لا يدري كثيرٌ من الناس عواقب تناول دواء منتهي الصلاحية، فهذه المُدّة موضوعة من قِبل مُصنِّعي الأدوية؛ لتحديد الفترة التي يظلّ فيها الدواء آمنًا وفعّالاً، وما بعد ذلك التاريخ ليس كما قبله بكُلّ تأكيد. صحيحٌ أنَّ بعض الأدوية قد تدوم فعاليتها حتى سنة بعد تاريخ الصلاحية، لكن مع ذلك، فإنّ أغلب الأدوية تقلّ فاعليتها، بل بعضها يتلوّث بالبكتيريا مثل شراب المُضاد الحيوي، ما يجعل الدواء يحمل ضررًا قادمًا إلى الجسم ما لم يتوقّف الإنسان عن تناوله. تحتوي الأدوية على مواد فعّالة وأخرى غير نشطة، وهذه المواد هي ما تحدِّد مدى فاعلية الدواء، والمدة التي يُمكِن تخزينه فيها دون أن يتلف، وعندما تُطوّر شركات الأدوية دواءً ما، فهي تُحدِّد له مدة صلاحية، وهي الفترة الزمنية التي يُمكِن استخدام الدواء فيها بأمان لتحقيق النتائج المُتوقّعة منه. لذلك تُشِير مدة صلاحية الدواء إلى عُمره الحقيقي، ولا تمتلك شركات الأدوية المواد المالية اللازمة لإطالة فترة الصلاحية، كما أنّه من المُكلف اختبار المدة التي يظل فيها الدواء آمنًا "مثلاً ينبغي الانتظار لمدة عِقد أو أكثر قبل تسويق الدواء وهذا غير منطقي"؛ لذلك يُسمَح لهم بوضع إطار زمني لاختبار استقرار الدواء "يتراوح بين 12 - 60 شهرًا"، ثُمّ يُوضَع تاريخ الصلاحية على عبوة الدواء وفقًا لذلك. ومع ذلك لا يُختبَر العُمر الافتراضي الحقيقي للدواء، ومِنْ ثَمّ فقد يكون العمر الافتراضي الفعلي له أطول ممّا هو مُدوّن على عبوته، لكن قد ثبت فعلاً أنّ بعض الأدوية تتدهور بمرور الوقت، ولا ينبغي أبدًا تناولها بعد تواريخ انتهاء صلاحيتها. لا يُوصِي مُصنِّعُو الأدوية ولا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالإقدام على تناول دواء منتهي الصلاحية، فبمُجرّد وصول الدواء إلى تاريخ انتهاء صلاحيته، لا تضمن الشركة المُصنّعة أن يظلّ الدواء آمنًا وفعّالاً. ومع ذلك في بعض الحالات، تظل بعض الأدوية نشطة حتى بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها، وقد أشار موقع "verywellhealth" إلى بعض الأدوية التي تستمر فاعليتها وتظلّ آمنة لمدة عامٍ بعد انتهاء صلاحيتها، مثل: لكن يُفضَّل عمومًا تجنُّب تناول الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها. ليس هناك ضمان للأمن أو السلامة عند تناول الأدوية بعد انتهاء صلاحيتها، فقد يُحدِث الدواء أضرارًا بالجسم، أو لا يُظهِر التأثير العلاجي المرجو، ما يُؤدِّي إلى تفاقم المرض الذي اشتريتَ الدواء من أجله. تتراجع فعالية الأدوية منتهية الصلاحية؛ بسبب تغيُّر التركيب الكيميائي للمواد الفعّالة بمرور الوقت، فمثلاً قد تكون الأدوية مُعرضّة للتلوّث، أو قد تفشل المضادات الحيوية منتهية الصلاحية في علاج العدوى البكتيرية، ما يُؤدِّي إلى تفاقُم المرض، وتطوّر مقاومة بكتيرية للمضادت الحيوية. جديرٌ بالذكر أنَّ بعض الأدوية منتهية الصلاحية قد يتغيَّر مظهرها بمرور الوقت، مثل تغيُّر اللون، أو تغيُّم الدواء "أدوية الشُرب"، وهذه الأدوية يسهل معرفة تدهورها، وعمومًا لا يُفضَّل تناول دواء منتهي الصلاحية، سواء ظهر عليه أي تغيُّر، أو لم يظهر. يختلف تأثير تناول الأدوية منتهية الصلاحية على الجسم، حسب نوع الدواء والتأثير العلاجي المنوط به، كما أنَّ بعض الأدوية قد تفقد فاعليتها تمامًا إذ تتفكّك المادة الفعالة بعد انتهاء صلاحية الدواء، حسب "goodrx"، أو تتعرَّض أدوية الشُرب إلى تلوّث بكتيري مُحتمَل بعد تجاوز تاريخ الصلاحية، وفيما يلي أبرز الأمثلة على أدوية منتهية الصلاحية: بعض الأدوية أضرّ من غيرها، وإن كانت الأدوية السابقة ذات ضررٍ ما، لكن هناك ما هو أشد، فلا يُنصَح أبدًا بالإقدام على تناول دواء منتهي الصلاحية، كالمضاد الحيوي تتراسيكلين "يُستخدَم أحيانًا لحالات حب الشباب الشديد". يتسبَّب المضاد الحيوي "تتراسيكلين" مُنتهِي الصلاحية في متلازمة فانكوني، وهو نوع نادر من الأمراض التي تُتلِف الكلى، إذ يمنع امتصاص المعادن إلى الجسم، ويسهل فقدها عبر البول. اقرأ أيضًا:كيف تُعالج الضغط المرتفع دون أدوية؟.. نصائح مهمة لمواجهة «القاتل الصامت» لا تُوصِي إدارة الغذاء والدواء "FDA" بتناول أي دواء منتهي الصلاحية، حتى لو كان العُمر الافتراضي للدواء أطول من تاريخ الصلاحية المُدوَّن على عبوته؛ لأنَّ هناك عوامل أخرى قد تُؤثِّر في الدواء، مثل طبيعة التركيب الكيميائي، وظروف التخزين، والتي يُمكِن لها كذلك أن تُؤثِّر في فعالية الدواء وسلامته. هذه الأدوية لها تاريخ صلاحية أيضًا، لكنهم أقل احتمالاً أن يُصِيبوك بضرر عند تناولهم بعد تجاوز ذلك التاريخ، ومع ذلك فهذه الأدوية قد لا تعمل كما ينبغي للتخفيف من الأعراض كما هو مُتوقّع عند تناول دواء منتهي الصلاحية. ومن أشهر الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولها تاريخ صلاحية: لكن يجب الحذر أيضًا من تناول دواء منتهي الصلاحية حتى لو صلُح بعضهم لمدة عام بعد ذلك التاريخ؛ لأنَّ بعض الناس قد يتناولون الأسبرين مثلاً للوقاية من أمراض القلب، أمّا لو مضى تاريخ الصلاحية، ولا يزال المرء يتناول الدواء، فقد تزداد خطر إصابته بمشكلات صحية كبيرة، مثل السكتة الدماغية؛ لفقدان الدواء فاعليته أو تراجُعها على أقل تقدير. حرصًا على سلامة الدواء وفاعليته إلى أن يأتي تاريخ انتهاء صلاحيته، لا بُدّ من تخزينه بشكلٍ صحيح، إذ يُفضّل تخزينه في مكانٍ بارد وجاف بعيدًا عن ضوء الشمس أو الأضواء عمومًا مثل وضع الدواء في درج مُجاور للسرير، أو درج خزانة الملابس، أو غير ذلك. كذلك ينبغي إبقاء أغطية زجاجات الأدوية مُغلقة بإحكام، وأن يكون الدواء بعيدًا عن مُتناوَل الأطفال والحيوانات الأليفة، ويُفضَّل استشارة الصيدلي في معرفة طرق التخزين الأمثل لأي دواءٍ لديك استفسار عنه. أفضل طريقة للتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية هي بإحضارها إلى مواقع استعادة الأدوية، إذ تُقدِّم العديد من المستشفيات، والعيادات، والصيدليات المُجتمعية صناديق تُسلَّم فيها الأدوية منتهية الصلاحية، لكن لا تُقدِم على تناول دواء منتهي الصلاحية كي لا يزداد مرضُك الذي تناولتَ الدواء من أجله. وهذا أفضل عمومًا من إلقاء الأدوية في القمامة المنزلية، كما أنَّ ذلك يمنع تناول دواء منتهي الصلاحية بطريق الخطأ من قِبل الأطفال أو الحيوانات الأليفة. أيضًا لا تلقي الأدوية منتهية الصلاحية في المرحاض، أو تُفرِغها في بالوعة، فهذا قد يُسبِّب مُشكلات بيئية.
مشاركة :