال البشري هو أعز ما تمتلكه الأمم، وأكثر ما تفتخر به الشعوب، لأنه يُمثِّل صمام الأمان لمستقبلها، ويضمن استمرار مسيرة التطور والازدهار.ولأن حدود طموحاتنا كسعوديين لا يحدها حدود، فإن المطلوب هو مواصلة الاهتمام بهذه الكوادر الناشئة، فما حققوه من إنجازات لا يمثل بطبيعة الحال غاية أحلامنا وآمالنا، بل هو البداية فقط، لذلك ينبغي إعطاء المتميزين والنوابغ الفرصة الكاملة لتطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، ويكون ذلك عبر ابتعاثهم في أيام العطلات السنوية إلى أكبر وأبرز المراكز العالمية ذات الصلة، والتي تحتضن المتفوقين، وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك بنظرائهم في الدول الأخرى لتبادل المعارف والعلوم، حتى يكتسبوا القدرة على قيادة هذه البلاد نحو المستقبل الذي يليق بها.
مشاركة :