لا تزال وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تلقي بظلالها على المشهد السياسي في إيران، مع تزايد التساؤلات حول الخليفة المنتظر للمرشد الأعلى علي خامنئي، في ظل ما كان متوقعا بشكل «شبه مؤكد» بأن الرئيس الراحل كان الأقرب لهذا المنصب الرفيع، بدَّدت مصادر هذه التوقعات، وكشفت عن مفاجأة من العيار الثقيل، إن صحت، فإنها تنسف النظرية التي كانت شائعة بأن رئيسي كان المرشد الأعلى المنتظر. وفاة رئيسي تعيد الحديث عن خليفة خامنئي.. من يرتدي عباءة المرشد الأعلى في إيران؟ إبراهيم رئيسي.. مشروع «مرشد إيران» الذي لم يكتمل إبراهيم رئيسي، الذي توفي يوم الأحد الماضي، عن عمر ناهز 63 عاما، إثر تحطم طائرته التي كان يستقلها رفقة وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من المسؤولين في طريق العودة بعد افتتاح سد «قيز قلعه سي»، بحضور رئيس أذربيجان، إلهام علييف، كان أحد تلاميذ المرشد الأعلى علي خامنئي، وكان يُنظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظا لخلافة خامنئي البالغ من العمر 85 عاما في المنصب الأرفع بتلك الدولة التي تُدار بنظام معقد وفريد. لم يكن رئيسي تلميذا عاديا لخامنئي، لكنه كان الأقرب إليه أيضا، فكان رئيسي يتمتع بدعم قوي من المرشد الأعلى. وبالرغم من تلك العلاقة والدعم، فإن أحدًا لم يكن يعلم شيئا عن نوايا خامنئي، الذي آثر في العلن النأي بنفسه عن تأييد خليفة له، حتى وإن كان رئيسي الذي يؤيده ويتبنى نفس أفكاره وسياساته. الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي يجلس بجوار المرشد الأعلى علي خامنئي – AFP لكن الأمر كان واضحا وضوح الشمس بالنسبة للكثيرين من الإيرانيين والخبراء المتخصصين في الشأن الإيراني، الذين يرون أن رئيسي كان أحد الاسمين الذين ترددا بقوة في الأوساط السياسية والدينية بالبلاد، لخلافة المرشد، أما الثاني فهو مجتبى، نجل خامنئي، الذي يُعتقد أنه يتمتع بنفوذ قوي خلف الكواليس، من خلال إدارته لمكتب والده، وبالتالي اطلاعه على كل صغيرة وكبيرة تخص إدارة شؤون الدولة، بموجب الصلاحيات التي يمنحها الدستور للمرشد الأعلى، والتي تجعله في مرتبة تفوق مرتبة رئيس الجمهورية بمراحل. بيد أن مصادر سياسية، وأخرى من داخل مكتب خامنئي، أشارت إلى أن المرشد الأعلى يعارض فكرة ترشح ابنه مجتبى من الأساس، لأنه لا يريد أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء في بلد أُطيح فيه بالنظام الملكي المدعوم من الولايات المتحدة خلال ثورة 1979، التي أسست للجمهورية الإسلامية الجديدة، تحت قيادة المرشد الأول الخميني. وبقراءة أكثر عمقا لسياسة المرشد الأعلى الإيراني تلك، فإنها إن صحت، فستشكل حجر عثرة، وربما تقضي على آمال مجتبى، وعلى آمال حفيد الخميني في الاستئثار بمنصب المرشد العام خلفا لخامنئي.. لكن يبقى السؤال: هل كان رئيسي بالفعل المرشح المحتمل الأقرب لارتداء عباءة المرشد؟ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي – رويترز مفاجأة تقلب الموازين بالرغم من أن تقلد رئيسي منصب المرشد الأعلى لم يكن بعيدا عن أن يكون أمرا واقعا، إلا أن مصدرين مطلعين على الأمر فجرا مفاجأة من العيار الثقيل، حين قالا إن مجلس الخبراء استبعد إبراهيم رئيسي من قائمة الخلفاء المحتملين للمرشد، قبل نحو 6 أشهر، وفق ما ذكرته وكالة رويترز. وأرجع المصدران سبب استبعاد رئيسي إلى تراجع شعبيته، ما يعكس الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد. وقال أحد المصدرين، إن رجال الدين الداعمين لإبراهيم رئيسي مارسوا ضغوطا قوية من أجل إعادته مرة أخرى إلى هذه القائمة. وما إن عاد الحديث عن الخليفة المنتظر للمرشد الأعلى، حتى دخل الحرس الثوري على الخط، حيث ذكرت مصادر إيرانية مطلعة، في تصريحات صحفية، أن من المتوقع الآن أن تقوم الجهات الفاعلة والنافذة في الدولة، ومن بينها الحرس الثوري ورجال الدين بتكثيف الجهود لتشكيل العملية التي يجري من خلالها اختيار المرشد الأعلى الذي سيخلف خامنئي. إجمالا، يمكن القول إنه عند وفاة علي خامنئي، فإن الحرس الثوري سيستخدم جميع الوسائل الممكنة للتدخل في تعيين خلفه، وبالتالي لا يمكن أبدا استبعاد الحرس الثوري من معادلة اختيار الخليفة القادم، ما لم تنشأ صراعات طائفية وداخلية تفتت وحدة الحرس، الذي إن لو نجح في الحفاظ على وحدته بعد رحيل خامنئي وعزز بسرعة من قيادته الداخلية، فمن المرجح أن تنتقل السلطة إلى المرشد الجديد بنحوٍ سلس. ما مجلس خبراء القيادة؟ يرجع اختيار المرشد الأعلى إلى مجلس خبراء القيادة، وهو هيئة منتخبة من 86 شخصية من رجال الدين ممن يعرف عنهم التقوى والعلم. تُوكل إلى هذا المجلس مهمة اختيار المرشد الأعلى حال فراغ المنصب بالوفاة، وقد قام أعضاء المجلس بهذا الدور مرة واحدة فقط، حينما اجتمعوا فورًا في أعقاب وفاة روح الله الخمينى ليختاروا آية الله علي خامنئي خلفا له في عام 1989. ويشرف مجلس الخبراء على أداء المرشد الأعلى للدولة الإسلامية وإقالته إذا فشل في القيام بواجباته. ــــــــــــــــــ شاهد| البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :